في اشتباكات تعتبر الأعنف منذ 20 عاما ، شهدت مدينة طرابلس شمال لبنان منتصف ليلة أمس وحتى الفجر اليوم الأربعاء أعمال عنف ، تسببت في ارتفاع عدد القتلى في المواجهات بين جبل محسن وباب التبانة إلى7. وأكدت مصادر ل"سكاي نيوز عربية" ان عدد المصابين ارتفع منذ اندلاع الاشتباكات بين المنطقتين المتنازعتين والتي تؤيد إحداها النظام السوري وتعارضه الأخرى مساء الاثنين إلى 100جريح، بينهم 9 من أفراد الجيش اللبناني بينهم ضابط برتبة ملازم أول .
ويعمل الجيش على الرد على مصادر النيران في محاولة لوقف الاشتباكات، كما قطع طريق طرابلس عكار، ودعا المارة إلى عدم سلوك هذه الطريق بسبب "عمليات القنص" المنتشرة عليه حسب مراسلتنا.
وتزايدت حدة التوتر بين منطقة باب التبانة التي يقطنها معارضون للأسد، ومنطقة جبل محسن التي يقطنها مؤيدون له منذ بدء الاحتجاجات السورية في مارس من العام الماضي، وتطورت إلى أعمال عنف مرات عدة.
وفيما اعتبر الأسوأ بهذا التوتر، قتل 15 شخصا أوائل يونيو في اشتباكات بين جبل محسن وباب التبانة.
وكان الجيش اللبناني عزز وجوده في مناطق طرابلس التي شهدت اشتباكات طائفية خلال الأسابيع الماضية.
وقد اعتبر مصطفى علوش عضو المكتب السياسي لتيار المستقبل اللبناني الاشتباكات الأخيرة بأنها استكمال لمخطط ما وصفه بتفجير الأوضاع في شمالي لبنان.
وقال علوش في حديث ل"سكاي نيوز عربية" إن القضية الأساسية هي عدم سحب سلاح الميليشيات رغم اتفاق الطائف، وقال إن وجود السلطة اللبنانية لم يبد واضحا في مناطق عدة من البلاد.
تسرب العنف ورأت مجلة "فورين بوليسي" الأمريكية أن عمليات العنف المتصاعدة في لبنان تؤكد المخاوف الزائدة من تسرُّب العنف من سوريا إلى الدول المجاورة.
وأوضحت المجلة أن الاشتباكات التي اندلعت مساء أمس واستمرت اليوم الثلاثاء في "شارع سوريا" بلبنان، بين مؤيدي ومعارضي الرئيس السوري "بشار الأسد"، أسفرت عن 3 قتلى على الأقل و45 جريحًا، بالإضافة إلى إصابة حوالي 10 جنود لبنانيين حاولوا التدخل لفض الاشتباكات.
وذكرت المجلة أن شارع سوريا هو الخط الفاصل بين منطقتي باب التبانة ذات الأغلبية السنية وجبل محسن ذات الأغلبية العلوية، في مدينة طرابلس شمالي لبنان التي يقطنها أغلبية سنية.
وأشارت (فورين بوليسي) إلى أن العنف أصبح يحدث بصفة دورية في لبنان منذ بدء الثورة السورية العام الماضي، ويزيد المخاوف بأن النزاع سيمتد من سوريا إلى الدول المجاورة.
وقالت المجلة أن تلك الإشتباكات جاءت بعد أقل من أسبوع على سلسلة الإختطافات للسوريين وللأتراك المقيمين في لبنان من قبل عشيرة مقداد، التي اختطفت مجموعة أشخاص لتبادلهم مع 12 مواطن لبناني كانوا محتجزين كرهائن لدى قوات المعارضة في سوريا. اعلان الطوارئ
من جانبه دعا رئيس اتحاد غرف التجارة والصناعة والزراعة في لبنان محمد شقير الحكومة الى اعلان حالة الطوارئ الاقتصادية للتعاطي مع قوة الازمة التي يمر بها لبنان بسبب انعكاسات الازمة في سوريا. وقال شقير في تصريح للصحفيين ان "لبنان وصل الى شفير الهاوية ولم تعد تنفع المعالجات والاجراءات العادية والمطلوب منحى آخر يتماشى مع قوة الازمة" مشيرا الى الافلاسات التي بدأت تدق ابواب مؤسسات القطاع الخاص. وحذر شقير من اتساع الازمة الاقتصادية في لبنان لتطال الكثير من مؤسسات وقطاعات الدولة وبخاصة قطاعي السياحة والتجارة موضحا ان "هناك مؤسسات عريقة وضعها بات على المحك كما ان آلاف العمال مهددون بالطرد من عملهم". وقال ان الجميع كان ينتظر موسم الصيف لتحريك العجلة الاقتصادية وتمكين المؤسسات الخاصة من تعويض بعض خسائرها لكن الاحداث التي سبقت هذا الموسم كانت كفيلة بضرب انطلاقته. وبين ان الحجوزات في الفنادق انخفضت الى نسبة 90 في المئة ولم تتعد نسبة الحجوزات ال20 في المئة في بيروت لتنخفض الى ما بين 10 و15 في المائة في المناطق الاخرى في حين انخفضت حركة الاسواق التجارية في العاصمة الى نحو 50 في المائة وفي المناطق الاخرى تراجعت الى نحو 90 في الماائة.