الدوحة: قدم الدكتور منير طه مدير متحف العراق الأسبق والإخصائي في علم الآثار حالياً في هيئة متاحف قطر محاضرة بعنوان "متحف العراق" في المركز التعليمي بمتحف الفن الإسلامي الأربعاء الماضي. تركزت محاضرته على قراءة واقع هذا المتحف، مشيرا إلى أن السبب الأول في توجيه الاتهامات جزافاً إلى مسؤولي إدارة الآثار والمتاحف نظراً لأنهم أهملوا مقتنيات متحف العراق والدليل على ذلك هو ما آل إليه المتحف بعد احتلال العراق، أما السبب الثاني فيكمن باتهام مديري وموظفي متحف العراق بعدم تسجيل مقتنيات المتحف مما أضاع الفرصة على المنظمات الدولية ومنها اليونسكو والانتربول بمتابعة الآثار المنهوبة. أما عن تجربته مع إدارة متحف العراق لأعوام 1988 إلى 1990 فتحدث قائلاً كما نقلت عنه صحيفة "الوطن" القطرية: لقد كان لدينا مهمة سرية لجمع جميع المقتنيات المعروضة وخصوصاً كنوز نمرود في المتحف ما عدا تلك التي لا يستطيع أحد تحريكها أو زحزحتها لثقل وزنها، وبعد التداول قررنا وضعها في صناديق كبيرة ومتينة واحتفظنا بها في البنك المركزي أما باقي الآثار كالأختام والمسكوكات وبعض الحلي فقد وضعت بصناديق وأودعت في المخازن، إلى حين كارثة إبريل 2003 حين تحول مهد الحضارات والثقافات إلى أنقاض حيث تبين حينها أن خمسين قطعة فريدة من نوعها قد سرقت بالكامل أبرزها تمثال الملك السومري أنتيما المصنوع من الحجر وزنه حوالي 200 كيلوجرام وتمثال برونزي وزنه 272 كيلو جراما يعود إلى الفترة الأكدية وقد تم إخراجه من خلال هدم الجدار ورأس تمثال اسود من نمرود مصنوع من الحجر وتمثال من البرونز لثورين يعودان إلى العصر السومري القديم ووجه فتاة سومرية مصنوع من الحجر وبحجمه الطبيعي و11 تمثالا ورأس تمثال تعود إلى الفترة الرومانية وهي من الحضر و9 أحجار مختومة بأسماء الملوك والمعابد السومرية وتمثال هرمس من نينوى وتمثال نحاس لرجل جالس يعود إلى الفترة الأكدية والإناء السومري. أما عن عدد الأختام التي نهبت فيقدر ب 4795 ختماً، عدا العملات المعدنية التي يقدر عددها ب 5542 والقناني الزجاجية والحلي والتعاويذ الحجرية أما عن الآثار التي لم يستطع اللصوص حملها فقد كان مصيرها التكسير والعبث كالإناء النذري، وتمثال الملك الآشوري شلمنص الثالث، ولوحة كتب عليها من قصر الملك آشور الثاني، أيضاً وجه الفتاة السومرية، والتمثال البرونزي الذي يعود للعصر الأكدي، إضافة إلى جزء من مشهد لحلب البقر من البرونز، وتمثال الملك السومري الذي عثر عليه فيما بعد في نيويورك إضافة إلى ما يقرب من ثمانمائة آلاف قطعة أخرى. وأكد طه - بحسب صحيفة "العرب القطرية " - أن قوى الاحتلال والمنظمات الدولية أرادت أن تتنصل من مسئوليتها الأدبية والأخلاقية والإنسانية، فعمدت إلى إلقاء اللوم على مسئولي المتحف والذين بذلوا جهداً لا يوصف في سبيل إنقاذ تراثهم الجميل. يذكر بأن المتحف العراقي من أهم المتاحف العالمية، فهو يغطي تاريخا يعود إلى أزيد من 500 ألف عام قبل الميلاد ويحتوي على مجموعات أثرية من حضارة بلاد الرافدين. وتبلغ القطع الأثرية المصنفة حوالي 200 ألف قطعة موزعة بين قاعات العرض والخزانات.