عرض دكتور إيهاب أحمد إبراهيم أستاذ مساعد بقسم الآثار الإسلامية بكلية الآثار جامعة القاهرة شهادات عيان من مدينة حلب على الدمار الذي لحق بها، ممن أتيح لهم مراقبة الصراع عن كثب، وتؤكد تلك المصادر التي تحفظ إبراهيم على ذكر أسمائهم أنه في الصراع الدائر في سوريا يضرب بالقوانين عرض الحائط، حيث أصبحت المباني الأثرية ساحات للقتال وهو ينافي ما وقعت عليه سوريا من قبل من مواثيق واتفاقيات دولية. جاء ذلك خلال جلسات فعاليات الاجتماع الطارئ الذي دعت إليه منظمة الايسيسكو لدراسة حماية التراث الحضاري في مدينة حلب السورية . ويؤكد الأثري أن ما يتعرض له التراث الحضاري الإنساني الإسلامي في حلب يأتي نتيجة مباشرة لما يحدث من قصف بالطائرات وعن طريق النهب والسرقات أيضاً. فقد رأينا على الشاشات ما يحدث من قصف لأحياء كاملة بالطائرات ورغم استخدام العرب للتكنولوجيا في حياتهم اليومية، إلا أنهم فشلوا في استخدامها في الحروب فمن أجل إصابة هدف واحد يدمر حي بأكمله!، على حد قول أستاذ الآثار.
وعرض إبراهيم للطرق العنيفة التي يستخدمها الجيش السوري في الصراع، منها إحضار "براميل" كبيرة الحجم لتعبئتها بمواد بارودية وتحشى من الداخل بقطع من الأسياخ الحديدية، وتحدث مثل هذه الأسلحة دمار شامل حين تفجيرها، ومن ثم يصبح عناء لا طائل من ورائه أن تفرق بعد انفجار هذا "البرميل" بين سوق حلب والكم الهائل من البشر الذين ازهقت أرواحهم وتصل أعدادهم إلى عدد الطوب المستخدم في بناء هذا السوق!.
يتابع: هذا القصف المتعمد بالطائرات دمر باب الحديد وباب عسكر، وكما روى الشهود فهو يحدث عمداً، كما يتم قصف شبات المياه الرئيسية في حلب لإضرار بالأهالي وإذعانهم للنظام.
واكد الأثري أنه في ظل الفوضى السائدة في سوريا يحدث على مدار الساعة تعديات على الآثار، من حيث الحفائر والبناء العشوائي، وتحويل بعض المناطق والقلاع الأثرية إلى ثكنات عسكرية من قبل الجيش النظامي، في حين أن شهادات أخرى تؤكد أن مهاجمة الجيش النظامي السوري لهذه المناطق الأثرية يأتي نتيجة احتماء جنود الجيش السوري الحر بهذه المناطق الأثرية ظناً منهم أن النظام لن يقصفها.
وواصل قائلاً أنه نتيجة للانهيار الأمني في سوريا أصبحت عملية الحفائر في المناطق الأثرية يوميةن وأشار إبراهيم إلى أن هذه الشهادات الحية تفيد ان الوضع السوري مأساوي وان كثير من الحقائق لا تزال مخفاة عن الرأي العام نتيجة التعتيم الإعلامي في سوريا، لكن ما نتأكد منه هو وجود آلة حرب مدمرة على مدار الساع، بالإضافة إلى أن تراث سوريا وآثارها المحفوظة في المتاحف تعاني من خطر النهب المنظم بسبب ضعف الرقابة التي أدت إلى سرقة عدد من الآثار من داخل المتاحف الأثرية في وضح النهار، إضافة إلى عمليات الحفر السري في المواقع والتلال الأثرية وتهريب كنوز سورية التاريخية. مواد متعلقة: 1. نشطاء سوريون : "السوق الأثرية" في حلب تتحول إلى رماد 2. فرنسا تدين بشدة قصف سوق حلب الأثري 3. أثري سوري: القصف يهدد منشآت مدينة حلب التاريخية