شن الكاتب الإسرائيلي والخبير زئيف جابوتينيسكي هجوما ضاريا على مصر وعلى السياسة العامة التي تنتهجها ضد بلده إسرائيل، فقال في مقال له بصحيفة "إسرائيل اليوم" تحت عنوان أميرات النيل،إسرائيل مصر وخيار المياه"أن مصر تحاول إضعاف إسرائيل منذ توقيع اتفاقية السلام معها بطريقتين على الأقل، الأولى منهما تأييد زيادة قوة الإرهاب من قطاع غزة ضد إسرائيل، حيث تجاهلت تماما طبقا لاتهامه جميع العمليات الفلسطينية لتهريب الأسلحة إلى القطاع عبر معبر رفح، مضيفا إن مصر تحججت لعدم قدرتها في مواجهة هذه العمليات بنقص عدد القوت العسكرية اللازمة لإيقاف هذه العمليات التي تتم بطول 14 كيلو متر التي تفصل حدود مصر عن القطاع. وأشار جابوتينسكي أن الرئيس مبارك نجح بهذه الحجة في دفع رئيس وزراء إسرائيل السابق أريئيل شارون لمطالبة مصر بفتح اتفاقية السلام من جديد لمضاعفة عدد القوات المصرية المسموح لمصر تنصيبها على الحدود وبذلك استطاع الرئيس المصري استغلال قلق شارون من الانسحاب من قطاع غزة وإيقانه من أن الأنفاق ستعد مخزنا لتصدير الأسلحة للفلسطينيين، وراوغه مبارك حتى اتخذ رئيس الوزراء الإسرائيلي آنذاك هذا القرار "الضعيف"وغير المجدي، وضحى بالبند الهام الذي تقضي به الاتفاقية بأن يكون الوجود العسكري المصري على الحدود ضعيف. وأضاف الخبير الإسرائيلي أن مبارك بعدما أوهم شارون بأنه صنع له "إحسان" بتعديل بنود اتفاقية السلام، تمنى الرئيس المصري أن تتواجد قوة مصرية قوية ومسلحة على حدود إسرائيل الغربية، ولكن أماله باءت بالفشل ليس لرفض إسرائيل ولكن لأنها "مكنت" حركة حماس من السيطرة على القطاع، وألمح الكاتب في هذا الصدد إلى أن حماس تتبع الإخوان المسلمين الذين يمثلون عدوا للنظام الحاكم في مصر، لذا يحاول مبارك تجميد قوة حماس. وتحدث جابوتينيسكي في عدد الصحيفة الذي صدر اليوم "25 مايو" عن الأسلوب الثاني الذي تتبعه مصر لإضعاف إسرائيل، يكمن في مهاجمتها بكل منتدى عالمي حتى تدفعها للتوقيع على معاهدة حظر انتشار السلاح النووي، الأمر الذي ينبش في أساس وجود واستمرار دولة إسرائيل على الصعيد الإستراتيجي، موضحا أن أي طفل يعني هدف وخطورة أية خطوة تفرض على إسرائيل فتح ترسانتها لزيارة المشرفين الدوليين. وشدد الكاتب على أن الفرصة واتت إسرائيل لتقليص الأفعال المصرية والعربية ضد مصالح الدولة، وذلك بنشوب أزمة دول حوض النيل التي ظهرت منذ أسبوع عند توقيع أثيوبيا وأوغندا وروانا وتنزانيا على اتفاقية لاستغلال مياه النهار طبقا لحاجاتهم دون وضع مصر والسودان الاحتكاري للمياه والتي منحها إياها بريطانيا عام 1929في اعتبارهم، موضحا أن إعلان إسرائيل استعدادها التزامها باتخاذ موقف حيادي تجاه أزمة دول حوض النيل والمساعدة في استغلال المياه بشكل أكثر جدوى مقابل إيقاف الضغوط التي تمارس ضد أمن إسرائيل القومي، سيؤتي بالنتائج المرجوة منه لصالح الدولة العبرية، وساعتها سيعي مبارك جيدا الرسالة التي تريد إسرائيل إرسالها، وسيعي أيضا مع من يجب أن يتحدث، ووقتها أيضا سيتأكد وصفنا له ب"الحكيم" وكان متخصص الشئون المصرية والعربية بصحيفة يديعوت أحرونوت روعي نحمياس، قد قدم تقريرا في عدد أمس 24 مايو عن المحاولات الدبلوماسية التي ينتهجها الرئيس المصري حسني مبارك لإخماد غليان الأجواء بين دول النيل بلقاء رئيس وزراء كينيا رايلا أودينجا. * باحث في الشئون الإسرائيلية