افاد ناشطون سوريون بمقتل 30 شخصا معظمهم نساء واطفال نتيجة القصف العنيف الذي تعرضت له مدينة درعا وبلدة الحراك المجاورة من قبل الجيش النظامي اليوم السبت. وذكرت شبكة "شام برس" أن القصف استهدف عددا من المنازل والمباني مما أسفر عن جرح 49 شخصا أسعف بعضهم بعد نقلهم إلى أحد المساجد في المدينة حيث لا تتوفر الأدوية.
وكانت هيئة الثورة السورية السورية أعلنت أمس أن القوات التابعة للنظام السورى اقتحمت حي القابون بدمشق بالدبابات ومدرعات وسط قصف عنيف تجاه المنازل السكنية واشتباكات مع عناصر من الجيش الحر.
ونشر نشطاء على الإنترنت لقطات فيديو في حي المزة تظهر فيها سحب سوداء من الدخان المتصاعد بين بنايات إسمنتية.
وكانت لجان التنسيق السورية قد أفادت أمس بارتفاع قتلى تظاهرات جمعة "تجار وثوار يدا بيد" برصاص قوات الامن والجيش السوريين إلى 52 شخصا. مجزرة القبير
في تلك الاثناء ، دخل المراقبون الدوليون إلى قرية القبير في ريف حماة، للتحقق من ملابسات المجزرة التي راح ضحيتها عشرات المدنيين.
وقالت سوسن غوشة الناطقة باسم بعثة المراقبين الدوليين في سوريا إن فريق المراقبين استطاع اليوم الدخول الى مزرعة القبير في ريف حماه التي وقعت فيها مجزرة ذهب ضحيتها العشرات منذ يومين. وأشارت غوشة إلى ان البلدة كانت خالية من السكان ولم يجد المراقبون أيا من شهود العيان فيها. وأضافت أن المراقبين شاهدوا بين أبنية البلدة القليلة بناء مصابا برصاص من العيار الثقيل الذي يستخدم من أسلحة ثقيلة أو من ناقلات الجنود، كما شاهدوا مبنى محترقا ولاحظوا وجود رائحة أجساد محروقة. وردا على سؤال من هيئة الاذاعة البريطانية "بي بي سي" عن الجهة المسؤولة عن المجزرة قالت المتحدثة باسم بعثة المراقبين إن افراد البعثة استمعوا اليوم إلى شهادات لسكان من قرى مجاورة للقبير ولكن عليهم ان يدققوا بهذه الشهادات وبأسماء القتلى وأسماء المختفين. وعند التأكد يمكن الوصول إلى نتيجة وإعداد تقرير عما حدث. وقالت الناطقة باسم بعثة المراقبين الدوليين في سوريا إن خمسة وعشرين مراقبا مختصا بكشف الوقائع والتحقق مكثوا في بلدة القبير. واعتبرت المتحدثة باسم بعثة المراقبين أن تمكنهم من دخول بلدة القبير شيء ايجابي إذ إنهم كانوا قلقين على حركتهم وتأثير ذلك على عملهم. وذكرت أن إحدى سيارات المراقبين أصيبت برصاصتين يوم أمس ولكنها لا تستطيع التأكيد إذا كانوا هم المستهدفين أم لا. وقالت سوسن غوشة" نحن نتصرف على اساس أنه مرحب بنا من قبل الحكومة والمعارضة الذين التزموا بخطة كوفي عنان".
لحم يحترق وبدوره ، قال مراسل هيئة الاذاعة البريطانية الذي تمكن من مرافقة المراقبين إنه شاهد أدمغة الضحايا وأشلاءهم ودماءهم الجافة متناثرة داخل المنازل.
وأضاف "بمجرد دخولنا إلى المنزل الأول داهمتنا رائحة قوية للحم بشري يحترق، وقد بدا واضحا بالنسبة لنا أن المكان كان مسرحا لجريمة مروعة. كل شيء قد احترق تماما ، والمنازل مجردة من كل شيء".
