يبدو ان ليبيا لن تكون على غرار دول الربيع العربي كتونس ومصر التي تولى حكمها الاسلاميون ، وذلك بعد التصريحات الاخيرة لرئيس المؤتمر الوطني العام الليبي محمد المقريف والتي اثارت جدلا كبيرا بين الشعب الليبي، حيث أكد المقريف أنه يؤيد بناء "دولة دستورية ديمقراطية مدنية علمانية لا تكون متصادمة مع الشريعة الإسلامية أو مقاصدها". كما دعا دول الجوار إلى تعاون استخباراتي لمواجهة الجماعات المتطرفة، مشيراً إلى أن عناصر متطرفة "قد تكون على صلة بتنظيم القاعدة" لا تزال ناشطة في ليبيا بعد مشاركتها في إسقاط نظام معمر القذافي.
الدستور والشريعة
وأوضح المقريف ان ما يعنيه في الدستور الجديد أن يكون تعبيراً عن ضمير الشعب الليبي واختياره، ولا ننسي أنه شعب مسلم مائة في المائة ، مشيرا انه اذا جاء الدستور بأي تعبير مصادم لمقاصد الشريعة الإسلامية فهو أمر غير متوقع ولا أتصور أن هناك عاقلاً يتصور أن دستوراً في بلد إسلامي مائة في المائة يأتي مصادماً لتعاليم الإسلام.
غير انه أكد انه مع مع دستور علماني قائلا :"نحن نريد بناء دولة دستورية ديمقراطية مدنية علمانية، لكن هذا لا يعني إطلاقاً أن يصدر عن الدستور أو أي قوانين وتشريعات ما هو مصادم أو متناقض مع الشريعة الإسلامية أو مقاصدها".
وأضاف أن البرلمان والحكومة والسلطات، في ضوء الدستور، هي من تحدد القوانين وتحدد التشريعات وقراراتها، وأن لا يصدر هذا عن هيئة دينية.
وأشار المقريف إلى انه مع فصل الدين عن الدولة بمعنى ألا تتحكم هيئة دينية في قرارات المؤتمر الوطني أو الحكومة. في الوقت نفسه "لا أتصور ولا أتوقع أن يصدر مؤتمر وطني أو حكومة في بلد إسلامي مائة في المائة (ما هو) مصادم للشريعة الإسلامية".
مؤيد ومعارض
وتنقسم الاراء المؤيدة للعلمانية في ليبيا بين مؤيد للفكرة ومعارض لها ، وتم مؤخرا انشاء صفحة على الفيس بوك تحت عنوان "لا للعلمانية في ليبيا" وتشهد هذه الصفحة العديد من التعليقات سواء المؤيدة أو المعارضة للعلمانية .
وأثناء الثورة تعهد ممثلان عن الثوار الليبيين بإقامة دولة مستقبلية "علمانية وديمقراطية" ، وذلك ردًا على المخاوف الغربية من تزايد النزعة الإسلامية .
اعتذار عالمي
وكان المقريف قد اعتذر أمام الجمعية العمومية للأمم المتحدة عن الجرائم التي ارتكبها الزعيم الليبي الراحل معمر القذافي. مؤكداً احترام ليبيا لميثاق الأممالمتحدة على عكس القذافي الذي مزّق نسخة منه بأحد اجتماعات الجمعية العمومية، في وقت قالت وزارة الخارجية الأمريكية إن الولاياتالمتحدة بصدد سحب المزيد من موظفي سفارتها بالعاصمة الليبية طرابلس مؤقتا لأسباب أمنية.
واستهل المقريف كلمته أمام الدورة ال 67 للجمعية العمومية بالتذكير بتمزيق القذافي لنسخة من ميثاق الأممالمتحدة على منبر الجمعية وإعلانه عدم الإعتراف ب "سلطة الوثيقة"، مشيراً إلى أنه يقف "على ذات المنصة لأؤكد تأييد بلادي لميثاق الأممالمتحدة واحترامها لها".
وقدم رئيس المؤتمر الوطني العام اعتذاره "أمام العالم بأسره لكل ما سببه ذلك الطاغية من أذى وإجرام في حق الكثير من الأبرياء وما مارسه من ابتزاز وإرهاب في كثير من الدول".
وأكد أن "الشعب الليبي عازم على بناء دولة تحسن الجوار، وتحترم التزاماتها الدولية، وحقوق الإنسان، وتؤمن بأن السلام الحقيقي لا يستتب في العالم ما لم يكن ضمير كل فرد فيه مفعماً بالسلام، مضيفاً أن ليبيا "ستكون أرض سلام وأمن وقوة داعمة من أجل السلام".
ليبيا لن تكون عبئا
كما أكد رئيس المؤتمر الوطني الليبي أن ليبيا لن تكون عبئا على أحد ، وقال على هامش اجتماعات الجمعية العامة للامم المتحدة :"إن ما حدث في 11 سبتمبر الجاري في بنغازي لا يعبر في أي شكل عن تطلعات الشعب الليبي وما يشعر به حيال الشعب الأمريكي".
واعتذر المقريف رسمياً لوزيرة الخارجية الأمريكية عن الهجوم الذي تعرضت له السفارة الأمريكية في بنغازي وقتل فيه أربعة أمريكيين.
وأشار إلى استعداد طرابلس للتعاون مع الحكومة الأمريكية في التحقيق تمهيدا لإحالة مرتكبي الهجوم إلى القضاء.
العلمانية في سطور
والدولة العلمانية تعني عزل الدين عن السياسة وهي التي يحكم فيها أهل الاختصاص في الحكم والادارة والسياسة وليس لعلماء الدين أي علاقة بالحكم تفصل الدين عن الدولة حيث يعتقد من يعتنقها ان يكون الانسان هو الذي يضع التشريعات التي تحكم امور الحياه دون الاستعانة بالشريعة الاسلامية وهي لا تمنع الاختلاط بين الجنسين في الاماكن العامة وتعتبر الدولة العلمانية أم الدين للعبادة فقط.
اما الدولة التي تحكم بالشريعة هي التي يرجع إلي القرآن والسنة في كل احكامها ولا تحتكم إلي غير الشريعة في حكم الدولة ولا تفصل الدين عن السياسة اما الدولة التي تحتكم إلي التشريعات غير الشريعة كالقوانين والدساتير فلا تعد مطبقة للشريعة.
مواد متعلقة: 1. «المقريف» يؤكد ضرورة تصدي مؤسسات الدولة الليبية للخارجين على القانون 2. المقريف: عناصر « غير ليبية» دبرت ل « قتل السفير الأمريكي» 3. المقريف يطالب المتظاهرين بالانسحاب من أمام مقار كتائب الدولة في بنغازي