أكدت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون أن الوزارة قامت حتى الآن بتنفيذ 85% من توصيات لجنة مراجعة حادث الهجوم الذي تعرضت له القنصلية الأمريكية في بنغازي في سبتمبر الماضي وذلك لتأمين حوالي 270 بعثة دبلوماسية حول العالم، وأن الوزارة مستمرة في تنفيذ الجزء الباقي بكل قوة. جاء ذلك في شهادة كلينتون اليوم خلال جلسة استماع بمجلس الشيوخ الأمريكي حول حادث سفارة بلادها في بنغازي بليبيا والذي أودى بحياة 4 أمريكيين من بينهم السفير الأمريكي كريستوفر ستيفنز.
وفيما يتعلق بتحملها للمسئولية، قالت كلينتون إنها قامت بكل ما هو ممكن لإجراء المراجعة وتأمين سلامة حوالي 60 ألف موظف يعملون في الوزارة في الداخل والخارج، مشيرة إلى أن وزارة الخارجية طلبت من الكونجرس المزيد من الاعتمادات لتوفير المزيد من الأمن في المواقع الدبلوماسية الأمريكية بالخارج، ولم يتم الحصول على كل ما تم طلبه.
وأشارت إلى أنه منذ عام 2007 والكونجرس يخفض الميزانيات التي تطلبها الخارجية خاصة بالنسبة للصيانة وتوفير الحماية بنسبة 10%، بما يبلغ 340 مليون دولار.
وأوضحت كلينتون أن وزارة الخارجية طلبت من وزارة الدفاع الأمريكية التعاون في تأمين البعثات الدبلوماسية الأمريكية في الأماكن الخطرة، مشيرة إلى أنه تم إجراء 19 لجنة مراجعة لأحداث وقعت ضد بعثات أمريكية في الخارج منذ عام 1979.
وأعربت كلينتون عن دعمها للجزائر عقب أحداث (عين أميناس)، وشددت على ضرورة حرمان القاعدة من الملاذات الآمنة في جميع أنحاء العالم.
وأعلنت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون -خلال شهادتها أمام مجلس الشيوخ الأمريكي وأخر ظهور لها أمامه كوزيرة للخارجية اليوم -مسئوليتها عن فشل الأمن في بنغازي، ودافعت عن طريقة تعامل وزارتها مع الهجوم، وأعربت عن مواساتها لأسر الأمريكيين الأربعة الذين قتلوا خلال الهجوم الذي وقع في هجمات 11 سبتمبر الماضي، ورفضت ادعاءات الحزب الجمهوري بأن وزارة الخارجية شاركت في التستر على الهجوم وأنه لم يكن هناك أي تقصير من جانب الخارجية الأمريكية.
وقالت كلينتون:"بالنسبة لي، هذه ليست مجرد مسألة سياسة..إنها مسألة شخصية"، مضيفة : "لقد وقفت إلى جانب الرئيس أوباما عندما حملت قوات المارينز تلك الصناديق وهي ملفوفة بالعلم الامريكي وتخرج من الطائرة في قاعدة أندروز الجوية.. ووضعت ذراعي حول أمهات وآباء وأخوات وأخوة وأبناء وبنات الضحايا".. وعندها دمعت عيني الوزيرة.
ووعدت الوزيرة بعدم تكرار الهفوات الأمنية التي شهدتها بنغازي مرة أخرى، إلا أنها أكدت أن البعثات الأمريكية ستكون هدفا للهجمات الارهابية في الفترة القادمة، قائلة : "كما قلت مرات عديدة منذ 11 سبتمبر، أنا اتحمل المسئولية.. لا يوجد من هو أكثر مني التزاما بعمل ذلك بالشكل الصحيح.. وإنني مصممة على مغادرة وزارة الخارجية وبلدنا أكثر أمنا وأمانا وقوة".
ودافعت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون عن استجابة وزارتها لهجوم بنغازي، مشيرة إلى أنه تم إجراء تحقيق شامل للإطلاع على الإجراءات التي اتخذتها الدولة لإنقاذ حياة الأمريكيين في الوقت الحقيقي.
وفي ردها على سؤال للسيناتور الجمهوري جيمس ريش، قالت كلينتون إنها لم تتدخل فيما يتعلق بقرار إرسال سفيرة الولاياتالمتحدة لدى الأممالمتحدة سوزان رايس لإطلاع الجمهور يوم الأحد في برامج تليفزيونية على الوضع في ليبيا في ذلك الوقت، وإنها أعلنت في اليوم التالي للحادث أنه هجوم ارهابي، وأشارت إلى أنها لم تركز على نقاط الحديث ولكنها كانت تركز على سلامة الشعب الأمريكي.
ووصفت كلينتون التصريحات التي أدلت بها رايس بأنها كانت تعتمد على تقارير لوكالات متعددة، مشيرة إلى أنها لم تجب على العديد من الأسئلة حول الهجوم وتركتها دون إجابة.
ونوهت بأن هوية المهاجمين ودوافعهم لم تكن معروفة في ذلك الوقت، مشيرة إلى أن الصورة لا تزال معقدة إلى حد ما، وكما أوضحت أن هناك أدلة على أن الهجوم الذي وقع في مدينة بنغازي كان متعمدا ومسبق التخطيط ولكنه لا يعتمد بالضرورة تخطيط واسع النطاق، كما أنه لم يكن حدثا منعزلا.
وتابعت كلينتون: "أي فحص متبصر لهذه المسألة يجب أن يبدأ بحقيقة واضحة وهي أنه منذ عام 1988، كان هناك 19 لجنة مراجعة للتحقيق في هجمات على الدبلوماسيين الأمريكيين ومرافقهم".
وأضافت: "المخاوف من الإرهاب وعدم الاستقرار في شمال أفريقيا ليست جديدة.. والواقع أنها كانت أولوية قصوى لفريقنا للأمن الوطني.. ولكن بعد بنغازي، علينا الإسراع بحملة دبلوماسية لزيادة الضغط على تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي وغيره من الجماعات الإرهابية في المنطقة"، وحثت أعضاء الكونجرس على عدم استخدام هذا الهجوم كذريعة للانسحاب من العالم.
واستطردت كلينتون قائلة : "الولاياتالمتحدة يجب أن تواصل القيادة..في منطقة الشرق الأوسط وجميع أنحاء العالم .. لقد قطعنا شوطا طويلا في السنوات الأربع الماضية..ولا يسعنا التراجع الآن.. فعندما تغيب أمريكا، وبخاصة من البيئات غير المستقرة، فإن هناك عواقب وخيمة لذلك.. فالتطرف يتعمق ويضرب بجذوره.. ومصالحنا ستتضرر، وأمننا في الداخل سيتهدد".