أعلن مسئولون ليبيون انه تم استئناف بعض الرحلات الجوية من مطار طرابلس بعد يوم واحد من تطويقه واغلاقه على يد مسلحين كانوا يطالبون باطلاق سراح زعيمهم الذين قالوا انه محتجز لدى قوات الامن في طرابلس. وافادت تقارير باقلاع طائرة تابعة للخطوط النمساوية واخرى فارغة تابعة للخطوط الجوية القطرية من المطار الثلاثاء.
وحذرت سلطات المطار ومسئولون حكوميون من أنه لن يتم استئناف العمليات من المطار قبل مرور 24 ساعة وذلك لمعالجة مشكلات تقنية تسبب فيها الاغلاق.
وكان مسلحون ينتمون ل "كتيبة الوفاء" شنوا هجوما على المطار، وقام المسلحون الذين يرجعون الى مدينة ترهونة غربي ليبيا بالسيطرة على المطار مطالبين باطلاق سراح زعيمهم المعتقل لدى قوات الامن حسب قولهم.
وانسحب المسلحون في وقت متأخر الاثنين بعد مفاوضات مع السلطات الليبية، وقد افاد التليفزيون الليبي الرسمي لاحقا أن الرجل مختطف من قبل عناصر ميليشيا اخرى وليس القوات الامنية.
ونقلت وكالة "فرانس برس" عن المتحدث باسم المجلس الانتقالي الحاكم في ليبيا محمد الحريزي قوله " ان المطار عاد للخدمة الان".
بيد أن عددا من شركات الطيران التي تسير رحلات من طرابلس قالت لوكالة رويترز للانباء انهم لن يستأنفوا خدماتهم مباشرة، ومن بينها الخطوط الجوية البريطانية والاماراتية والتونسية.
واعلنت الخطوط الجوية النمساوية ان عددا من رحلاتها المقررة الاربعاء قد الغيت.
ونقلت وكالة رويترز عن مدير المطار فاضل بن نُصيّر قوله :"إن مهندسين سيصلون الى طرابلس من ايطاليا لفحص طائرة تابعة للخطوط الجوية الايطالية افادت تقارير أنها اصيبت باطلاقات اثناء الاشتباكات التي وقعت في المطار الاثنين".
وقد أثير العديد من التساؤلات بشأن كيف يمكن ان يكون مطار طرابلس عرضة لمثل هذه الهجمات.
ونقلت الوكالة ذاتها عن عادل سلامة، احد ناشطي المجتمع المدني في زنتان المدينة التي كان مقاتلوها يسيطرون على المطار قبل تسليمه الى الحكومة المركزية في ابريل/نيسان الماضي، قوله "كيف يمكن لهؤلاء الناس أن يغلقوا المطار بمثل هذه الطريقة؟ اين هي الدولة؟".
وافادت تقارير أن الجماعة المسلحة قدمت في قافلة مؤلفة من نحو 60 سيارة من ترهونة الواقعة على بعد نحو 80 كلم عن المطار، وظل الكثيرون يتساءلون لماذا لم يكن هناك اي فعل لإيقافهم.
ويقول مراقبون :"إن الحادثة التي وضع فيها المسلحون شاحنة صغيرة (بيك أب) مجهزة برشاشة مقاومة الطائرات تحت كل واحدة من الطائرات الست التي كانت على مدرج المطار حينها، تؤشر الثغرات الأمنية في محيط المطار".
وكان عدد من الخطوط الجوية العالمية استأنف رحلاته الى ليبيا بعد نهاية النزاع المسلح الذي اطاح بحكم العقيد معمر القذافي.
وقد سيطرت الحكومة الليبية الانتقالية على مطار طرابلس في ابريل/نيسان، بعد تسلمه من ميلشيا مسلحة ظلت تسيطر عليه حتى ذلك الوقت.