يضم متحف الآثار السورية القديمة في حلب أكثر من 20 ألف قطعة أثرية من أجمل اللقى الأثرية النادرة التي اكتشفتها البعثات التنقيبية في أهم مواقع الشرق القديم وهو من أغنى المتاحف في سورية والعالم بما يتضمنه من قطع أثرية نوعية وفريدة موزعة على أجنحته الثلاثة. وبين الدكتور يوسف كنجو رئيس شعبة التنقيبات في مديرية آثار ومتاحف حلب أن طريقة العرض المتحفية راعت التسلسل الزمني للموجودات بالتناسب مع المناطق الجغرافية وتنقيبات كل بعثة على حدة كما احتوت بعض القاعات على قطع تجمعها رابطة المادة أو الوظيفة كمجموعة واحدة مع شروحات باللغتين العربية والإنكليزية وذلك بأسلوب شيق يجذب العالم والسائح والهاوي. بدوره تحدث أحمد عثمان أمين متحف الآثار السورية عن جناح مملكة ماري المكون من أربع قاعات هي قاعة تل براك وشاغر بازار وماري وحماة وراس شمرا التي تضم معروضات هامة منها إفريز مذهب ومطعم بالحجارة الثمينة وختم مسطح يعتبر من أقدم أنواع الأختام كان يستخدم لتحديد الملكية يعودان إلى 3100 قبل الميلاد ودمى من الألباستر على شكل عيون كانت تستخدم كتمائم وتعاويذ لدفع الحسد والشر وتعود إلى بداية الألف الثالث ونماذج من فخاريات موقع تل حلف والعبيد من الألف الخامس قبل الميلاد وتمثال ربة الينبوع أو سيدة المعبد وهو من أجمل التماثيل النحتية التي تمثل روعة الفن السوري في أوج عظمته في الألف الثاني قبل الميلاد وتحمل الربة على جبهتها قرني ثور رمز الإلوهية المعروف في الشرق القديم وهناك ايضا تمثال ايتشوب أيلوم الذي يمثل أميراً من حجر الديوريت منقوش في أعلى كتفه بالخط المسماري ويعود إلى الألف الثاني قبل الميلاد وتمثال ماري الذي عثر عليه في معبد عشتار وهو مصنوع من الحجر الأبيض وتمثال الاله "شاماش" إله الشمس والعدالة ويعد من اهم التماثيل التي دخلت التاريخ. كما يتضمن الجناح عقودا من الفضة والحجر وخواتم من الفريت وأختاما مسطحة تعود الى الألف الثاني قبل الميلاد ودمى طينية آدمية وحيوانية تعود الى ما بين منتصف الألف الثالث وعلى طاسة ذهبية مزينة بطريقة مكلفة وفاخرة تتميز بالدقة العالية والمهارة في الصنع و فأسا برونزيا يعود إلى ما بين القرنين الرابع عشر والثالث عشر قبل الميلاد وهو أقدم دليل على استعمال ثلاثة معادن في وقت واحد البرونز للمقبض مع تطعيم بالذهب والحديد للشفرة الحادة. وبالاضافة لذلك هناك تمثال لإله من اوغاريت وأوزان حجرية ومعدنية على شكل بطة أو أسد أو ثور ومجموعة من أوان فخارية كالإبريق والكؤءوس والمطرة على النمط القبرصي والميسيني والكريتي وتعود جميع هذه المعروضات الى النصف الثاني من الألف الثاني قبل الميلاد بالاضافة الى أدوات عاجية وعناصر تزينية وعلب عاجية لها راس بطة يعتقد انها كانت تستعمل لحفظ أدوات الزينة وهي ذات تأثيرات إيجية وأسلحة وأدوات برونزية تعود جميعها إلى الألف الثاني قبل الميلاد وأوان من الألباستر وعليها اسم رمسيس الثاني وكانت تستورد من مصر ما بين القرنين الخامس عشر والرابع عشر قبل الميلاد.