موسى يزور قطاع غزة ويلتقي هنية وقيادات الفصائل الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى غزة: يبدأ الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى الأحد زيارة إلى قطاع غزة تستغرق ساعات محدودة ، يلتقي خلالها رئيس الحكومة الفلسطينية المقالة إسماعيل هنية وعدد من الفصائل الفلسطينية ، وسط آمال أن تساهم هذه الزيارة في رفع الحصار الإسرائيلي المفروض على قطاع غزة. وسيصل موسى والوفد المرافق له من ديبلوماسيين وإعلاميين صباح اليوم بالطائرة إلى مطار العريش، ثم ينتقل براً بالسيارات إلى معبر رفح الحدودي، ومنه إلى مدينة غزة.
وقال بيان للحكومة الفلسطينية المقالة في قطاع غزة إن "موسى سيتوجه عقب مؤتمر صحفي يعقده لدى دخول معبر رفح صباحا إلى منزلي السموني والداية الذين دمرتهما الحرب على غزة للاستماع لعدد من الناجين من المجزرة، ومن ثم يزور عزبة عبد ربه للالتقاء ببعض عائلات المنطقة المنكوبة.
وأضاف "سيلتقي عدد من سكان منطقة جباليا الذين شهدوا مجزرة الفاخورة خلال الحرب، حيث سيتم تنظيم لقاء عام مع عدد من وجهاء المنطقة قبل أن يغادر باتجاه المدرسة الأمريكية في منطقة العطاطرة".
وبحلول الظهر، سيلتقي الأمين العام لجامعة الدول العربية هنية في منزله بمخيم الشاطئ للاجئين، ومن ثم سيتم عقد مؤتمر صحفي مشترك، قبل أن يتوجه إلى مقر الأونروا للالتقاء بكافة المنظمات الدولية العاملة في غزة.
وستكون المحطة الأخيرة لموسى حسب الجدول المعد في فندق الكومودور على شاطئ بحر غزة، حيث سيلتقي هناك عدد من الفصائل والتنظيمات، وممثلي المجتمع المدني في اجتماعين منفصلين، يعقبهما مؤتمر صحفي له في الساعة السابعة مساء قبل أن يغادر القطاع بعد زيارة يتوقع أن تستمر عشر ساعات.
وأشار المكتب الإعلامي الحكومي إلى أنه لن يتم مرافقة أي سيارة صحافية للموكب الخاص بالأمين العام، لافتا إلى أن التعامل مع الإعلاميين سيتم من خلال طواقم المكتب الإعلامي الموجودة في محطات الجولة المختلفة.
وقال المكتب الإعلامي في بيانه: "إن تحرك الإعلاميين سيسبق تحرك موكب الأمين العام في جميع المحطات وسيتم التنويه والتأكيد على ذلك من خلال الطواقم المصاحبة"، مؤكدا على أهمية حمل البطاقة الصحفية التعريفية لجميع الصحفيين. موقف عربي ورحب رئيس الحكومة الفلسطينية المقالة إسماعيل هنية بزيارة موسى ، معربا عن أمله أن تسفر عن اتخاذ إجراءات عملية لكسر الحصار عن الشعب الفلسطيني في غزة. وقال هنية "كسر الحصار الإسرائيلي يحتاج إلى موقف عربي قوي يرفض استمرار الحصار ويسعى لاستغلال ما لديه من أوراق ضغط على إسرائيل والولايات المتحدة لانهاء هذا الحصار المفروض منذ أربع سنوات". وأكد هنية أن حماس ترحب بكل جهد عربي يُبذل من أجل رفع معاناة الشعب الفلسطيني وفي مقدمتها الوفود الشعبية العربية ، متمنياً أن تقوم مصر بفتح معبر رفح بشكل كامل أمام جميع أشكال المساعدات الإنسانية والغذائية ومواد البناء التي تحتاج إليها غزة لإعادة بناء ما دمرته الحرب الإسرائيلية على القطاع. وأعرب هنية عن ارتياح الشعب الفلسطيني للتحرك العربي لكسر الحصار الذي جاء بعد الهجوم الإسرائيلي على سفن أسطول الحرية وأن كان قد جاء متأخراً. إنهاء الحصار وصرح نائب الأمين العام للجامعة العربية السفير أحمد بن حلي بأن زيارة موسى هي رسالة للتأكيد على أن الدول العربية قررت بشكل عملي إنهاء الحصار، والعمل بكل قوة على رفعه وفقا لقرار مجلس وزراء الخارجية العرب، الذين قرروا عدم التعامل مع أي إشارات أو أي شئ يطيل الحصار أو يبقى