أستنكر التيار الشعبي المصري أحداث العنف التي تسود البلاد و أدت إلي إراقة دماء المصريين، معترضة على تجاهل السلطة لمطالب الشعب المشروعة و تبرير أعمال العنف و القمع. و أضاف التيار في بيان له بعنوان "الشعب يريد إسقاط النظام" على موقع التواصل الاجتماعي «فيس بووك»: "وبعد ما جرى أمس من وقائع شاهدها ملايين المصريين وتألموا لها من جر للمتظاهرين لأحداث عنف مدبرة في اعتقادنا ، ثم الاعتداء عليهم وقمعهم بطريقة وحشية أدت لاستشهاد الشاب محمد حسين قرنى، وامتهان كرامتهم بسحلهم وتعريتهم في الشوارع كما جرى مع المواطن حمادة صابر ، فإنه يؤكد مجددا على أن استمرار السلطة في سياساتها وممارساتها الحالية هي الدافع الرئيسي لكل أحداث العنف وحالة الفوضى التى تسود البلاد بسبب حالة الغضب والإحباط التى وصل إليها الكثير من الشباب والمواطنين".
و تابع القول: "في ظل العنف الأمني المفرط الذي أسقط على مدار الأسبوع الماضي وحده أكثر من 70 مواطن مصري سالت دمائهم بسبب مطالب مشروعة للمصريين يتعامى النظام عمدا عن المبادرة للاستجابة لها، ويضيع الوقت في دعوات هزلية لحوار غير جاد لا يمكن قبوله بعد مسئولية النظام سياسيا وجنائيا عن كل هذه الدماء التى سالت والكرامات التى امتهنت "، مطالبين السلطة بإيضاح حلول واضحة بدلا من اللجوء لحوارات و مبادرات وصفوها ب«الشكلية و الفارغة من مضمونها".
و قالوا أيضا : "إن الشعب المصري الذي خرج في 25 يناير 2011 مطالبا بالعيش والحرية والعدالة الاجتماعية والكرامة الإنسانية ، ثار لإسقاط نظام وسياسات وليس فقط رموز وأفراد ، وجاء برئيس منتخب ليحقق له القصاص والعدل الاجتماعي والاستقرار ، وما نشهده الآن بوضوح هو إعادة إنتاج لنفس السياسات والممارسات بنفس مشاهد القتل والسحل والفوضى ، وهو مسئولية الرئيس ونظامه وجماعته عن غياب العدل وإهدار القانون واستمرار سياسات الإفقار والتبعية وتأسيس دولة الفوضى".
و أشاروا إلي أن الرئيس تم انتخابه بعد وعوده للشعب، و قالوا: "إن الشعب أتى بالرئيس على رأس السلطة كان بناءا على وعود قطعها على نفسه وبرنامج زعم أنه سوف يحقق به أهداف الثورة ' فإذا نكص الرئيس وعوده ولم يتخذ أي خطوة في برنامجه الانتخابي لتحقيقها ، يكون هو من دفع الشارع لسحب الثقة منه"'، كما وجهوا كلمة للرئيس محمد مرسي قائلين: "وليعلم الرئيس المنتخب أن دماء الشهداء التي كان لها الفضل في وصوله إلي السلطة هي نفسها الآن التي تحملنا واجب أبعاده عنها لأنه لم يقتص لأرواحهم ولم يحقق أحلامهم و أنما اسقط المزيد منهم وحول حلم الوطن إلي كابوس". و أوضحوا أن التيار الشعبي قد أسس من أجل تحقيق أهداف ثورة الخامس و العشرين من يناير، و قال: "إن التيار الشعبي الذي أسس من أجل تحقيق أهداف الثورة سيظل منحازا لثورة 25 يناير وأهدافها ، مارسنا كل سبل الاحتجاج السلمي والتعبير عن الرأي على مدار الشهور الماضية ، أحيانا بالحوار وأحيانا بالتظاهر ، أحيانا بالنصح اللين وأحيانا بالنقد الشديد ، كي تستمع السلطة لمطالب الشعب المصري وتستجيب لها ونستكمل مسار ثورتنا"، مؤكدين أن النظام الحاكم يغلق كل منافذ الحلول السياسية لتمكين الدولة لجماعة الأخوان المسلمين و إجهاض الثورة و أهدافها باسم الديمقراطية و شرعية الصندوق. و قالوا أيضا : "إن دماء المصريين التى سالت على مدار الأسبوع الماضي، وسحل وتعرية المواطنين التى جرت بالأمس، و وقائع خطف واختفاء وتعذيب النشطاء، وإعادة إنتاج الممارسات الأمنية في قمع المتظاهرين، كل ذلك وغيره من فشل النظام عن تحقيق أي انجاز على مدار الشهور الست الماضية واستمرار معاناة المصريين الاقتصادية والاجتماعية ، ونكوص الرئيس المنتخب عن كل تعهداته والتزاماته التى سبق أن قدمها للشعب المصري، كل هذا هو ما يقضى على شرعية النظام ، وهو ما مارسه بالفعل نظام محمد مرسى وجماعة الأخوان".
كما طالبوا جموع المصريين لاستكمال ثورتهم و تحقيق كامل أهدافها، و قالوا:"إننا ندعو جموع الشعب المصري العظيم ، للتمسك باستكمال ثورتهم، والإصرار على تحقيق كامل أهدافها ، والحضور مجددا للميادين والشوارع ، ومواصلة المظاهرات والاحتجاجات سلمية ، لتوقف العنف وتواجه الفوضى ، وترغم السلطة على الخضوع لمطالب المصريين ، ونثق أن شعبنا العظيم لن يخضع لأي إحباط أو يأس أو تخويف وترهيب ، وأنه قادر على استكمال مسيرة ثورته وإسقاط أي نظام يعيد أنتاج القمع والفقر والتبعية ، ونؤمن أن شعبنا سينجح في الانتصار لثورته وبناء نظام العيش والحرية والعدالة الاجتماعية والكرامة الإنسانية".