تواصل تدهور الوضع الأمني في مدينة كراتشي الباكستانية بعد أن أدى مقتل أحد الأشقياء الأحد إلى اندلاع اشتباكات بين السكان الغاضبين والشرطة اتجهت اليوم الاثنين إلى استخدام العنف. وأفادت التقارير الواردة من المدينة بأن الشرطة لجأت إلى استخدام قنابل الغاز المسيل للدموع للسيطرة على الوضع فيما أجبر مجهولون أصحاب المتاجر على إغلاق الأسواق في منطقة لياري بالمدينة.
في الوقت نفسه ، أمهل وزير الداخلية الباكستانية رحمن مالك مختلف الأحزاب 24 ساعة لإنزال الأعلام والرايات من فوق المباني الرسمية والأماكن العامة.
وهدد مالك عقب حضوره اجتماعا رفيع المستوى عقد الليلة الماضية في منزل رئيس وزراء إقليم السند قائم علي شاه لبحث الوضع الأمني في كراتشي بأنه إذا لم تتم إزالة هذه الأعلام فإن الشرطة ستنزعها بالقوة.
وقال الوزير في تصريحات للصحفيين إنه التقى قيادة حزب "رابطة عوامي الوطنية" وسوف يلتقي أيضا قيادة حزب "الرابطة القومية المتحدة" مؤكدا أنه سيتم اتخاذ إجراءات بموجب قانون مكافحة الإرهاب ضد أولئك الذين يغلقون بالقوة المحلات التجارية في المدينة.
وخلال الاجتماع تقرر أيضا اتخاذ إجراء ضد العناصر الإجرامية في المدينة دون أي تمييز بينها فيما أبلغ مفتش عام الشرطة في السند المشاركين في الاجتماع بأن جماعات منتمية لبعض الأحزاب متورطة في عمليات القتل في المدينة. وتفيد التقارير الإعلامية بأن ما لا يقل عن 30 شخصا قتلوا فيما أصيب العشرات خلال أسبوع من أعمال العنف والاغتيال المستهدف وحرب العصابات التي تعصف بمدينة كراتشي عاصمة إقليم السند وعاصمة المال والأعمال الباكستانية.
وأسفرت موجة العنف المندلعة بالمدينة أيضا عن إحراق أكثر من خمسين سيارة وحافلة كما شل الإضراب العام الذي دعت إليه الأحزاب المحلية الحركة العامة والنشاط التجاري في المدينة وأجبر المدارس والمؤسسات التعليمية والمصالح العامة على إغلاق أبوابها بشكل كامل لمدة ثلاثة أيام على الأقل خلال الأسبوع الماضي.
وأضافت أن العنف لا زال مسيطرا على المدينة رغم الإدعاءات الحكومية باعتقال العشرات من الأشخاص الذي يشتبه في انتمائهم إلى العصابات المسلحة المسئولة عن العنف والعمليات الأمنية الجارية في أنحاء مختلفة بكراتشي مشيرة إلى أن الشرطة لم تتمكن حتى الآن من اعتقال أي عنصر بارز من أعضاء تلك العصابات.
وحذرت من انعكاس الوضع الأمني الراهن في كراتشي سلبا على اقتصاد البلاد لتعطل النشاط في المدينة التي تعد عصب اقتصاد البلاد وأكبر موانيها التجارية.