تناولت الصحف الغربية الصادرة اليوم الخميس الوضع في سوريا وتهديدات إسرائيل بتوجيه ضربة لإيران ، فضلا عن اعلان كوريا الشمالية استعدادها لوقف برنامجها النووي . وعلّقت صحيفة "الجارديان" البريطانية على العمليات العسكرية التي تشهدها سوريا قائلة "إن سقوط حي بابا عمرو في أيدي القوات النظامية ، إن حدث ، سيمنح الرئيس السوري بشار الأسد فرصة أخرى لسحق التظاهرات المطالبة بإسقاط حكمه في أي مكان داخل سوريا".
وقال الكاتب فارس شمس الدين في عموده التحليلي بالجريدة إن تعامل "جيش الأسد" مع التظاهرات المنددة بحكم الرئيس السوري أتخذ "منهجاً ساحقاً" للمتظاهرين.
ويضيف الكاتب أن "الحملة العسكرية الوحشية" للقوات الحكومية بدأت قبل عام تقريباً في مدينة درعا ، ثم استمرت قوات الأسد في قصف المدن السورية التي تشهد تظاهرات مطالبة برحيل النظام واحدة تلو الأخرى.
ويدلل شمس الدين على ذلك بقصف "مدينة حماة" أثناء شهر رمضان الماضي لأن سكانها "تجرأوا وخرجوا بالآلاف مطالبين بسقوط النظام"، على حد قول الكاتب.
ويختتم شمس الدين مقاله بالقول إن "الرئيس السوري لو استمر على نفس المنوال في التعامل بقسوة مع التظاهرات المطالبة برحيله ، فلن يلوم إلا نفسه في النهاية".
أما صحيفة "فاينانشال تايمز" فأفردت لحصار ضاحية بابا عمر بمدينة حمص السورية مساحة واسعة من تغطيتها لأخبار الشرق الأوسط.
وقالت الصحيفة إن أهالي بابا عمرو "كتبوا وصياتهم" وحذّروا من حدوث مجزرة بسبب تواصل قصف القوات النظامية واقتراب الجيش السوري من اقتحام المنطقة.
وتضيف الصحيفة أن وسائل الاتصالات التليفونية وخدمات الانترنت مقطوعة في الضاحية ، التي تشهد "تظاهرات حاشدة" تطالب بسقوط النظام في سوريا.
وأبرزت الصحيفة في عددها تصريح مسؤول سوري لوكالة أسوشيتدبرس بأن منطقة بابا عمرو سيتم "تنظيفها" خلال ساعات.
وتحدثت الصحيفة في تغطيتها للشأن السوري عن الأزمة الإنسانية الحادة في المناطق المحاصرة التي تشهد قصفاً من القوات الحكومية ، وتسببت في نقص المواد الغذائية والأدوية والمستلزمات الضرورية.
أما تقرير "الديلي تلجراف" عن الأوضاع الميدانية في سوريا فقال إن القوات الحكومية كشفت طريقا طوله ميل ونصف ميل هي آخر خط إمداد ونقل المصابين في بابا عمرو بينما بذل بعض سكان المنطقة آخر محاولة للفرار قتل فيها أكثر من ستين حسب النشطاء.
ويشير التقرير إلى أن الجيش الحكومي لم يدخل حي بابا عمرو رغم قصفه بلا هوادة.
ورغم أن الصحيفة تنقل عن أحد عناصر الجيش السوري الحر تمكن من الفرار إلى لبنان أن قوات الفرقة الرابعة ، التي يُعتقد أن ماهر الأسد هو قائدها ، والتي تنفذ الهجوم على الحي منيت بخسائر فادحة في الأرواح فإنها تنقل أيضا عن مقاتلين في كتيبة الفاروق في الجيش السوري الحر شكواهم من أن بعض ضباط الكتيبة قد انشقوا.
