ذكرت صحيفة "الجارديان" البريطانية اليوم الجمعة أن حجم الضرر والدمار الذي لحق بتراث سوريا الأثري والمعماري من جراء الحرب الأهلية الدائرة في البلاد بات أمراً يتعذر إصلاحه ولن يعوض. وأوضحت الصحيفة - في سياق مقال افتتاحي أوردته على موقعها الإلكتروني - أنه في الوقت الذي تعايش فيه سوريا آفاق حرب أهلية مفتوحة تكبدت خلالها خسارة نحو 20 ألف قتيل و250 ألف مصاب - وهو إجمالي حجم الخسائر البشرية المقدرة حتى الآن – ربما يبدو رثاء التراث الأثري والمعماري المذهل لذلك البلد العربي بتلك الوتيرة المتسارعة أمراً عديم الأهمية مقارنة بحجم الخسائر البشرية.. ولكن فإن الإقدام على تدمير تراث لشعب بأكمله أمرا لا يمكن إصلاحه أو التعويض عنه، على حد قولها.
وقالت " لقد تعرضت متاحف ومواقع أثرية عدة إلى سلسلة من عمليات النهب لاسيما المتاحف في مدينة إدلب ودورا أوربوس وتدمر، ذلك إضافة إلى حجم الأضرار الجسيمة التي لحقت ببعض المعالم الأثرية الخلابة مثل القلاع والأسواق التجارية والمسجد الأموي في مدينة حلب ومواقع أثرية في مدينتي تدمر وأفاميا وبعض قلاع البلاد من الحقبة الصليبية على رأسها قلعة الحصن".
ولفتت الصحيفة إلى أن هناك دليلا يفيد بأن عمليات النهب التي تتعرض لها المواقع الأثرية في سوريا على درجة عالية من التنظيم كما كان الحال في أفغانستان.
ورأت أنه إلى جانب نهب الآثار في سوريا، نجد خسارة ثانية لا تعوض أيضا باتت تشق طريقها إلى السوريين من جراء الصراع الطائفي الدائر في بلادهم والمتمثلة في تحالف الأكثرية وطرد ونفى الجماعات الأقلية داخل المجتمع السوري.
وخلصت الصحيفة - في ختام تعليقها - إلى أنه حينما اندلعت الثورة في سوريا في أوج وزخم ثورات الربيع العربي، أعرب الكثيرون عن أملهم في أنها ستتمكن من تدشين عصر جديد من الحرية والديمقراطية ولكن الآن يبدو المستقبل قاتما لدرجة تجعل نسبة قليلة فقط هي من تريد التفكير في شكل سوريا ما بعد الثورة ووقف القتال. مواد متعلقة: 1. صحيفتان غربيتان : قوات الأسد والثوار يتبادلون اللوم في إحراق سوق حلب التاريخي 2. فرنسا تدين بشدة قصف سوق حلب الأثري