تشهد مصر هذه الأيام جدلا كبيرا حول وضع الدستور الجديد, خاصة بعدما أصر الرئيس مرسى على استكمال كتابته والإنتهاء منه فى أسرع وقت ممكن على الرغم من انسحاب معظم ممثلى القوى المدنية من الجمعية التأسيسية للدستور وكأنه يتحدى الشعب الذى أتى به رئيسا للبلاد, وقد كان الفنانون مثلهم مثل باقى فئات الشعب رافضين لهذا الوضع الذى وصفه بعضهم بالعبث, والبعض الآخر قال أن الدستور تم "سلقه" , ولذلك حرصنا أن نتحدث معهم لمعرفة آرائهم فى دستور مصر الجديد .. فيقول الفنان "آسر ياسين" تعقيبا على ما سمى ب "سلق الدستور" أنه لا يوجد إنسان بالغ, عاقل, حقانى؛ غير رافض للدستور, واصفا ما يحدث الآن من تفصيل للدستور لصالح فصيل معين من الشعب بالعبث, مؤكدا على أنه وزملائه من الفنانين غير موافقين عى ما يحدث الآن ورافضين تماما للدستور الجديد.
وتقول الفنانة "هالة صدقى" .. "كان من المفترض أن يكون الدستور للشعب كله وليس لفئة معينة ومن وجهة نظر معينة وإلا يتكون دكتاتورية واستبداد".
وتعجبت هالة من بعض البنود التى كنا نعيش عليها فى الدستور ثم تغيرت لأسباب ولأهداف شخصية خاصة بالإخوان, ولهذا لا يمكن أن نطلق عليه كلمة "دستور", مؤكدة أن الهرج والعبث الذى حدث من الجمعية التأسيسية ليس له علاقة بالدستور, واصفة إياه بالإحتلال.
وعلق الفنان "أحمد راتب" على وضع الدستور الجديد بما يخالف إرادة الشعب قائلا أن هذا الدستور تم وضع بشكل فاشى, فهو لا يعبر بأى شكل من الأشكال عن إرادة الشعب؛ بل يمثل الإخوان وحدهم وليس الشعب المصرى بأكمله, ولذلك فهو مرفوض تماما, والشعب نزل الميدان من جديد ليعبر عن رفضه لهذا العوار الدستورى, كما أكد فى كلامه على أن كل ماقاله الإخوان عن أن الدستور الجديد سيعبر عن الشعب المصرى بكامل فئاته وطوائفه كان مجرد كلام ثبت عدم صحته فى النهاية, معلقا .. " الإخوان ملهومش كلمة, واحنا جربناهم زمان".
وتقول الفنانة "نهال عنبر" معلقة على الدستور الجديد أنه لا يصح أن يحدد مصيرنا رأى واحدة أو وجهة نظر واحدة, وعندما يعترض الشعب لا يجد من يسأل فيه, وكأنهم يقولون للشعب "اعترضوا براحتكوا بس مش هنغير حاجة".
وتابعت .. "هناك عدد لا يستهان به من الشعب معترض على هذه القرارات الفردية, وهذا حقنا, وعندما نعترض يجب أن نجد من يهتم برأينا, وأن يتم أخذه بشكل إيجابى وليس سلبى, أما ما يحدث الآن للأسف من الممكن أن يصل بنا إلى طريق غير جيد, فأنا خائفة من أن يحدث صداما بين أبناء الشعب, ويجب أن يؤخذ هذا فى الإعتبار.
وأضافت .. "الدستور الآن يلقى اعتراضا من جزء كبير من الشعب وخاصة الفئة الواعية والمثقفة, ويجب أن يوافق الشعب بكامل فئاته على الدستور وألا تنحصر الموافقة على فئة بعينها دون الأخرى, والرئيس نفسه وعد بهذا فور توليه الحكم, ولكن الشعب تعلم ألا يسكت عن حقه, ونحن لا نريد أن يتم تأييد أيدينا بالحديد ونسكت".
ويقول الفنان "حسن يوسف", وبسؤاله عن رأيه فى أزمة الدستور الأخيرة؛ وجه ندائه للجمعية التأسيسية للدستور؛ قائلا .. "نحن لا نفهم شىء, فهل تقولون لنا ماذا يحدث؟".
وتابع يوسف .. "كل ما أتمناه الآن ألا أرى مصريا يضرب أخيه؛ أيا كانت الأسباب, وأيا كانت ديانته, أو انتماؤه الحزبى, وأنا لا أتمنى أن أرى ما يحدث بيليبنا أو سوريا أو العراق فى مصر", ووجه نداء للشباب قائلا .. "تخلوا عن كل هذه الأسباب, وارجعوا للشهامة التى نعرفها عنكم".
أما الفنانة "هالة فاخر", فقد أكدت على رفضها التام لما حدث من الجمعية التأسيسية التى قامت بكتابة الدستور؛ ولم تهتم بالشعب الرافض له, وقالت أنه لا يوجد أحد موافق على هذا الدستور الذى لا يعبر عن كل المصريين كما وعدنا الرئيس من قبل, ووصفته بأنه "إهانة للشعب".
وعلق الفنان "أحمد بدير" على أزمة الدستور الأخيرة؛ قائلا .. "أنا أرفضه رفضا تاما, وأرفض اللجنة الدستورية, وأرفض الإعلان الدستورى الأخير, وكذلك الدستور المعد, وأى مواطن مصرى شريف سيكون له هذا الرأي".
وتابع بدير .. "هناك مؤامرة كبرى من جماعة الإخوان المسلمين, وقال بالنص .. "هم عايزين يكوشوا على البلد", ولكن الشعب المصرى يرفض ما يحدث الآن من عبث بالدستور, وسيظل الشعب رافضا له طالما ظل على قيد الحياة, وهذا حق له, وهذه هى حريته".
أما الفنان سامح الصريطى - وكيل نقابة المهن التمثيلية - فقد أعلن عن رفضه التام للإعلان الدستورى الذى وصفه بأنه كان مخيبا لآمال الشعب المصرى نحو دولة ديموقراطية حديثة, وقال أنه يكرس لحكم ديكتاتورى ويجهض أهداف الثورة التى سالت دماء المصريين من أجلها ومن أجل الحرية.
وأوضح الصريطى أن النقابات الفنية الثلاث متضامنون مع الشعب المصرى فى إسقاط هذا الدستور وتشكيل جمعية تأسيسية جديدة تضمن عدم استحواذ فصيل أو تيار معين على وضعه حيث يجب أن يعبر عن الشعب المصرى بكافة فئاته وطوائفه وليس على جماعة أو تيار معين.
وأكد الصريطى فى نهاية حديثه أن جموع الفنانين أعلنوا فى آخر بيان لهم أنهم منضمون إلى القوى الوطنية المصرية فى جميع ميادين مصر بالتظاهر والإعتصام, ومع كل الخطوات التصعيدية التى قد تصل إلى العصيان المدنى حتى تتحقق مطالب الشعب العادلة .