أكد وزير السياحة منير فخري عبد النور أن مصر تعيش حاليا مرحلة الخروج من الأزمة التي شهدتها العام الماضي، مشيرا إلى أن كافة الجهود والتقارير والتغطيات الإعلامية التي تتابع مصر والسياحة المصرية تؤدي إلى مزيد من الترويج والدعم للخروج من الأزمة، كما تدعم قيم الديمقراطية والحرية في البلاد. وقال عبد النور في كلمته خلال افتتاح المؤتمر الثاني للإعلام والسياحة المنعقد في مرسى علم اليوم الخميس "إن التواجد الإعلامي يؤكد على الدعم الكبير من منظمة السياحة العالمية للسياحة المصرية".
وتوقع أن يشهد العام الحالي استعادة مصر لمعدلاتها السياحية السابقة التي حققتها في عام 2010.
ومن جانبه، قال أمين عام منظمة السياحة العالمية الدكتور طالب الرفاعي "إن وزير السياحة المصري ومساعديه يقومون بعمل كبير ورائع من أجل الخروج من الأزمة التي تعيشها السياحة المصرية، حيث يعملون على استغلال الإمكانيات السياحية بالصورة المثلى.
وأشاد بالتعاون بين منظمة السياحة العالمية ووزارة السياحة المصرية، مشيرا إلى أن قطاع السياحة المصري سيسهم بصورة كبيرة في خلق فرص العمل، ويكون له الفضل الأكبر في تنمية الاقتصاد المصري.
وأكد أن مصر كانت دائما قادرة على تنمية قطاع السياحة رغم المشكلات التي كانت تواجهه، مما يجعل ذلك الجميع واثقون من تخطى مصر للأزمة الحالية، منوها إلى أن مصر التي تعتبر دائما "بداية الحكايات" كما هو عنوان حملتها التنشيطية تساهم السياحة في دخلها العام بصورة كبيرة مع قناة السويس وغيرها من عناصر الدخل الهامة للبلاد.
وأضاف الرفاعي أن الشراكة مع الإعلام في التوقيت الحالي تعتبر مهمة جدا لأن العلاقة بين السياحة والإعلام تساعد على خروج السياحة من أزمتها وانتعاشها، حيث أن الأوقات الحالية تمثل تحديات كبرى، وكل التحديات تعمل على تحقيق التطور والاستدامة.
وقال الرفاعي "إن الظروف الحالية تمثل تحديا بالنسبة للمنظمة وكذلك بالنسبة لمصر وتونس، مشيرا إلى أن تبعات التغيرات السياسية تلقى بظلالها على قطاع السياحة في تلك الدول.. ولا يمكن أن نفترض أن تستعيد تلك الدول مكانتها في يوم وليلة، ولكن بالتأكيد الغد هو الأفضل ويجب على الجميع أن يتطلع للمستقبل".
وأضاف أن كسر حلقة الجمود والركود لا يجب أن يخشى معها من التغيير، موضحا أن التغيير جاء ليؤثر على الإعلام أيضا خاصة ونحن نرى أن شبكات التواصل الاجتماعي لعبت دورا مهما في ثورات "الربيع العربي".
وشدد الرفاعي على ضرورة تحالف المقاصد السياحية مع الإعلام لكي تصلا إلى التكامل ويتفاهما من أجل تحقيق الأهداف المثلى للمقاصد السياحية، لافتا إلى أنه لا يمكن أن يوجد أفضل من الإعلام ليساعد في هذا الأمر.
وأشار إلى أن السياحة في 2011 زادت بنسبة 4.4% على الرغم من الأحداث التي شهدتها المقاصد السياحية في بعض دول العالم والأزمات الاقتصادية وإجراءات التقشف وارتفاع معدلات البطالة، موضحا أن البلاد في حاجة إلى 60 مليون فرصة عمل سنويا.
وتابع "أنه بنهاية العام الحالي 2012 سنرى أن هناك مليار شخص يسافر حول العالم، وهو رقم كبير.. ونتوقع معه أن نشهد الكثير من التغيرات، كما أن هناك 43 مليون سائح يزيدون خلال العشرين عاما المقبلة وهو ما يعنى زيادة أعداد العمالة بصورة كبيرة".
