قال يحيى رباح رئيس اللجنة القيادية العليا لحركة "فتح" في قطاع غزة إن "فتح لديها أجنحة عسكرية وأجهزة أمنية ستكون الشريك الرئيسي لحماس في حفظ أمن مهرجان الذكرى الثامنة والأربعين لانطلاق الحركة الذي سيقام في مدينة غزة في الأول من يناير / كانون ثان المقبل". ووفقا لوكالة "الأناضول" التركية, أوضح في الوقت نفسه أن "حماس" وافقت على أن تعقد فتح مهرجانًا لها في غزة "دون أي نوع من الضمانات".
وقال: "نحن حركة كبيرة وعميقة، ولدينا كفاءات وأجنحة عسكرية وأجهزة أمنية وسنكون الشريك الرئيسي في حفظ أمن هذا المهرجان مع الأجهزة الأمنية لحركة حماس".
وأشار إلى أن اللجنة التحضيرية لمهرجان الانطلاقة أخذت بعين الاعتبار كل المسائل والقضايا الأمنية ومن بينها ظهور بعض العناصر "المثيرة للاضطرابات" والتي ربما تحاول "تخريب" المهرجان.
وأكد أنه ستكون هناك "إجراءات قوية وعالية المستوى لضمان ألا تقوم أي عناصر بتضييع الفرحة على جماهير الشعب الفلسطيني".
ولفت إلى أن "حركة فتح قامت بتوجيه دعوة إلى رئيس حكومة قطاع غزة إسماعيل هنية وبقية الفصائل والقوى الوطنية والإسلامية لحضور فعاليات الاحتفال".
وتابع أن "مهرجان ذكرى الانطلاقة الثامنة والأربعين حق مقدس لحركة فتح وحق سياسي ونحن شريك رئيسي في الساحة الفلسطينية وبالتالي ليس هناك أي نوع من الاشتراطات على الإطلاق من قبل حركة حماس لإقامة المهرجان في غزة".
وأشار إلى أن "فتح" استلمت أرض ساحة السرايا وسط مدينة غزة ظهر السبت 29 كانون الأول / ديسمبر الجاري.
ووافقت حركة "حماس" التي تدير قطاع غزة على السماح لحركة "فتح" بإقامة مهرجان ذكرى انطلاقتها الثامنة والأربعين في ساحة "السرايا" وسط مدينة غزة.
وكانت "فتح" قد أعلنت الخميس الماضي، عن إلغاء مهرجانها عقب فشلها بالاتفاق مع حماس على مكان عقده، حيث كانت فتح تصر على عقده في ساحة "الكتيبة" غرب مدينة غزة وهو ما رفضته حماس بشدة لأسباب قالت إنها "أمنية".
وعقب حالة من الانقسام استمرت سنوات سادت أجواء من التصالح بين حركتي فتح وحماس مؤخرًا حيث شارك وفد من فتح في احتفال ذكرى تأسيس حركة حماس في غزة مطلع الشهر الجاري كما سمحت حركة فتح لحركة حماس بتنظيم احتفالات في الضفة الغربية في منتصف هذا الشهر.
وفي سياق آخر قال القيادي في "فتح" إن "الفصائل الفلسطينية تنتظر في الوقت الحالي أن يدعو الرئيس الفلسطيني محمود عباس الإطار القيادي المؤقت لمنظمة التحرير الفلسطينية الذي يضم حماس والجهاد وفتح وبقية الفصائل للاجتماع في العاصمة المصرية القاهرة للبدء بتنفيذ كافة اتفاقيات المصالحة".
وشدد على أن الظروف الحالية القائمة في مصر "مهيأة أكثر من أي وقت مضى لاستضافة لقاء الفصائل الفلسطينية".
وأوضح أن "اللقاء سينبثق من خلاله لجنة عمل لتنفيذ بنود اتفاق المصالحة وليس لإعادة الحوارات من جديد".
وأعرب عن تفاؤله الكبير بأن يتوج عام 2013 بتحقيق المصالحة الفلسطينية وإنهاء الانقسام بين حركتي حماس وفتح.
وأضاف أن "هناك عناصر إيجابية حدثت خلال الأيام الماضية منها توحد الفلسطينيين في مواجهة إسرائيل في عدوانها على غزة، وتوحدهم في طلب الحصول على عضوية لفلسطين في الأممالمتحدة ساهمت في تقريب وجهات النظر وجعلت المصالحة أقرب إلى التحقيق من أي وقت مضى".
وأدت خلافات سياسية حادة بين حماس وفتح إلى اندلاع اشتباكات مسلحة بين الطرفين عام 2007 نتج عنها سيطرة حماس على قطاع غزة وإعلان رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس إقالة حكومة الوحدة الوطنية برئاسة إسماعيل هنية التي نتجت عن اتفاق المصالحة الذي وقع في مدينة مكةالمكرمة بالسعودية فبراير/ شباط 2007.
ولم تنجح أي من الجهود حتى الآن في تحقيق المصالحة الفلسطينية وإنهاء حالة الانقسام السياسي السائدة منذ عام 2007 رغم توقيع حماس وفتح عدة اتفاقيات للمصالحة كان آخرها في القاهرة نهاية العام الماضي.
وعلى صعيد ثانٍ قال رباح إن "تصريحات عباس حول تهديده بحل السلطة الفلسطينية وتسليم الضفة الغربية لإسرائيل هي من باب الإدانة للاحتلال الإسرائيلي الذي يمارس إجراءاته العنصرية على الأرض".
ونفى أن تكون تصريحات عباس تعبر عن توجه السلطة الفلسطينية لخيارات سياسية جديدة قائلاً: "هي مجرد إدانة للاحتلال الإسرائيلي وما يمارسه على الأرض من استيطان ومصادرة للأراضي".
على صعيد آخر قال رباح إن "تركيا دولة محورية في المنطقة ومهمة ولها دور كبير في العالم ونحن في منظمة التحرير الفلسطينية نحرص على أن نكون على أفضل علاقات ممكنة معها".
ولفت إلى أن "القيادة التركية دائماً مبادرة وعلاقتنا معها جيدة والتشاور بيننا وبينهم دائمًا في كل المسائل المتعلقة بالقضية الفلسطينية".
وأضاف أن "القيادة التركية أشقاؤنا الكبار ونحن نعتمد عليهم في المحافل الدولية وفي كل الساحات ونطمئن أن الدور التركي دائمًا داعم للشعب الفلسطيني وحقوقه المشروعة".