أعلن وزير الداخلية اللبناني مروان شربل، أن الجيش سيطلق النار على أي مسلّح في مدينة صيدا، أكبر مدن جنوب البلاد، وذلك بعد معارك أدت إلى سقوط ثلاثة قتلى ليل الأحد و7 جرحى، بمواجهات بين أنصار رجل الدين السلفي أحمد الأسير، وعناصر من حزب الله، على خلفية تعليق شعارات دينية. وقال شربل للصحفيين: "إن قيادة الجيش أعطت أوامرها الى عسكرييها بإطلابق النار على أي مسلح في المدينة"، مضيفاً أنه لا حصانة على أحد، ولا وجود للأمن بالتراضي بعد الآن.
كما طالب الوزير الذي توجه إلى صيدا ليل الأحد، لمتابعة الوضع الأمني فيها، بدراسة إمكانية إعلان مدينة صيدا، منطقة عسكرية، وقال: "إن مجلس الأمن الفرعي في جنوب لبنان قرر إطلاق "تحقيق جدي" لمعرفة مطلق النار وتوقيفه، كما كشف أنه طلب من الأجهزة الأمنية "دراسة موضوع المنطقة العسكرية".
وأشارت شبكة ال "سي إن إن" إلى أن شربل أوضح قائلا: "ما يهمني في صيدا ذات التنوع الطائفي والسياسي ومع وجود المخيمات الفلسطينية، هو عدم خلق فتنة بين هذه المجموعات، والجميع يعي خطورة الوضع الذي يداهمنا، بحيث لا تنطلق شرارة الفتنة مجددا من صيدا مثلما بدأت في العام 1975" في إشارة إلى الحرب الأهلية اللبنانية التي اندلعت بعد حوادث بصيدا".
وقد اعتبر شربل أن "ما يحصل هو نتيجة الاحتقان السياسي والمذهبي، وكنت قد حذّرت منه قبل 5 أشهر"، داعياً الجميع الى "الجلوس الى طاولة الحوار تمهيدا لنزع السلاح".
وكان الإشكال قد بدأ مع قيام عناصر تابعة للشيخ الأسير، أحد أبرز المنتقدين لحزب الله ومواقفه حيال الوضع السياسي في لبنان وسوريا، بإزالة يافطات تتعلق بذكرى عاشوراء وضعها حزب الله في أحياء مختلطة، معتبراً أنها "استفزازية" علماً بأن مدينة صيدا تقطنها غالبية سنيّة، لكنها مركز محافظ الجنوب التي تقطنها غالبية شيعية.
وأوضح شربل أن القضاء سيحدد الموقف حيال اليافطات والشعارات الدينية، مؤكداً أن قيادة الجيش "أعطت الأوامر بمنع أي ظهور مسلح" وأضاف: "هناك ضوء أخضر بالقبض على أي شخص مسلح، وفي حال أطلق النار سيكون هناك رد مباشر عليه".
وأوضحت قيادة الجيش اللبناني من جهتها أن المواجهات أدت إلى مقتل ثلاثة أشخاص، أحدهم مصري الجنسية، إلى جانب جرح ستة، مشيرة إلى قيامها بفرض طوق أمني ونشر تعزيزات في المنطقة.
وأكدت القيادة أنها لن تتهاون مع أي محاولة للإخلال بالأمن وإثارة الفتنة، وأنها ستتعامل بكل حزم وقوة مع المظاهر المسلحة لأي جهة انتمت.
أما وكالة الأنباء اللبنانية الرسمية، فأوضحت أن اثنين من القتلى هم من مؤيدي الأسير، بينما سقط بين الجرحى مسئول في حزب الله ومرافقه. مواد متعلقة: 1. القاء قنبلة صوتية على مخيم الشيخ احمد الأسير في صيدا 2. لبنان: أجهزة الأمن بدأت تسلم «داتا» الاتصالات وصيدا تطلق اليوم موقفاً من اعتصام الأسير 3. وزير الداخلية اللبناني يؤكد نجاح مساع فض اعتصام الشيخ الأسير في صيدا