وافقت حركة طالبان الأفغانية على إجراء لقاء مغلق مع ممثلين عن حكومة الرئيس الأفغاني حامد كرزاي والتحالف الغربي سيعقد هذا الأسبوع في مكان سري شمال العاصمة الفرنسية باريس، لبحث مستقبل البلاد مع استعداد قوات حلف شمال الأطلسي للانسحاب في عام 2014. وذكرت صحيفة "نايشن" الباكستانية في عددها الصادر اليوم الأربعاء نقلا عن مصادر دبلوماسية أوروبية أن الحركة سترسل وفدا صغيرا إلى باريس برئاسة شهاب الدين ديلاوار سفيرها السابق إلى السعودية.
ويتوقع أن ينضم إلى الاجتماع الذي ينظمه صندوق دعم الدراسات الإستراتيجية غير الحكومي الفرنسي ممثلون عن الحزب الإسلامي في أفغانستان الذي يعد من أبرز القوى السياسية في البلاد.
ونقلت الصحيفة عن مصدر دبلوماسي أوروبي أن هذا الاجتماع سيكون "أول لقاء جدي بين طالبان ومسئولين في الحكومة الأفغانية"، مؤكدا أن كابول ستواصل جهودها الهادفة إلى إشراك الحركة في حوار المصالحة الوطنية.
وكان كميل جراند مدير صندوق دعم الدراسات الإستراتيجية، قد كشف أن اللقاء سيعقد ما بين يومي الأربعاء والجمعة في مكان سري شمالي باريس سيتم إغلاقه تماما.
وأضاف أن حوالي 20 شخصا سيشاركون في اللقاء، موضحا ان "الفكرة هي جعلهم يتحدثون بحرية وخلف أبواب مغلقة".
ومن المفترض أن تستضيف السعودية في بداية يناير المقبل لقاءً آخر بين مسؤولين أفغان وممثلي "طالبان" ودول التحالف الغربي.
وكان قادة حركة طالبان قد رفضوا في السابق وبشكل قاطع إقامة أية اتصالات مباشرة مع إدارة الرئيس حامد كرزاي باعتباره "صنيعة أمريكية".
وحتى بعد ورود أنباء عن موافقة الحركة على المشاركة في لقاء باريس، يبدي الكثير من المراقبين شكوكهم من أن لدى المسلحين نوايا جدية للتفاوض مع اقتراب موعد الانسحاب الكامل لقوات حلف شمال الأطلسي من أفغانستان في عام 2014.
من جهتها، وضعت الحكومة الأفغانية خطة مؤلفة من خمس خطوات من شأنها أن تسمح بإشراك "طالبان" في الحكومة.
وتدعو "خريطة الطريق لعملية السلام حتى عام 2015 " التي حصلت وكالة "فرانس برس" على نسخة منها هذا الأسبوع، إلى التركيز على "ضمان تعاون باكستان" التي تتهمها كابول بإيواء مسلحي طالبان.
ويفترض أن تلي ذلك خطوات باتجاه إجراء مفاوضات رسمية مباشرة مع طالبان في النصف الأول من العام المقبل بدعم من الولاياتالمتحدةوباكستان.