في الوقت الذي تعهدت فيه القوات السورية النظامية بسحب قواتها وايقاف العنف ضد المدنيين السوريين، صعدت قوات الأسد السبت عملياتها العسكرية والامنية لاسيما في محافظة حماة حيث اشار نشطاء الى مقتل 168 شخصا من بينهم 87 مدنيا على الاقل. ونقلت "الجزيرة نت" عن النشطاء أن معظم القتلي في "اللطامنة" بريف حماة التي شهدت "مجزرة مروعة" بحق ثلاث عائلات كاملة، بينما استمر القصف على حمص وأريحا بإدلب، وتواصلت الاشتباكات مع المنشقين في أنحاء متفرقة من البلاد، في وقت صعدت فيه القوات السورية عملياتها خاصة في حماة، حيث اظهرت لقطات فيديو في القرية جثة طفل في ملابس يلطخها الدم وبها اثار واضحة لرصاصة اخترقت الصدر. وقال المرصد السوري لحقوق الانسان ان ما لا يقل عن 74شخصا قتلوا بينهم 40 في هجوم عسكري بدأ امس الجمعة على بلدة اللطامنة في حماة. واضاف ان جيش النظام السوري الحر خسر 15 من رجاله في المعركة كما قال ان 17 من عناصر قوات الامن قتلوا في مناطق متفرقة من البلاد. وافاد ناشطون سوريون بارتفاع حصيلة القتلى في احداث العنف الجارية في انحاء مختلفة من سورية الى نحو 130 شخصا في مؤشر واضح على تصعيد القوات السورية النظامية من حملتها على مناطق المعارضة قبيل تطبيق وقف اطلاق النار هذا الاسبوع. تبادل الاتهامات وتبادلت الحكومة والمعارضة الاتهامات بتكثيف الهجمات قبيل وقف اطلاق النار المقرر سريانه الخميس الماضي. فبنما تقول القوات الحكومية إنها انسحبت من عدد من البلدات السورية قبيل 48 ساعة من الموعد المذكور تنفيذا لوقف اطلاق النار الذي تنص عليه مبادرة كوفي عنان مبعوث الاممالمتحدة والجامعة العربية. وقال مصدر امني لبناني ان صاروخا اصاب حافلة متجهة من لبنان الي سوريا بعد عبورها الى الاراضي السورية . وقال شهود عيان ان ستة سوريين قتلوا . واكد مسعفون لبنانيون مقتل اثنين واصابه تسعة. ولم يتضح من الذي اطلق الصاروخ. وقال نشطاء ان قوات المعارضة التي تحاول الاطاحة بالرئيس بشار الاسد هاجمت مواقع للجيش شمالي حلب بعد منتصف الليل فقتلت ضابطا ورجلين وهاجمت قاعدة لطائرات الهليكوبتر. وذكرت الوكالة العربية السورية للانباء "سانا" ان القوات السورية الخاصة قتلت بالرصاص ثلاثة من المعارضين في مداهمة خلال الليل "لوكر ارهابي". وشهدت بلدتا عندان وحريتان شمالي حلب وريف ثاني كبرى المدن السورية اشتباكات وقصف على مدى ايام مما ادى الى تدفق نحو ثلاثة الاف شخص على الحدود التركية امس وحده وهو ما يبلغ عشرة امثال العدد اليومي قبل قبول الاسد خطة عنان منذ عشرة ايام كما شهد ريف حلب عملية واسعة النطاق للقوات النظامية ظلت متواصلة منذ يوم الخميس. ويصعب التأكد من هذه التقارير والاحصاءات على الارض في ظل غياب مصادر مستقلة ومنع السلطات السورية لتواجد الصحفيين الاجانب المستقلين في المناطق المضطربة. انتقاد اممي في غضون ذلك، انتقد الأمين العام للامم المتحدة بان كي مون الحكومة السورية بسبب "هجماتها الأخيرة على المدنيين"، وطالبها بوضع حد لكل العمليات العسكرية، كما تعهدت في وقت سابق. وأدان بشدة كي مون في بيان أصدره مكتبه الإعلامي "التصعيد الأخيرة في العنف، ويأسف لهجمات السلطات السورية على المدنيين الابرياء، بما في ذلك النساء والاطفال، على الرغم من تعهد الحكومة السورية بوقف استخدام الاسلحة الثقيلة في المناطق المأهولة". وأضاف البيان أن الجدول الزمني الذي يبدأ في العاشر من أبريل/نيسان الخاص بنتفيذ الحكومة السورية تعهداتها بوقف اطلاق النار وسحب القوات "ليس مسوغا للاستمرار في القتل". واعتبر الأمين أن هذه الأعمال تمثل انتهاكا لموقف مجلس الأمن الدولي، وكان مجلس الأمن قد أقر الخميس بالاجماع اعلانا يطالب دمشق باحترام مهلة العاشر من أبريل لوقف عملياته العسكرية ومن المعارضة السورية القيام بالأمر نفسه بعد ذلك ب 48 ساعة كحد اقصى. تزايد اللاجئين وعلي صعيد آخر، قال رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان السبت ان عدد اللاجئين الذين يدخلون تركيا يتزايد، واعرب عن قلق بلاده من ان يؤدي اندلاع حرب شاملة في سوريا الى اطلاق العنان لسيل من اللاجئين. واضاف اردوغان للصحفيين قبل مغادرته في زيارة الى الصين "لدينا في الوقت الراهن 24 الف سوري دخلوا تركيا بالطبع هذا العدد يتزايد"، موضحا "نتخذ التدابير من اجل هذا رغم اننا لن نغلق البوابات، ولكن يتعين على الاممالمتحدة ان تشدد موقفها وابدى الامين العام للامم المتحدة "قلقه الشديد" ازاء تفاقم الازمة الانسانية في سوريا، والتقارير الاخيرة التي تفيد بازدياد عدد اللاجئين الى الدول المجاورة.
من جانب آخر، كشفت واشنطن عن صور للأقمار الاصطناعية قالت إنها توضح أن سوريا لديها مدفعية مصوبة تجاه مناطق مدنية وأنها نقلت قوات من بلدة لاخرى رغم تعهدها بسحب القوات. ونشر روبرت فورد السفير الامريكي في سوريا الصور على موقعه "فيسبوك" فيما بدا محاولة للضغط على الرئيس السوري لسحب القوات. وقال فورد إنه على الرغم من انسحاب القوات السورية من بعض المناطق، إلا أن تقارير اعلامية تشير إلى أن "الجيش السوري اطلق نيران المدفعية على مناطق سكنية في العديد من البلدات وقام بحملة اعتقالات" في ضواحي دمشق. وقال فورد، الذي غادر دمشق في فبراير / شباط الماضي اثر اغلاق السفارة الامريكية، على "فيسبوك"، "هذا ليس الحد في العمليات الامنية الذي تعهدت به الحكومة السورية حتى تنجح مبادرة انان"، مضيفا انه يجب ان يعلم النظام السوري اننا نراقب ما يحدث، ولا يمكن للنظام اخفاء الحقيقة. وقد زود فورد الصور بأسهم لتوضيح انتشار الدبابات والمركبات مدرعة، وقال إن الصور توضح انسحاب الدبابات من بعض مناطق درعا ومن قرية تقع شرق مدينة درعا، والقوات السورية نقلت هذه الوحدات إلى مناطق مجاورة.