القاهرة: إندلعت اشتباكات عنيفة مساء الثلاثاء بين عدد من مشجعى النادى الأهلى وقوات الأمن المركزى أمام إستاد القاهرة عقب إنتهاء مباراة كرة القدم التى جمعت بين النادى الأهلى ونادى كيما أسوان فى الدور ال 32 من بطولة كأس مصر، ثم انتقلت تلك الإشتباكات إلى طريق صلاح سالم وأمام المعهد الفنى للقوات المسلحة وإدارة المدرعات . وأسفرت الاشتباكات عن تكسير مقاعد الدرجة الثالثة اليسرى، وإصابة أكثر من 45 من جنود الأمن المركزى بكسور مضاعفة وجروح خطيرة، وإحراق 14 سيارة تابعة لمواطنين و7 سيارات ودراجتين بخاريتين تابعتين لقوات الشرطة، وقد تمكنت قوات الحماية المدنية من إطفاء النيران قبل إمتدادها للمبانى المجاورة . وقام المشجعون أيضا بإشعال النيران فى حاويات القمامة الموجودة بطريق صلاح سالم، وقاموا بفك اللوحات المعدنية الخاصة بسيارات الشرطة المحترقة والإستيلاء عليها . وأعلنت وزارة الصحة على لسان الدكتور خالد الخطيب رئيس الإدارة المركزية لرعاية الحالات الحرجة والعاجلة بوزارة الصحة، أن عدد المصابين في الإشتباكات إرتفع إلى 96 مصابًا من المشجعين حالتهم جميعا مستقرة، وقال إنه تم تحويل 50 حالة من بينهم إلى مستشفى الشرطة بمدينة نصر و4 حالات لمستشفى التأمين الصحى وحالة إلى مستشفى معهد ناصر وحالة إلى مستشفى المقاولين العرب . وأوضح بيان لوزارة الصحة أن اكثر من 20 سيارة إسعاف كانت فى مكان الحادث، كما تم إسعاف 18 حالة من بين هؤلاء المصابين فى موقع الحدث، إضافة إلى نقل مصاب إلى معهد ناصر، مشيرًا إلى أن إصابتهم كانت ما بين الحرجة والكدمات والكسور نتيجة الاشتباكات والتراشق بالحجارة وقامت الفرق الفنية بالمستشفيات بتقديم الاسعافات اللازمة لهم . وتعود أحداث الاشتباكات إلى أنه وبعد انتهاء مباراة كرة القدم بين نادى الأهلى ونادى كيما أسوان والتى أقيمت بينهما فى إستاد القاهرة قام مجموعة من مشجعى النادى الاهلى يبلغ عددهم حوالى 500 شاب ويرتدون ملابس حمراء عليها شعار النادى الأهلى برشق قوات الأمن المركزى بالحجارة الأمر الذى دفع جنود الأمن المركزى للاشتباك معهم . وتضاربت الأنباء حول أسباب تلك الاشتباكات، فبينما ذكر مصدر أمنى أنه وبمجرد خروج الجماهير من الإستاد قامت برشق الجنود بالحجارة بدون أية أسباب أو مقدمات، فى حين قال عدد من الجماهير أنهم وعقب خروجهم من الإستاد ردد عدد من الشباب يبلغ عددهم حوالى 500 شخصا أغنية تحتوى على ألفاظ وشتائم خارجة للرئيس السابق حسنى مبارك ووزير الداخلية الأسبق حبيب العادلى، كما أنهم وجهوا شتائم وألفاظ نابية وخارجة لوزير الداخلية الحالى اللواء منصور العيسوى، وعلى إثر ذلك قام جنود الأمن المركزى بالإعتداء عليهم . من ناحية أخرى قالت مصادر مطلعة إن إشتباكات وقعت بين قوات الأمن المركزي وجماهير الأهلي المتواجدة في الدرجة الثالثة قبل نهاية المباراة بسبب قيام الجماهير بإلقاء الشماريخ والألعاب النارية على الجنود مما أدى إلى إصابة 4 منهم، ومع إطلاق صافرة النهاية قامت قوات الأمن بملاحقة الجماهير والإعتداء عليهم خاصة وأنهم قاموا بسب الرئيس السابق محمد حسني مبارك ووزير الداخلية الأسبق حبيب العادلي، فخرج الجماهير إلى خارج الإستاد وقاموا