أعلن سمير جعجع رئيس حزب القوات اللبنانية الأربعاء أنه تعرض لمحاولة اغتيال بإطلاق النار على مقره في بلدة معراب شمال شرق بيروت، مشيرا إلى عدم وقوع إصابات. ونقلت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية في عددها الصادر اليوم الخميس، عن جعجع قوله في مؤتمر صحفي عقده بعد ظهر الأربعاء: "إن رصاصتين أطلقتا قبل الظهر باتجاهه، بينما كان يتنزه مع بعض مرافقيه خارج مقره في معراب".
وأضاف جعجع قائلا: "بينما كنت اتمشى، رأيت وردة وانحنيت لقطفها. في هذه اللحظة سمعت طلقين ناريين، واستلقيت ارضا. من الجيد أن الشباب المحيطين بي كانوا بعيدين بعض الشيء فلم يصب أحد".
وأشار جعجع إلى أن الطلقين تركا ثقبين في جدار المقر، مضيفا بالقول "تبين أن الإطلاق كان عن بعد من جانب قناصة، عيار الرصاص هو ما بين 12.7 و 14.5، والعملية نفذها أكثر من شخص على الأرجح".
وقال جعجع: "هذه ليست مجرد رسالة، إذ أن الذين يقفون وراء العملية كانوا يودون أن تكون الرسالة النهائية".
ورفض جعجع الذي غالبا ما يوجه الانتقادات لحزب الله اللبناني ولسوريا توجيه الاتهام إلى طرف معين، إلا أنه قال: "لدي شكوك بيني وبين نفسي لكن لا أسمح لنفسي بطرحها في انتظار التحقيقات".
ورأى جعجع أن محاولة الاغتيال هذه تأتي في السياق نفسه من اغتيال رئيس الحكومة السابق رفيق الحريري في 2005 وفي الوقت الذي استهدف فيه العديد من السياسيين والصحافيين والنشطاء ممن لهم علاقة بائتلاف 14 آذار المناوئ لسورية.
ونقلت الصحيفة في تقرير لها من بيروت عن أستاذ العلوم السياسية في الجامعة الأمريكيةببيروت قوله إنه من المحتمل جدا عودة العنف السياسي إلى لبنان.
وقالت الصحيفة: "إنه في الماضي نادرا ما كشفت التحقيقات الرسمية المتعلقة بمحاولات الاغتيال عن هوية مرتكبيها، مما ساعد في جعل عمليات الاغتيال هي الأداة السياسية المحبذة".
وأشارت الصحيفة إلى أن سمير جعجع الذي يكن له اتباعه كل احترام صنع الكثير من الأعداء له عبر عشرات السنين كما اتهم باصدار الأوامر لتنفيذ العديد من عمليات القتل في الماضي حتى بين بني جلدته من المسيحيين المعارضين له، كما أنه استمر باعتباره عضوا في ائتلاف 14 آذار من إثارة غضب دمشق وحلفائها في لبنان.
ومضت الصحيفة إلى القول إن كلام جعجع عن محاولة الاغتيال تميز بعدم الوضوح عمن يعتقد هو أنه يقف وراء محاولة التعرض لحياته، متحدثا عن تكهنات دون ذكر أية أسماء. وقال إنه يشتبه بمجموعة محترفة تملك وسائل كبيرة وتسهيلات كبيرة داخل الدولة اللبنانية والتي تهتم بتغيير ميزان السلطة في لبنان.
وقال جعجع: "هناك فريق لا يملك إلا طريقة الاغتيالات لمعالجة الأمور، فيعمد إلى التخلص من كل شخص لا يعجبه أو لا تعجبه سياسته أو يأخذ حجما أكبر مما يرغب به"، رافضا تسمية الفريق.
من جانبه أجرى سعد الحريري اتصالا هاتفيا بجعجع مستنكرا محاولة الاغتيال، بحسب ما جاء في بيان صادر عن مكتب رئيس الحكومة السابق الموجود خارج لبنان، حسب ما ذكرت وكالة الصحافة الفرنسية.
وقال الحريري، بحسب البيان، إن محاولة الاغتيال "تأتي في سياق مسلسل طويل من استهداف القيادات الوطنية اللبنانية"، و"هي محاولة شطب رمز من الرموز السياسية التي لها مكانتها ووزنها في الحياة السياسية اللبنانية".
واعتبر أن "هذا الاعتداء الارهابي الذي فشل بمشيئة الله وحمده يلقي مسؤوليات كبيرة على السلطات اللبنانية السياسية والامنية لمتابعة القضية وكشف كافة ملابساتها".