باريس: قال الجنرال أوليفيه دو بافينكوف، رئيس أركان قوات "اليونيفيل" السابق، الذي ترك مقر القيادة في الناقورة في شهر أغسطس/آب الماضي، إن مسؤولية إطلاق صورايخ "الكاتيوشا" باتجاه إسرائيل، ومحاولات الإطلاق التي جرت من منطقة جنوب الليطاني، تعود إلى مجموعات "إرهابية" فلسطينية على الأرجح، وهي تتمتع بقدرات ذاتية على التحرك. ورد الجنرال الفرنسي على الادعاءات الإسرائيلية التي تقول إن "اليونيفيل" غير فعالة وتساءل: "هل يمكن السيطرة على أرض الميدان الموضوعة تحت رعاية (اليونيفيل) والجيش اللبناني، أي منطقة جنوب الليطاني، مائة في المائة؟ لا أعتقد ذلك". وعلى العكس من ذلك، دافع الجنرال الفرنسي الذي بقي رئيسا لأركان "اليونيفيل" عاما كاملا، من صيف 2007 إلى صيف عام 2008، عن مهمة القوة الدولية التي تمدها فرنسا بثاني أكبر عدد من الرجال، بعد إيطاليا، عن القوة الدولية التي تنشر في الجنوب اللبناني ما يزيد على 13 ألف رجل يضافون إلى قوة الجيش اللبناني المنتشرة في المنطقة والبالغة 5 آلاف رجل. وفي رأيه فإن منطقة الانتشار التي لا يزيد طولها على 40 كلم ويتراوح عرضها ما بين 5 و20 كلم من أكثر المناطق في العالم التي تحضر فيها قوات مسلحة. وبحسب بافينكوف، فإن القوة الدولية والجيش نجحا في توفير الأمن والاستقرار في المنطقة وضمنا الاستقرار وأتاحا تحقيق عمليات إعادة البناء بعد الحرب الإسرائيلية على لبنان في صيف عام 2006. ويعزو الجنرال الفرنسي ذلك إلى القرار الدولي رقم 1701 وإلى قواعد الاشتباك المشددة التي تطبقها القوة، رغم أنها تعمل تحت الفصل السادس لا الفصل السابع، وإلى قوة تسلحها التي توفر لها طاقة ردعية لا يستهان بها. غير أن هذه القوة لم تنجح، كما يعترف الجنرال الفرنسي، لا في منع عمليات تهريب السلاح إلى المنطقة منعا كاملا، ولا في حمل إسرائيل على الامتناع عن خرق القرار 1701، والتوقف عن انتهاك السيادة اللبنانية عبر تحليق طيرانها شبه اليومي في السماء اللبنانية.