ذكرت صحيفة "فاينانشيال تايمز" البريطانية اليوم الاثنين أنه مع تصاعد حدة الحرب الاهلية الدائرة بين نظام الرئيس السوري بشار الاسد والثائرين ضد حكمه، باتت الهواجس بشأن حيازة نظام الاسد لترسانة من الاسلحة الكيميائية تسيطر على أذهان كبار المسئولين الحكوميين في الولاياتالمتحدة وأوروبا وبلدان الشرق الاوسط. ولفتت الصحيفة- في سياق تعليق أوردته على موقعها على شبكة الانترنت-إلى أن مخاوف الحكومات الغربية في هذا الصدد تتبلور في ثلاثة مخاوف رئيسية الاولى: هى إقدام الاسد على استخدام الاسلحة الكميائية ضد الثوار من بني وطنه، مشيرة إلى أنه في ظل الضغوط التي يواجهها النظام السوري،فإن تلك الاحتمالية غير مستبعدة.
كذلك يخشى الغرب والاسرائيليون على وجه الخصوص- حسبما قالت الصحيفة- من انفلات الامور عن قبضة الاسد لتقع الترسانة الكميائية في يد عناصر تابعة لجماعة حزب الله اللبنانية أو أن تقع في يد عناصر أجنبية أخرى تعمل لحساب تنظيم القاعدة ممن تشارك الان في معارك ضد نظام الاسد بجانب صفوف جنود الجيش السوري الحر.
وأوضحت الصحيفة أن مبعث القلق الثالث لدى الحكومات الغربية في هذا الشأن يكمن في احتمالية احتدام حدة الصراع الذي تشهده البلاد مما يؤدي بدوره إلى انفجار محتمل في مواقع الترسانة الكميائية ومن ثم تسرب غازات الاعصاب في الهواء.
واعتبرت الصحيفة البريطانية أن أي نقاش يدور حول ترسانة الاسلحة الكميائية والبيولوجية التي تمتلكها سوريا أو محاولات تحديد مواقع تلك الترسانة في الداخل السوري ينطوي على صعوبات ويطرح تحديات جمة.
وأوضحت الصحيفة أن سوريا ليست من الدول الموقعة على إتفاقية حظر الأسلحة الكيميائية الدولية ولم تصرح يوما عن شكل أو محتوي ترسانتها من الاسلحة الكميائية، كما أن مزاعم من قبل وكالات الاستخبارات الغربية حول ترسانة أسلحة كيميائية تمتلكها دول عربية ستكون محل "تدقيق وتمحيص شديد" بعد مرور تسعة أعوام على الحرب الامريكية على العراق تكشف خلالها أن مزاعم كل من الولاياتالمتحدة وبريطانيا بشأن امتلاك النظام العراقي السابق صدام حسين أسلحة دمار شامل كاذبة ومضللة.
ولفتت الصحيفة إلى أن ذلك لا يلغي ما أكده خبراء مستقلون بأن الاتحادالسوفيتي-سابقا-قد ساعد بالفعل سوريا في ثمانينات القرن الماضي على تطوير ترسانة أسلحة كميائية بوصفها"كيان يتمتع بثقل استراتيجي مناهض لاسرائيل"الامر الذي لم تنفيه روسيا وقادتها يوما.
وأضافت صحيفة "فاينانشيال تايمز" البريطانية "لقد تولد اعتقاد لدى الوكالات الاستخباراتية الان بأن نظام الاسد بات يمتلك واحدة من أكبر الترسانات الكميائية في العالم والتي تتضمن غاز الخردل وغاز الاعصاب "سارين"و غاز "في إكس".
وأشارت الصحيفة إلى أن المخاوف بشأن مصير ترسانة الاسد من الاسلحة الكميائية قد تبلورت مؤخرا من خلال تصريحات الادارة الامريكية يوم الجمعة الماضي بأن النظام السوري قد شرع في نقل مخزونات الاسلحة الكميائية التي يمتلكها ولكن لا يزال المسئولون الغربيون عاجزين عن تحديد الدلالات والاهداف الحقيقة الكامنة وراء ذلك التحرك بحسب تعبير الصحيفة.
وتابعت:ربما قد يسعى نظام الاسد من وراء ذلك إلى "حماية"ترسانته الكميائية وإبعادها عن مشهد القتال الدائر في البلاد.
وخلصت الصحيفة-في ختام تعليقها- إلى أنه في ظل شح الخيارات المتاحة أمام الحكومات الغربية لتبديد تلك الهواجس،بات يحدوها الامل في أن تفضي الازمة السورية في نهاية المطاف إلى عملية انتقالية تحكم فيها سلطة تنفيذية قبضتها -إلى حد ما- على مخزون الاسلحة الكميائية .
من ناحية أخرى،اعتبرت صحيفة "نيويورك تايمز" الامريكية اليوم الاثنين أن البيان الصادر عن اللجنة الدولية التابعة لمنظمة الصليب الاحمر الدولية أمس الاحد والذي سمح بإمكانية تصنيف الصراع الدائر في سوريا كحرب أهلية إنما يمهد الطريق أمام تطبيق بنود القانون الدولي الانساني ويمنح كافة الاطراف المنخرطة في الصراع حق استخدام أشكال القوة الانسب لادراك أهدافها.
ولفتت الصحيفة- في سياق تعليق أوردته على موقعها على شبكة الانترنت-إلى أن ذلك البيان من قبل الصليب الاحمر من شأنه أيضا أن يشكل أيضا أساسا لمحاكمات جرائم الحرب المستقبلية وتشديد العواقب القانونية المترتبة على أي انتهاكات قد ترتكب في هذا الشأن.
وأشارت إلى أنه على الرغم من ذلك، لايزال من غير الواضح ما اذا كان سيتمخض عن ذلك البيان أية "نتائج ملموسة" تحدث تغيرات على شكل القتال الدائر في سوريا.