المؤتمرات والندوات والدعاية المطبوعة ..أبرز وسائل الدعم علي الراشد « لافتات قليلة ... أوراق توزع عليك في الشوارع ... محاولات فردية للإقناع داخل وسائل المواصلات ولكن على استحياء خشية الصدام ... محاولات عنيفة للإقناع عبر صفحات التواصل الاجتماعي ... ندوات وحلقات نقاشية ».
تلك هي الأدوات التي تستخدمها التيارات الإسلامية في دعوتها للتصويت ب«نعم» على الدستور الجديد.
لم تكن الدعاية هذه المرة بالكثيفة على الرغم من أن حزبي الحرية والعدالة والنور اعتادوا أن يقوموا بعمل دعاية ضخمة في كل الأمور التي تخص الانتخابات أو الاستفتاء ، إلا أن حالة الاحتقان السياسي منعتهم من ذلك، ونشأ عنها حالة حذر من الجانبين في نشر الدعاية سواء الموافقة أو المضادة للدستور، وبعد انتهاء المرحلة الأولى من الاستفتاء وتفوق «نعم» بفارق ضئيل على «لا» ، ازدادت نفوس التيار الإسلامي اشتعالا تخوفا من خطر «لا» الذي من الممكن أن يداهمهم بعد السبت المقبل فحاولوا الاستعداد جيدا.
«75 % من المصريين سيصوتون بنعم إن شاء الله» بتلك الكلمات بدأ عاصم عبد الماجد عضو مجلس شورى الجماعة الإسلامية حديثه معنا حول توقعاته بالنتيجة النهائية للاستفتاء، مؤكدا أن الجماعة الإسلامية وذراعها السياسي حزب «البناء والتنمية» يقومون الآن بعقد عدة من المؤتمرات والندوات في المحافظات التي من المقرر أن تصوت في المرحلة الثانية لحشدهم للتصويت ب«نعم» للدستور.
بينما بدأ حزب الحرية والعدالة بعقد الندوات المؤتمرات فعليا في المحافظات جميعا قبل المرحلة الأولى من الاستفتاء كما قال علي خفاجي، الأمين العام لحزب الحرية والعدالة بالجيزة، حيث أكد أن الحزب يعمل الآن على قدم وساق في حشد الناخبين للتصويت ب«نعم» مستخدمين في ذلك الدعاية الخاصة بحملة «بالدستور العجلة تدور» ، كما أنهم يوزعون أوراق تشرح لماذا يدعون للتصويت ب«نعم».
وأضاف خفاجي أنهم يجرون الآن اتصالاتهم مع كل أعضاء الحزب في المحافظات السبعة عشر المفترض التصويت فيها في المرحلة الثانية للتعاون معهم في توعية الناس بالدستور وأهميته مع التركيز على شرح بعض البنود الخاصة بالخدمات الصحية والتعليم وحقوق المواطنين في البلاد.
وأرجع خفاجي قلة الدعاية في هذا الاستفتاء إلى أن الوقت كان ضيقا منذ الانتهاء من الدستور إلى الاستفتاء في مرحلته الأولى، وأشار إلى أن الحزب سيجتمع خلال يومين ليدرس الاستعدادات النهائية ليوم الاستفتاء، مؤكدا أن أعضاء الحزب تقدموا كغيرهم من منظمات المجتمع المدني وحقوق الإنسان وحصلوا على تصريحات لمراقبة الاستفتاء من اللجنة العليا للانتخابات.
وعن توقعاته للمرحلة الثانية للاستفتاء قال خفاجي إن النتيجة النهائية ستحسم بالموافقة على الدستور بنسبة أكبر من المرحلة الأولى التي لم تكن مرضية لهم، وعلّل توقعاته بأنهم بذلوا جهدا كبيرا بعد المرحلة الأولى محاولين الحشد بشكل أكبر في المحافظات المتبقية والتي أكد انتشارهم فيها بشكل جيد.
عمرو فاروق، المتحدث الرسمي لحزب الوسط، لفت إلى أنهم حاولوا أن يبدعوا في الدعاية بشكل أكثر من خلال عروض « داتا شو» و«اسكتشات» وغيرها من الأنواع الجديدة في الدعاية لجذب الناخبين بصورة جديدة ودعوتهم للموافقة على الدستور.
وأشار فاروق إلى أنهم بدأوا قبل المرحلة الأولى بعقد عدد من الجولات في المحافظات المختلفة وفعلوا ذلك أيضا بعد استفتاء المرحلة الأولى، كما أن حزب «الوسط» سوف يشارك في غرفة عمليات أحزاب «الحرية والعدالة» و «النور» و « البناء والتنمية» لمراقبة سير عملية الاستفتاء في مرحلته الثانية.
وأضاف فاروق أن قلة الدعاية جاء نتيجة للانقسام الذي يمر به الشارع المصري وما يعج به من تضاربات في الآراء حول الدستور، إلا أنه برغم ذلك فإن النسبة النهائية من المقرر أن تصل إلى 60 % موافقون على الدستور؛ لأن المرحلة الأولى كان بها 6 محافظات ضد الرئيس و4 محافظات فيهم ما يقرب من 80 % من أقباط مصر وهؤلاء جميعا لم يصوتوا على الدستور وإنما صوتوا على أداء الرئيس والحكومة، أما المرحلة الثانية فكل المحافظات التي ستصوت فيها هي قريبة من الرئيس وستكون النتيجة «نعم».
بينما يعمل حزب «النور السلفي» على توعية الناس بالدستور كما قال الدكتور يسري حماد ، المتحدث الإعلامي باسم الحزب، والذي أكد أنهم بجانب الندوات والمؤتمرات التي يشاركون فيها يقومون بدحض الشبهات التي يطلقها البعض لتشويه الدستور ، كما قال إن هناك نسخ أخرى من الدستور يتم توزيعها على الناس فيها العديد من الأخطاء فهناك نسخة بها مادة تنص على أنه من حق الرئيس أن يبيع أراض مصرية دون الرجوع لمجلسي الشعب والشورى وغيرها من المواد المخيفة ويعمل الحزب على إزالة اللبس بين الناس وتوزيع النسخ الأصلية من الدستور.
كما أعرب حماد عن عدم رضاه عن نتيجة المرحلة الأولى متوقعا ارتفاع نسبة التصويت بالموافقة على الدستور في المرحلة الثانية أكثر من المرحلة الأولى بكثير نظرا لأن محافظات المرحلة الثانية أكثر ميلا إلى الاستقرار من محافظات المرحلة الأولى.
وأكد حامد مشعل المتحدث الإعلامي باسم الجبهة السلفية، أن الجبهة مستمرة في الدعم الشعبي والتوعية والدعوة للموافقة على الدستور ، كما أن كوادر الجبهة تعمل في كل المحافظات لحشد أكبر عدد من المواطنين نحو الموافقة، وليست القيادات فقط بل إن الشباب أيضا يؤدون دورهم من داخل الجامعات بتوزيع أوراق الدعاية للدستور والرد على الشبهات الموجهة إليه.
وأضاف أنه نظرا لقلة الدعاية بسبب حالة التوتر السياسي في البلاد فإن الجبهة استخدمت أفرادها في التوعية بشكل فردي في العديد من المحافظات التي يتواجدون فيها مثل «المنيا، كفر الشيخ، البحر الأحمر، الفيوم، مرسى مطروح»، وبرغم كل هذا ستكون النتيجة «نعم» بنسبة تتجاوز 65 %.