سلط عدد من الكتاب العرب في مقالاتهم المنشورة اليوم السبت في الصحف العربية الضوء على الوضع السياسي في الشارع المصري ، والوضع المتأزم في قطاع غزة. ففي عمود " الرأي " بجريدة " الشرق الأوسط "، قال الكاتب عبد الرحمن الراشد في مقال بعنوان " مرسي أنهى الربيع المصري " : كان صعبا أن يتخيل أحد أن يفعلها الرئيس المصري محمد مرسي، لكن المتحدث باسمه أعلنها صريحة ومدوية: الرئيس فوق الجميع وأعلى من كل السلطات، قال إن القرارات السابقة عن رئيس الجمهورية منذ توليه السلطة، "نهائية ونافذة بذاتها، غير قابلة للطعن عليها بأي طريق وأمام أي جهة، كما لا يجوز التعرض لقراراته بوقف التنفيذ أو الإلغاء، وتنقضي جميع الدعاوى المتعلقة بها والمنظورة أمام أي جهة قضائية".
ووصف الراشد هذه الجملة بالقنبلة وأنها إعلان بنهاية ثورة 25 يناير، وإيذان ببداية لحقبة حكم الإخوان الفردي. صدمت الكثيرين، فجمعت ووحدت كل القوى السياسية الأخرى في نفس الليلة لتحذر بأن ما فعله الرئيس مرسي هو انقلاب على الثورة وحكم ديكتاتوري.
وأضاف الكاتب عبد الرحمن الراشد أن الرئيس لم يكمل الرئيس بعدُ خمسة أشهر في الحكم، وبلا مبرر أو استفزاز، وأد الثورة المصرية، وسدد أكبر لكمة للربيع العربي.
وأكد الراشد أن الرئيس مرسي أثبت ما كان يردده المتشككون في قدرة الجماعات الإسلامية على العمل الديمقراطي، فارتكب هو وحزبه الإخواني ما فعلته حماس عندما انقلبت على السلطة في غزة، وفعله الترابي بجبهته الإسلامية في السودان التي انقلبت على الديمقراطية الوحيدة حينها في العالم العربي، وقبلهم سبق لآية الله الخميني أن فعله في إيران عندما طرد شركاء الثورة واحتكر الحكم وكتب النظام بحيث يحتكره هو وفريقه حتى هذا اليوم. كلهم وصلوا باسم محاربة النظام الديكتاتوري وإرساء نظام تداول السلطة مدنيا وديمقراطيا، لكنهم استولوا على الحكم.
وقال عبد الرحمن الراشد أن قرارات الرئيس توازي في أهميتها وخطورتها أحداث الثورة؛ "مرسي صار هو الرئيس، وهو القضاء، وهو المجالس التشريعية، وهو الوصي على الجمعية التأسيسية للدستور، وقبل ذلك عزل قادة الجيش والمخابرات، فجمع في يده كل السلطات وهو لم يتجرأ حسني مبارك على فعله بنفس المباشرة، حيث كان الرئيس المعزول يفعل ذلك تحت ذرائع مثل قانون الطوارئ".
ونصح الراشد الرئيس مرسي بنهاية مقالة بالرجوع عن قراراتة خلال أيام ،وإلا فستكون مصر قد دخلت نفقا من التوتر وأنهت فصلا قصيرا من الربيع الديمقراطي. ومن المتوقع، إن سار في هذا النفق المظلم، أن نشهد قرارات مكملة بمضايقة وإغلاق المزيد من وسائل الإعلام، وإقصاء المزيد من القضاة والقيادات الإدارية، والاستيلاء على المزيد من الشركات الحكومية. بذلك يكمل حزب الأخوان سيطرته على مرافق الدولة ليس كحزب منتصر في الانتخابات بل كحزب حاكم دائم.
وفي عمود "عيون وآذان" بصحيفة "الحياة" اللندنية ، قال الكاتب جهاد الخازن في مقال بعنوان "ابن البئر النتن" : أن جيلاد شارون ابن رئيس وزراء إسرائيل الأسبق أرييل شارون، دعا إلى تدمير قطاع غزة على رأس أهله في مقال بصحيفة "جيروزاليم بوست".
وأضاف الخازن أن أبن شارون برر كلامه من منطلق إن السكان ليسوا أبرياء، لأنهم انتخبوا حماس ويجب أن يتحملوا النتائج، ودعا إلى عمل حاسم، متمثلاً القنبلة النووية الأميركية على هيروشيما وإتباعها بقنبلة نووية على ناغازاكي، فيما كان اليابانيون يسرعون الخطى للاستسلام.
وأردوف الكاتب قائلا : "هذا المقال لم أكن سمعت باسم جيلاد شارون منذ سنة 2005، عندما اتُّهم في قضية رشوة بمبلغ ثلاثة ملايين دولار لم تثبت، لنقص الأدلة، وكان أخوه اومري دينَ في قضية فساد تعود إلى جمع تبرعات لحملته الانتخابية، وحُكم عليه بالسجن تسعة أشهر سنة 2006".