برشق جنود الأمن المركزى بالحجارة وقطعوا الطريق أمام الإستاد احتجاجا على إعتداء قوات الأمن عليهم داخل الإستاد وإلقاء القبض على بعض زملائهم . وأضافت المصادر أن قوات الأمن تحملت استفزازات الجماهير طوال المباراة، حيث قامت بتوجيه وابل من الشتائم لقوات الشرطة ووزارة الداخلية . وقد تسببت تلك الاشتباكات فى إيقاف حركة المرور تماما بطريق صلاح سالم وأمام استاد القاهرة والشوارع القريبة منهما . وذكر بعض شهود العيان أن الاشتباكات تحولت إلى مايشبه الثأر ومعركة كر وفر بين الجماهير وجنود الأمن المركزى، وأصبح جنود الأمن المركزى يهاجمون المشجعين من تلقاء أنفسهم ودون توجيه من قياداتهم الذين فقدوا السيطرة عليهم، معللين ذلك برغبتهم فى الثأر لزملائهم الذين أصيبوا فى الإشتباكات بدون ذنب يذكر . وفرضت قوات الجيش سياجًا عسكريًا علي شارع صلاح سالم والشوارع المحيطة باستاد القاهرة للسيطرة على الأحداث التي شهدتها المنطقة، وتدخلت قوات الأمن للسيطرة علي جماهير الأهلي التي حطمت مجموعة كييرة من السيارات المجاورة لاستاد القاهرة وأيضًا الموجودة بجوار عمارات العبور ما بين تهشيم الزجاج الأمامي والخلفي للسيارة . وقال مصدر أمنى إن هناك بعض العناصر المثيرة للشغب إندست وسط جماهير النادى الأهلى وتعمدت الهجوم على رجال وزارة الداخلية بالسب والقذف، حيث بدأوا بالسب والقذف ضد وزير الداخلية الأسبق حبيب العادلى، ثم تعدوا بالقول على قوات الأمن المكلفة بتأمين جماهير مدرجات الدرجة الثالثة . وأضاف المصدر الأمنى أن قوات الأمن التزمت أقصى درجات ضبط النفس فى التعامل مع الجماهير، إلا أن بعض العناصر من مثيرى الشغب قامت بإلقاء زجاجات المياه الفارغة وبعض العصى البلاستيكية الخاصة بالأعلام تجاه القوات عقب المباراة مما اضطر القوات إلى اللجوء إلى إخلاء المدرج لضمان عدم تطور الأحداث وحفاظًا على المال العام . وقال اللواء محسن مراد مساعد وزير الداخلية مدير أمن القاهرة إن هناك 45 إصابة وقعت بين مجندين من قوات الأمن المركزى جراء الاشتباكات العنيفة، وأضاف مراد أنه تم نقل المجندين المصابين إلى مستشفى الشرطة بمدينة نصر لتلقى العلاج اللازم، بينما تمكنت أجهزة الأمن من إلقاء القبض على 12 شخصا من العناصر المثيرة للشغب حتى الآن . على العكس من ذلك أكد عضو بالألتراس الأهلاوى أن الأزمة بدأت بهتاف الجماهير ضد حسني مبارك الرئيس السابق وحبيب العادلي وزير الداخلية الأسبق، وقام بعض الجماهير في السباب والشتائم بحركات خارجة، فبادلهم عميد الشرطة المتواجد في أرض الملعب الحركة ذاتها، وطالب المجندون الموجودون بضرب المشجعين . وأشار العضو أن ضباط الشرطة لم يتدخلوا نهائيًا فيما نفذ الجنود تعليمات العميد الذي تسبب في الأزمة، كما أكد أن الجماهير لم توجه أي ألفاظ خارجة تجاه اللواء منصور عيسوي وزير الداخلية الحالي، وأن الأزمة تفاقمت بعد تعرض أحد أعضاء الألتراس ويدعي "كريم عادل" لضرب مبرح ما بين الأحذية والعصا ولا يعرف أحد مصيره حتى الآن . ومن المنتظر أن تشهد الساعات القليلة المقبلة السيطرة التامة على الوضع في منطقة الاشتباكات بعد إستعانة قوات الأمن بسيارة مطافي لإخماد النيران خشية تطور الأمر في مدينة نصر .