بيروت (رويترز) - قال مسؤول أمني ان ثلاثة اشخاص قتلوا يوم الاحد عندما اندلعت اشتباكات في مدينة صيدا الساحلية بجنوب لبنان بين اتباع شيخ سني سلفي وانصار حزب الله الشيعي. وتبرز الاشتباكات عمق الفجوة بين السنة والشيعة في البلاد منذ اغتيال رئيس وزراء لبنان الاسبق رفيق الحريري عام 2005 واثر اتساع المواجهات المسلحة في سوريا في اطار الانتفاضة المناهضة للرئيس بشار الاسد والمستمرة منذ 20 شهرا. ووقع الاشتباك في منطقة التعمير عند مدخل مخيم عين الحلوة للاجئين الفلسطينيين في مدينة صيدا التي تقطنها غالبية سنية عندما بدأ اتباع الشيخ احمد الاسير بإزالة لافتات ورايات واعلام لحزب الله بالتزامن مع بدء المسلمين الشيعة احياء ذكرى عاشوراء التي تحل الخميس المقبل. ومخيم عين الحلوة هو مخيم مترامي الاطراف على مسافة 40 كيلومترا (25 ميلا) الى الجنوب من بيروت. وقال مسؤول لبناني ان "إشكالا وقع ما لبث ان تحول الى اشتباك بالاسلحة الرشاشة بين الجانبين" مضيفا ان وحدة من الجيش اللبناني وصلت الى المنطقة في وقت لاحق. وتتباين معارضة الاسير الشديدة للرئيس السوري بشار للاسد مع مواقف الحكومة اللبنانية التي يرأسها رجل الاعمال السني نجيب ميقاتي الذي سعى إلى إبعاد بلاده عن الاضطرابات التي تقترب من أعتابها. ودعا ميقاتي جميع الاطراف "الى الهدوء وضبط النفس وعدم السماح لاي كان بافتعال احداث امنية في هذا الوضع الدقيق والحساس." وقال في بيان لرئاسة الحكومة "ان السلطات المختصة لن تتهاون في ضبط الوضع الامني ومنع العبث بامن المواطنين." كما طلب من وزير الداخلية مروان شربل دعوة مجلس الامن الفرعي في الجنوب الى اجتماع طارىء لمعالجة الحادث واتخاذ الاجراءات الكفيلة بضبط الوضع. وتوجه وزير الداخلية على الفور الى صيدا حيث عقد اجتماعا أمنيا وقال للصحفيين "هذا نتيجة الاحتقان السياسي ونتيجة الاحتقان المذهبي...وضع صيدا فيه مختلف الطوائف والتوجهات السياسية." وأضاف "بكل صراحة اذا لم ينتبه الجميع الى الخطاب السياسي والمذهبي لا اعرف الى اين سنصل." ومضى يقول "أنا طلبت ان تزال الاعلام وحزب الله تجاوب وازالها ولم يكن هناك مشكلة ابدا" قبل وقوع الحادث. وعمقت حملة الاسد لقمع الاحتجاجات المسلحة التي يقودها السنة في سوريا الانقسامات الطائفية في لبنان حيث ألبت كثيرا من السنة الذين يدعمون الانتفاضة على حزب الله وغيره من الجماعات الشيعية التي تدعم الاسد. وسادت البلاد حالة من التوتر في أعقاب اغتيال رئيس فرع المعلومات في قوى الامن الداخلي اللواء وسام الحسن وهو سني ووجه اعضاء من المعارضة اللبنانية المناهضة لسوريا اتهامات الى حزب الله وسوريا في الاغتيال. ونفى الجانبان أي دور لهما في الحادث. وفي يوليو تموز نفذ انصار الاسير اعتصاما على الطريق الداخلية في صيدا ودعا الاسير حزب الله للتخلي عن السلاح ووضعه في يد الجيش وقوى الامن. وكان الشيخ احمد الاسير ظهر الى الضوء مع التظاهرة التي نفذها في وقت سابق هذا العام مئات من انصاره السلفيين في وسط بيروت احتجاجا على الأسد. وقال الجيش اللبناني في بيان "ان "عمليات الدهم في صيدا مستمرة لتوقيف مطلقي النار وسنتعامل بحزم وقوة مع المظاهر المسلحة لاي جهة انتمت." (اعداد ليلى بسام للنشرة العربية - تحرير عمر خليل - هاتف 009611983886)