بمناسبة مرور خمسين عاما على استقلال جمهورية غانا, افتتح محمد الصاوي مؤسس ساقية الصاوي معرض "احتفالات اليوبيل الذهبي لجمهورية غانا", بحضور أفراد من سفارة غانا ونخبة من الفنانين والاعلاميين, وذلك بقاعة النهر بساقية الصاوي. محيط رهام محمود ضم المعرض الذي يشكل حراكا ثقافيا بين مصر وغانا أكثر من تسعة فنانين قدموا أعمالا متنوعة في مجالات الفن التشكيلي المختلفة, حيث اشترك سبعة فنانين في مجال التصوير الزيتي, وفنان واحد في مجال الرسم, وعرض نحات تشكيلات نحتية بالحديد, ووجد بالمعرض أيضا مجموعة من الصور الفوتوغرافية لعدة فنانين. اختلفت الموضوعات التي تناولها الفنانون العارضون كل منهم برؤيته الخاصة, فقد تضمنت أغلب اللوحات مشاهد من الحياة اليومية التي اطلعتنا على ثقافات هذه البلاد, ومن أهم سمات هذه البلاد التي يدركها المتلقي حين تقع عيناه على هذا المعرض عشقهم للموسيقى والرقص والغناء, واعتزازهم بفنهم الأفريقي الراقي الذي ظهر واضحا في جميع أعمالهم. ففي ثلاثة أعمال صور فنان مجموعة من الفتيات لم يظهرن بشكلهن الطبيعي بل حول في النسب المتعارف عليها لأجسادهن, فكانت الرأس والزراعين صغيرة جدا بينما ظهر الجسد في استطالة كبيرة, ففي لوحة كانت ثلاث فتيات يمسكن بعصا مظلاتهن ويضعنها فوق رؤوسهن, وفي لوحة أخرى كان أربعة يقرعن الطبول, وفي اللوحة الأخيرة كانت الفتيات تتراقصن على أنغام الموسيقى وخلفهم ظلالهن, وقد استخدم الفنان في الثلاث لوحات ألوانا ساخنة وهي الأصفر والبرتقالي وما بينهما, كما تعمد أن يحافظ على السيمترية في اللوحة حيث كانت منقسمة إلى نصفين كلا منهم يعكس الآخر. وجد بالمعرض مجموعة من اللوحات تصور حفلات الرقص والغناء في هذه البلاد, وقد عبر بعض الفنانين عن الصيادين وهم يعملون على ظهور مراكبهم, ومشاهد للنساء وهم يشترين أغراضهن من السوق. وفي لوحات الرسم تعرض مجموعة من الاسكتشات تصور أسواق الخضار, ومشاهد لبعض الفلاحات وهن يسرن إلى السوق ويحملن "أسبات الخضار" فوق رؤوسهن. أما لوحات الفوتوغرافيا فقد نقلت إلينا أهم معالم جمهورية غانا, حيث رأينا مناظر للبحار والشلالات والمباني القديمة والحديثة, كما التقطت العدسات بعض الحيوانات والفراشات. وفي آخر جولة بالمعرض التقينا بالنحت الذي صور أيضا مراسم الاحتفالات والغناء والرقص, فبتشكيل الحديد عبر الفنان عن مجموعة من العازفين الأفريقيين فمنهم من يقرع الطبول, ومنهم من ينفخ في البوق, ومن يعزف على المزمار والكمان, وصور أيضا بعض الأفراض وهم يرقصون, وقد عرضت كل هذه الأعمال على حائط أبيض كبير جعلنا نتخيل أننا أمام حفلة أفريقية يمثلها أبناء جمهورية غانا.