رجحت صحيفة "النهار" اللبنانية أن يكون تعيين الأخضر الابرهيمي في ضوء تجربته في لبنان أواخر الحرب الاهلية والتمهيد لنهايتها في اتفاق الطائف ربما يكون تمهيدا لاخراج مناسب للأزمة السورية في ضوء اعتقاد بأن محاولات تجري وراء الكواليس من أجل إقناع النظام السوري بقبول الحلول السلمية. وقالت الصحيفة - في تعليق لها اليوم - أن الابراهيمي الذي حل محل المبعوث المشترك للامم المتحدة والجامعة العربية كوفي انان في الازمة السورية والذي كان يستشيره انان قبل استقالته وكان في شكل من الاشكال من ضمن مجموعة الاشخاص الذين اعتمد عليهم لمساعدته في بلورة النقاط الست التي طرحها للحل يعلم جيدا ما هي فرصه الايجابية أو السلبية.
وأشارت إلى أن تعيين الابراهيمي بديلاً من أنان لم يلق حماسة لدى بعض الدول المعنية ليس اعتراضا على شخصه بل لاعتقاد هذه الدول بعدم جدوى أي مهمة للحل في الوقت الراهن فضلا عن ان الدول الغربية الكبرى الدائمة العضوية في مجلس الأمن خذلت روسيا عبر الدعوة التي وجهها المندوب الروسي في الاممالمتحدة إلى اجتماع مجموعة العمل حول سوريا التي حض عليها انان واجتمعت في جنيف في أواخر يونيو فلم تتجاوب مع هذه الدعوة.
واعتبرت الصحيفة أن الدول الغربية تخلت عن محاولتها إرضاء روسيا وبدا أنها اعتمدت ما تراه مناسبا ولم تعد تظهر أي رهانات على تبدل الموقف الروسي من النظام في سوريا وسبل معالجته في موازاة توقف المساعي الدولية علنا على الأقل في محاولات إقناع أحدهم الآخر.
وحذرت من ان الواقعية في كلام الابراهيمي وغياب أي أوهام في شأن مهمته والتي لا تقلل توقعات حول بداية متعثرة لها تخفي الخشية من تفجر الخلافات أكثر وعلى نحو أكبر بما يساهم في استفحال الوضع في سوريا على ضوء انكشاف مواقف الدول وخلافاتها بدلاً من تهدئته نتيجة غياب أفق الحل السياسي.
وخلصت الصحيفة إلى أن مهمة الإبرهيمي باتت تشكل موضوعاً خلافياً جديداً بين الدول الغربيةوروسيا باعتبار انه كان هناك توافق سابق على مهمة انان في حين ان هذا التوافق لم يعد موجودا مع الابرهيمي الذي يملك نفسا أطول من نفس انان في الدبلوماسية المكوكية التي تسمح له بتوظيف الوقت الضائع اقليميا ودوليا حتى يحين أوان التسوية أو تقتنع بها الاطراف كافة او يطرأ ما يحملها على تغيير اقتناعاتها فيكون الابرهيمي موجودا من اجل المساهمة في تقديم الاخراج الملائم.