ولفت الرفاعي إلى أن هناك العديد من الدول التي لا تعترف بأهمية السياحة ولا تساعد السوق السياحي بها على التنمية، معتبرا أن الإعلام في الكثير من الأحيان لا يدرك أهمية السياحة والصناعة التي يتحدث عنها.
ومن جانبه، قال ممثل اللجنة الرباعية الدولية توني لير في رسالة مسجلة وجهها إلى المؤتمر "إن السياحة تلعب دورا مهما في الاقتصاد العالمي وتساهم بشكل إيجابي في تنمية الاقتصاد الدولي وتعزيز العلاقات والتعاون بين الدول، مشيرا إلى أن السياحة تلعب دورا إيجابيا أيضا بين السلطة الفلسطينية وإسرائيل".
وأضاف "أننا نحاول أن ندعم السياحة من أجل لعب الدور المطلوب منها في مجال السياسة، موضحا أن السياحة في فلسطين لم تتمكن من تحقيق المعدل السياحي المطلوب والذي سيعمل على إزالة الكثير من المشكلات التي تعيشها".
وأشار بلير إلى أن هناك العديد من المناطق السياحية التي يتم العمل على تنميتها في فلسطين، مؤكدا أن هذا الأمر يعد تحديا كبيرا أمام الرباعية الدولية، مشيرا إلى أن هناك تعاونا بين رجال الأعمال في قطاع السياحة بين فلسطين وإسرائيل وهو الأمر الذي يؤدى إلى مزيد من التقارب بين الجانبين.
ولفت إلى أن هناك الكثير من العقبات التي تواجه السياحة الفلسطينية، منوها إلى أنه يتم العمل على تعظيم تجربة السياحة في فلسطين وهو ما يجعلها تتقدم، مما يدعو إلى التفاؤل بالمستقبل خلال العشر سنوات المقبلة.
وأكد بلير أن دور الإعلام في هذا الأمر مهم للغاية لرفع الوعي بدور السياحة في تحقيق الاستقرار السياسي وتنمية الاقتصاد، مشيرا إلى أن الأرقام السياحية خلال الأعوام القليلة الماضية توضح أن هناك مناطق فلسطينية يمكن تنميتها سياحيا بصورة كبيرة.ودعا الإعلام السياحي إلى زيارة فلسطين حتى يقف على الوضع المثالي للسياحة هناك.
وفى نفس السياق، قال بن وودمان كبير مراسلي شبكة "سى.إن.إن" الإخبارية الأمريكية "إن الإعلام لديه الكثير من الانتقادات التي يتم توجيهها إلى قطاع السياحة، مشيرا إلى أن هناك العديد من الأحداث المهمة التي تقع في مصر ولكنها تتفاوت، فعلى سبيل المثال يتم إصدار بيان صحفي أو عقد مؤتمر صحفي وهو حدث مهم.. ولكن الأفضل بالنسبة للتليفزيون هو الحدث حيث أنه يعتمد على الصورة".
وأكد أن هناك العديد من القصص السياحية داخل مصر والتي يمكن أن يتم إبرازها، ولكن لا تجد المساعدة الكافية التي تسهم فى دعم الحركة السياحية فى مصر والترويج لها.
وأشار وودمان إلى أن هناك الكثير من الاهتمام بالآثار المصرية والتي لا ينتهي الاهتمام بها دائما، مضيفا أن الاهتمام الحالي بميدان التحرير سيتوقف سريعا، بعكس الآثار المصرية التي لن يتوقف الاهتمام بها على الإطلاق بل سيزيد.
وأكد أن مصر بها الشباب الذين فتحوا الطريق للتنمية السياسية في مصر والتحول الديمقراطي، معربا عن ثقته في أن ما تشهده مصر حاليا من أزمات إنما هي مجرد سحابة وستمر سريعا وتعود السياحة المصرية سريعا إلى معدلاتها وقوتها.