رصدت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية اليوم الجمعة مخاوف غربية متنامية حيال عدم القدرة والإخفاق في حماية ترسانة سوريا الأسلحة الكميائية حال ما انهارت السلطة كليا أمام طوفان الحرب الدائرة داخل الأراضي السورية. ونقلت الصحيفة-في سياق تحليل إخباري أوردته على موقعها الالكتروني- عن مسئولين أمريكيين وشرق أوسطيين قولهم بأن تقارير تابعة لوكالات وأجهزة الاستخبارات الغربية تشير إلى أن الحكومة السورية تحتفظ بمئات الأطنان من الأسلحة الكيمائية ومواد التصنيع في أكثر من 20 موقعا في مختلف أنحاء البلاد.
ولفتت الصحيفة إلى أن هناك مسئولين،لم تسمهم، يتولون حاليا مهمة مراقبة والإشراف على مواقع تحزين الأسلحة، ولكنهم أعربوا عن قلق متنامي إزاء عجزهم عن تحديد مكان كل موقع على حده،ذلك إضافة إلى أن بعضا من الأسلحة الفتاكة قد تتم سرقتها أو استخدامها من قبل القوات الموالية لنظام الرئيس السوري بشار الأسد ضد المدنيين.
وأشارت الصحيفة إلى ما جاء على لسان المسئولين بأن خروج العديد من الأحياء السورية من قبضة الحكومة ونظام الأسد،استتبعه حاجة ملحة لدى الولاياتالمتحدة وحلفائها في منطقة الشرق الأوسط لفرض مراقبة مكثفة ومشددة على مستودعات الأسلحة داخل سوريا،كما عجل بوتيرة الاستعدادات التي تجرى لحماية المواقع والقوات الأجنبية.
ونقلت "الواشطن بوست" عن مسئولين اثنين أطلعا على بعض من التقارير الاستخباراتية أفادتهم بأن مخزون سوريا من الأسلحة يبدو أكبر وأكثر انتشاراً مما كان يعتقد في السابق،مشيرين إلى أن معظم أخطر خزونات الأسلحة الكميائية محفوظة في مخابىء تقع في ستة مواقع مختلفة حول سوريا،فيما يتم استخدام عدد من المستودعات يصل عددها إلى نحو 14 مستودعا في تخزين أما صناعة عناصر ومكونات تلك الأسلحة.
ونوهت الصحيفة إلى ما قاله مسئولون - سابقون وحاليون- بالإدارة الأمريكية بأن "نتيجة للتحديات التي تفرضها مخزونات سوريا من الأسلحة، خصصت أجهزة التجسس الأمريكية موارد هائلة في سبيل مراقبة المنشآت من خلال صور تلتقط بواسطة الأقمار الاصطناعية والعمل على تطوير خطط لحماية تلك الأسلحة حال ما تفاقمت الأزمة إلى ما هو أكثر من ذلك.
وعزت الصحيفة الأسباب الكامنة وراء ما وصفته "بتركيز مكثف" على ترسانة سوريا من الأسلحة الكيمائية جزئيا إلى انسحاب قوات الحكومة السورية من أجزاء كبيرة من المناطق الريفية،حيث ينصب تركيز القوات الموالية للأسد حالياً على إجبار ثوار الجيش السوري الحر على الانسحاب من مدن سورية رئيسية مثل العاصمة دمشق ومدينة حلب.
وأضافت: أنه على الرغم من العقبات التي يواجهها الثوار،غير إنها تؤكد سيطرتها على ما يفوق أكثر من نصف المناطق الريفية داخل سوريا،وهو ما يكرس المخاوف بشأن انفلات السيطرة على مستودعات الأسلحة الكميائية أو وقوعها في يد عناصر إسلامية متطرفة أو جماعة حزب الله اللبنانية كما يخشى المسئولون الأمريكيون والإسرائيليون.
من ناحية أخر، توجد مخاوف متزايدة لدى ثوار سوريا حيال احتمالات لجوء الأسد لاستخدام الأسلحة في المعارك التي يخضوها ضد المقاتلين والمدنيين. مواد متعلقة: 1. سوريا تجري حصرا لخسائرها وتقدمها ل«الإبراهيمي» 2. سقوط 99 سوريا بينهم 25 طفلاً معظمهم في حلب 3. تحذيرات أمريكية للمالكي لمنع إيران من نقل أسلحة لسوريا (فيديو)