"كانت هناك قاذفة آر بي جي وقد خلفت فجوة في الجدار الخارجي للمنزل. أما المشاهد الاكثر ترويعا فكانت في المنزل المجاور، حين دخلته شاهدت بقايا مخ بشري على الأرض، كان هناك غطاء طاولة ملطخا بالدماء وبقايا اللحم البشري، ويبدو أن هناك من حاول أن ينظف آثار الدم واللحم ويخفيها لكنه كف عن ذلك بعدما أدرك جسامة المهمة".
وأضاف المراسل لأنهم لم يجدوا جثثا لأي قتلى، لكنهم شاهدوا أثار مركبات على الطريق قال المراقبون الدوليون إنها قد تكون لعربات جند مدرعة أو دبابات.
وقال سكان قرية مجاورة إن مسلحين داهمو المزرعة وإنهم من الطائفة العلوية في قرية مجاورة، وقتلوا الضحايا وبعد ذلك جاء مدنيون في شاحنات صغيرة ونقلوا جثث الضحايا.
وتحدث إلى أحد الرجال في قرية مجاورة وقال له إنه بعد وقوع الهجوم جاءت شاحنة غير عسكرية وحملت جثث الضحايا بعيدا، لكنهم لم يأخذوا الماشية النافقة معهم ولم يخفوا كل آثار ما حدث وراءهم على الأقل تركوا أماكن تحمل آثار ما حدث.
وقال المراسل "عبر شوارع القرية رأيت بعض العصي التي لا تزال ملطخة بالدماء وقال السكان إنها استخدمت في قتل بعض الأطفال هنا. إنه مشهد مروع هنا. ولا شك أن احدا لن يكون بوسعه أن ينفي وقوع، أعمال قتل فظيعة هنا لانه بالرغم من جهود من نفذوها لاخفائها، فلا تزال الأدلة ملقاة على الأرض".
وكان ناشطون قد قالوا إن القوات السورية أخلت القرية من جثث القرويين.
وقف العنف على صعيد آخر، دعت الصين طرفي الأزمة في سوريا لوقف العنف وتطبيق خطة عنان للتسوية السلمية. وعبر ليو ويمين، المتحدث باسم الخارجية الصينية، عن استنكار بلاده القوي لقتل المدنيين الأبرياء، وطالب بمعاقبة القتلة. وتواجه الصين وروسيا اتهامات من دول غربية وعربية بحماية النظام السوري من تحركات دولية أكثر صرامة، ما يدفعه، كما تقول هذه الدول، لمواصلة قتل المدنيين. ومن المقرر أن يجري ممثل الخارجية الأمريكية الخاص للأزمة السورية مباحثات مع مسؤولي الخارجية الروسية في موسكو وجاءت الدعوة الصينية بعد أن اعرب الامين العام للامم المتحدة بان كي مون عن احباطه العميق من مستوى العنف في سوريا ونبه الى خطر حرب اهلية وشيكة في البلاد. وقال بان، في أعقاب اطلاعه مجلس الامن على تطورات الاوضاع في سوريا، ان هناك دلائل قليلة على تجاوب الحكومة السورية مع خطة السلام لانهاء العنف. وقال بان "خطر الحرب الاهلية (في سوريا) وشيك وحقيقي" مضيفا أن "الارهابيين يستغلون الفوضى. ودان "قتل الابرياء" في القبير ووصفه بأنه "صادم ومروع". ومن جانبه حذر كوفي عنان المبعوث الدولي والعربي من أن الأزمة في سوريا "تزداد حدة" وأن العنف "يتصاعد إلى مستويات أسوأ". ودعا في خطاب له امام مجلس الامن الدولي إلى تطوير مستوى العمل الدولي لوقف العنف في سوريا. كما ادان عنان عمليات القتل في قرية القبير. وطالب بضرورة محاسبة المسؤولين عنها.