وتابع : أبقى مع جيلاد، فكلامه عن قطاع غزة نازي، كما لو أن قائله ضابط نازي في "إس إس"؛ ونحن نقول في لبنان: "يلّي ما بيطلع لأهلو بيكون بندوق"، أي ابن زنى، ومن الواضح أن جيلاد ليس كذلك، فهو ابن أبيه، ويغرف من ذلك البئر النتن الذي يُسمى أرييل شارون.
وقال جهاد الخازن "طبعاً شارون ليس الاسم الحقيقي لمجرم الحرب، من قبية وقلقيلية وبدو النقب حتى صبرا وشاتيلا وكل إرهاب لاحق. اسم العائلة وأصلها من ليتوانيا كان شاينرمان، وغيّره صاحبه إلى شارون ، كما فعل كل رئيس وزراء إسرائيلي منذ ديفيد بن غوريون، لأنهم جميعاً بلا أصل أو فصل، وإنما "بناديق" ابتُليَ أهل فلسطين بهم. ربما كان شارون أسوأهم، فجرائمه لم تقتصر على الفلسطينيين وعرب الجوار، وإنما تسبب في قتل يهود كثيرين، وهو يجمع بين التهور والجبن، فيضحّي بجنوده وهو في ملاذ آمن".
وأكد جهاد الخازن أن هذا ليس رأيه هذا ليس رأيي، وإنما رأي جنود إسرائيليين خدموا مع شارون، الذي حمل أبناؤه، مثل اومري وجيلاد، جيناته في الفساد والإرهاب.
وذكر الخازن جانب آخر في شخصية شارون لا يقل حقارة عما سبق، فهو تزوج الطالبة مارغليت بعد قصة حب مشهورة، وولدت له ابنه غور الذي قتل برصاصة من بندقية كان يلهو بها مع أصدقائه. مارغليت قتلت في حادث سير في 6/5/1962 عندما كانت تقود سيارتها بين القدس وتل أبيب وخرجت عن خط سيرها وصدمت سيارة شحن، وحمّلها تقرير الشرطة المسؤولية عن الحادث.
الصحافي الإسرائيلي البارز أوزي بنزيمان أكد في كتابه "شارون قيصر إسرائيلي" أن مارغليت انتحرت عندما اكتشفت أن زوجها على علاقة بأختها الصغيرة ليلي التي عملت معه مجندة في سلاح المظليين.
وأضاف: وبعد موت مارغليت انتقلت ليلي إلى بيت شارون فوراً للعناية بأطفاله، وهما تزوجا في سنة موت مارغليت، فولدت له أبناء مثله في الانحطاط الأخلاقي والتجرد من أي حس إنساني، جيلاد يمثل أبيه، وأبوه يمثل جرائم إسرائيل ضد الفلسطينيين فهم وحدهم أصحاب الحق في بلدهم.
وفي عمود " المطاف الأخير" بصحيفة "البيان" الاماراتية ، كتب الكاتب ماهر الكيالي اليوم مقال بعنوان "أطفال غزة يا كرام" ذكر القراء بقصيدة كتبها عن أطفال غزة إبان العدوان الصهيوني الغاشم على القطاع "2008 2009" المتجدد، بعنوان "أحفاد الطيار وياسين والمختار" ، تعبيراً عن مكنونات النفس وانفطار القلب على فلذات أكباد تُذبح أمام عيون العالم.. المجازر ذاتها تتكرر، بالأمس مذبحة عائلة السموني ومعظم أفرادها من الأطفال.
وتابع الكيالي : والفتاة جميلة التي بترت قذائف طائرات حقدهم ساقيها، وقنابل الفوسفور الحارقة التي ذهبت ببصر الطفل لؤي، واليوم مجزرة عائلة الدلو ومئات الشهداء والجرحى، إلى جانب استهداف مكاتب وطواقم مؤسسات الإعلام لإسكاتها كي لا تفضح عنصريتهم وهمجيتهم.. الصور ذاتها قتل الأطفال والنساء وتدمير البيوت وإحراق الشجر والحجر.. إنها الصهيونية العالمية التي زرعت كيانها البغيض في فلسطيننا "قلب وطننا العربي"، لتسرق ثرواتنا وأحلامنا ومستقبل أجيالنا".
وأردف قائلا : نقول لخادمهم في البيت الأبيض: كفى الكيل بمكيالين.. كيف يكون هذا العدوان السافر السافل دفاعاً عن النفس؟.
وتابع الكاتب قائلا : نقول لبعض المرددين عبارات شذاذ الأفاق وحلفائهم، كما الببغاء: إن العدوان الذي تعرضت له غزة في الأمس واليوم، "ليست عملية عسكرية"، بل حرب إبادة ونتاج صراع وجود لا صراع حدود.