وتورد "الديلي تلجراف" أن نشطاء المعارضة في بابا عمرو أصبحوا الآن مقطوعين عن العالم الخارجي وتنقل رسالة من أحدهم قبل انقطاع أخبارهم يرد فيها: "سيكون القتل مصيرنا".
مجرد تكتيك
وفي موضوع آخر ، تحدثت " الجارديان" عن قبول كوريا الشمالية صفقة وقف تخصيب اليورانيوم وإجراء تجارب على صواريخ برؤوس نووية والخضوع لتفتيش دولي في مقابل الحصول على مساعدات أمريكية.
وترى الصحيفة أن الصفقة تثير الكثير من الجدل بشأن ما إذا كانت إنجازاً نوعياً في "العلاقات الحساسة" بين بيونج يانج والغرب، أم مجرد تكتيك من زعيمها الجديد كيم جونج أون لتخفيف وطأة أزمة الغذاء الخانقة التي تعاني منها بلاده.
وتنقل الصحيفة عن وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون قولها: "الصفقة تذكير بتحول العالم من حولنا بدءا بثورات الربيع العربي فبزوغ قوى اقتصادية جديدة إلى استمرار خطر "شبكة القاعدة" رغم تشتتها حول العالم وصولاً إلى ما تصفه بالدبلوماسية النووية في شبه الجزيرة الكورية".
صرف الأنظار
الى ذلك ، ذكرت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية أن رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو استمر منذ عام 1996 فى تحذير العالم من إمكانية امتلاك إيران أسلحة نووية ، حتى استطاع الآن وبعد 16 عاما فى حشد الغرب لقضيته ليضع الملف الإيرانى فى صدارة الأجندة الدولية وليصرف الانتباه عن بناء المستوطنات الإسرائيلية "غير الشرعية" فى الضفة الغربية .
ونقلت الصحيفةعن ألوف بين رئيس تحرير صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية قوله " إن نتنياهو نجح فى تحويل الحديث الدبلوماسى إلى الملف الإيرانى بعد أن ركزت الإدارة الأمريكية فى السابق على جهود السلام مع فلسطين ، لتبدو تصريحات نتنياهو بشأن إيران على أنها جهد لصرف الانتباه عن بناء المستوطنات الإسرائيلية فى الضفة الغربية الذى تعارضه واشنطن بنبرة عالية ".
واعتبر بين - فى تقرير للصحيفة على موقعها الإلكترونى اليوم الخميس - أن نتنياهو أجاد عمله فى تغيير أولويات العالم من خلال إطلاق التهديدات ضد إيران . وأوضحت الصحيفة أن نتنياهو منذ توليه فترته الأولى فى منصبه عام 1996 حذر فى خطاب أمام اجتماع مشترك للكونجرس من محاولة إيران امتلاك أسلحة ذرية، وحث الولاياتالمتحدةالأمريكية على وقف تحول الدول الإرهابية إلى دول نووية .
وأشارت الصحيفة إلى التركيز على الاجتماع المقرر يوم الاثنين المقبل لنتنياهو مع الرئيس الأمريكى باراك أوباما فى البيت الأبيض ، خاصة فى الوقت الذي يتم فيه تحقيق قوة دفع للعقوبات الدولية على إيران .. مشيرة إلى أن أمريكا ليس لديها دليل قوى على أن إيران اتخذت قرارا بتصنيع أسلحة نووية وهو ما أوضحه مسئولون أمريكيون من الجيش والاستخبارات .
ولفتت الصحيفة إلى آراء محللين يرون أن نتنياهو يتعامل مع التحدى الإيرانى بحس التاريخ ، معتقدين أنه يقاتل لمنع هولوكوست آخر يتمثل فى تهديد بإبادة للدولة اليهودية على الطريقة الحديثة .. معبرين أن دعم الرئيس الإيرانى محمود أحمدى نجاد لجماعات متشددة تتعهد بتدمير إسرائيل وإنكاره للهولوكوست ، جعلت نتنياهو يجسده على أنه هتلر آخر .