تباينت الصحف الغربية الصادرة اليوم الأربعاء في تناولها الزيارة المرتقبة التي سيقوم بها الرئيس الامريكي باراك اوباما لاسرائيل حيث رأت صحيفة "الاندبندنت" البريطانية ان هذه الزيارة تعطي املا في أحياء محادثات السلام المتوقفة بينما رأت صحيفة "نيويورك تايمز" الامريكية انه من المتوقع ان يسود التوتر تلك الزيارة. فقد ذكرت صحيفة "الاندبندنت" البريطانية ان الرئيس الامريكي سيزور الاراضى الفلسطينية الشهر القادم مما يعطي املا كبيرا فى احياء عملية السلام المتوقفة بين اسرائيل والسلطة الفلسطينية .
واضافت الصحيفة في تقرير اوردته على موقعها الالكترونى انها علمت من مصادر فلسطينية ان رئيس لجنة التفاوض الفلسطينية صائب عريقات يعقد اجتماعات اسبوعية مع نظيره الاسرائيلى اسحق مولكو ، معربة عن اعتقادها فى احراز بعض التقدم ازاء تسوية الاوضاع بين الطرفين.
واشارت الصحيفة الى أنه على المستوى الرسمي، يرفض المسئولون الفلسطينيون عقد اجتماعات مع المفاوضين الاسرائيليين في الوقت الذي تقوم فيه اسرائيل ببناء المستوطنات اليهودية فى الضفة الغربية حيث اعلنت اسرائيل فى ديسمبر الماضى عن خططها ببناء ما يزيد عن ثلاثة الاف وحدة سكنية ردا على حصول الفلسطينين على صفة دولة غير عضو في الاممالمتحدة.
وقالت الصحيفة ان بعض الخبراء يعتقدون ان اوباما يرغب فى وضع بصمته على الصراع الفلسطينى الاسرائيلى فى ظل عدم ترشحه للانتخابات الرئاسية فى عام 2016، فهو مستعد لازعاج جماعات الضغط المختلفة فى بلاده مقابل ان تمضى عملية السلام قدما.
واختتمت الصحيفة تقريرها قائلة انه ليس من المرجح ان يرحب الرئيس الامريكى بزيارة منطقة الشرق الاوسط دون تحقيق شيئ ملموس يبرز نجاح مساعيه.
بينما ترى صحيفة "نيويورك تايمز" الامريكية ان توقيت زيارة اوباما لاسرائيل تسوده حالة من التوتر حيث يسعى مع رئيس الوزراء الاسرائيلى بنيامين نتنياهو الى تجاوز الخلاف بينهما والذي دام الاربع سنوات الماضية بعدما حقق الاثنان الآن الفوز فى الانتخابات.
وذكرت الصحيفة فى تقرير اوردته على موقعها الالكتروني ان الرئيس الامريكي في فترة رئاسته الثانية يأمل فى اظهار دعمه للدولة اليهودية رغم تشكك بعض مؤيدي اسرائيل.
ورأت الصحيفة أنه تم التخطيط لهذه الزيارة للاشارة الى بداية جديدة فى علاقات الدولتين المشحونة، اكثر من التركيز على بذل مساعى طموحة لاحياء عملية السلام المتوقفة.
واضافت الصحيفة ان العلاقة بين الزعيمين كانت متوترة خلال السنوات الماضية بسبب عدة قضايا منها البناء الاستيطانى الاسرائيلى فى الضفة الغربية وسبل وقف البرنامج النووى الايرانى.
واشارت الصحيفة الى انه من غير المرجح أن يكشف أوباماالنقاب عن مقترحات ملموسة لجمع الاسرائيليين والفلسطينيين معا خلال زيارته او احياء مبادرة جديدة لعملية السلام الا ان مستشاريه يأملون فى ان يناقش اوباما هذه القضايا ليظهر انه لم يتخلى عن الطرفين.
ونقلت الصحيفة عن المستشار الامريكى السابق لشئون منطقة الشرق الاوسط دينيس روس قوله ان الرئيس أوباما "بإمكانه خلق بداية جديدة مع رئيس الوزراء ذاته لكن مع حكومة اسرائيلية جديدة".
ولفتت الصحيفة الى ان جدول زيارة أوباما يتضمن أيضا مناقشة عدة قضايا رئيسية مع رئيس وزراء اسرائيل وهي استئناف محادثات السلام المتوقفة مع الفلسطينيين والبرنامج النووي الإيراني والحرب الدائرة في سوريا والتي تنذر بالتصاعد لتصبح صراعا اقليميا أوسع.
وكان البيت الأبيض أعلن أن أوباما سيقوم بجولة في الشرق الأوسط في الربيع القادم يزور خلالها إسرائيل والأردن والصفة الغربية، دون تحديد مواعيد لهذه الزيارات، حيث أكد المتحدث باسم البيت الأبيض جاي كارني أن أوباما سيبحث سبل تعزيز عملية السلام في الشرق الأوسط.