من سحر النوبة، تستلهم الفنانة زينب محمود معرضها الأخير الذي يقام في قاعة "إنجي أفلاطون" بأتيليه القاهرة حتى 30 أبريل، والتي ترصد خلاله مراسم احتفالات النوبة من رقص وغناء وقرع على الطبول وعزف على آلاتهم الموسيقية الشعبية التي تتمتع بها تلك البلدة الجميلة التي لها عاداتها وتقاليدها الخاصة. "من الجنوب" هو عنوان المعرض الذي ضم 20 لوحة للفنانة، تعبر عن العادات والتقاليد النوبية، تلك البلدة التي نشأت فيها زينب وقضت بها مراحل طفولتها، فتشبعت بمشاهد الحياة المختلفة هناك، وعكستها على لوحاتها في جميع مراحلها الفنية، بطرق تناول مختلفة، سواء في التكنيك أو استخدام اللون. وهي في هذا المعرض تدخل تجربة جديدة تستخدم فيها اللون الأبيض بمفرده الذي يعبر عن الزي الشعبي لبلدة النوبة في جميع لوحاتها، التي استبدلت فيها توال الرسم ليحل محله "الخيش" الذي يعطي تأثيرا حسيا مختلفا للمشاهد برؤية اللوحة، فيتعايش معها ويذهب للنوبة وكأنه يحضر واحدة من تلك المراسم الشعبية. وأحيانا ما يتسلل اللون إلى قليل من اللوحات ليزين أجزاء من ثوب الأشخاص، التي تعد بطل اللوحة، فنجد العازفين كل منهم يستقل لوحة من أعمال الفنانة، أو يقفوا في جماعات ليأدوا مراسم الرقص والغناء بشكل منظم الذي تعودنا عليه في حفلات النوبة.
جاء هذا المعرض عقب انتهاء معرض آخر للفنانة زينب محمود اقيم في "قبة الغوري"، وعرضت خلاله تجربة أخرى مستوحاة من النوبة، ولكنها تعبر عن البيئة النوبية بشكل عام، وترصد تفاصيل مشاهد من حياتهم، لكنها في هذا المعرض تستخدم ألوانا مبهجة وصريحة في جميع أعمالها. المعرض كان بعنوان "النوبة"، ضم خمس وثلاثون لوحة.
تقول الفنانة ل"محيط": تأثرت ببيئتي النوبية كثيرا؛ ولذلك أعبر عنها بشكل مستمر، متأثرة بجوها الحار الذي يجعلني استخدم ألوانا ساخنة. كما أنني تعلقت بالأفراح والطبول والأزياء، واحيانا أتناول الصعيد في أعمالي لأنه يشبه النوبة ويحمل بعض عادتها.