عليه. وأكد بن حلي أن القوى العربية تعمل الآن على ذلك وأن هذه الزيارة هي تجسيد للتضامن العربي مع أهل غزة بكل شرائحه وكل الفصائل والمجتمع المدني ورجال الأعمال. وقال بن حلي "أعتقد أن وجود الأمين العام في هذه الآونة يؤكد أن الدول العربية من الآن فصاعدا لن ترضى بشيء يطيل الحصار، وإنه بدأت فعلا الاتصالات مع الاتحاد الأوروبي وتركيا، وسنرى أن النتائج القادمة ستكون في صالح الأهل في غزة". وحول وجود مخاوف من زيارة الأمين العام الأولى لغزة قد تكرس الانقسام الفلسطيني، قال بن حلي، إن زيارة الأمين العام هي للتواصل مع الفلسطينيين وتجسيد التضامن وإنهاء الحصار ورفع هذه المظلمة عن أهل غزة. وأضاف أن الزيارة هدفها التواصل مع كل شرائح المجتمع هناك وبالعكس نريد لهذه الزيارة أن تعطى رسالة للأشقاء الفلسطينيين وللزعماء الفلسطينيين بأن حالة التشرذم والانقسام يجب أن تنتهي. ومع ذكرى احتلال القدسالشرقية، قال السفير أحمد بن حلي، إن قضية فلسطين في قلب الجامعة العربية، والقدس في القلب وهى تحظى بالأولوية والمكانة للجميع، المسلمين والمسيحيين، والقدس الآن قطعة عزيزة من القطع التي احتلت سنة 1967، ولا بد أن تعاد ضمن إنهاء الاحتلال لجميع الأراضي الفلسطينية، فلها مكانة متميزة في الوجدان والقلوب. ترحيب فلسطيني واعتبر أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية ياسر عبد ربه زيارة موسى تأتي في إطار التضامن مع الشعب الفلسطيني في قطاع غزة ورفضا للحصار و"العدوان" الإسرائيلي. ورفض عبد ربه أن تكون للزيارة أي بعد سياسي غير مباشر لحركة حماس التي يرفض المجتمع الدولي التعامل معها ، مشيرا إلى أن السلطة الفلسطينية ترحب بزيارة أي مسؤول عربي أو دولي لغزة لأن الموضوع ليس موضوع مشاكل سياسية وحالة انقسام، وإنما هو موضوع وطني أساسي يتمثل بضرورة رفع الحصار عن قطاع غزة. وأجلت القاهرة الحوار في أكتوبر/تشرين الثاني الماضي لأجل غير مسمى بسبب رفض حركة حماس التوقيع على الورقة المصرية للمصالحة بدعوى وجود "تحفظات" على بعض بنودها، فيما وقعتها حركة فتح التي يتزعمها الرئيس الفلسطيني محمود عباس. ومن جانبه ، قال رئيس تجمع الشخصيات الفلسطينية المستقلة الدكتور ياسر الوادية السبت: "إن التجمع أعد مذكرة سيسلمها إلى موسى تتناول مختلف القضايا، وتطالبه "بممارسة مزيد من الضغط لإتمام المصالحة وإنهاء الحصار على غزة تنفيذاً لقرار وزراء الخارجية العرب في هذا الشأن، فضلاً عن إطلاعه على هموم المواطنين والواقع المعاش في غزة جراء الحصار والحرب على القطاع". وأشاد اللواء جبريل الرجوب عضو اللجنة المركزية لحركة "فتح" ونائب أمين سر الحركة، بقرار أمين عام الجامعة العربية عمرو موسى بالذهاب إلى قطاع غزة للتضامن مع المواطنين هناك، والعمل جديا لكسر الحصار الإسرائيلي. ونقلت وكالة " وفا" الفلسطينية عن الرجوب قوله عقب لقائه أمين عام الجامعة العربية، بهدف الاطلاع على الترتيبات الخاصة بالزيارة وتنسيق بعض المواقف الخاصة بالقضية الفلسطينية وكسر الحصار عن قطاع غزة. وعبر عن أمله "بأن تشكل هذه الزيارة بداية لفك الحصار وإنهاء معاناة شعبنا في غزة، وهذه نراها ضرورة ملحة لحركتي فتح وحماس والمشروع الوطني الفلسطيني، وتعزيز أسباب صمود أهالي غزة". وأضاف: "ما يهنما الآن أننا على أبواب زيارة تاريخية لأمين عام الجامعة العربية لأهلنا في قطاع غزة، ونحن في حركة فتح نرحب بهذه الزيارة، وبالتأكيد نرحب بكافة الجهود التي تعمل لرفع الحصار عن أهلنا في غزة، هذا الجزء الغالي من وطننا العزيز".