سلم السودان مجلس الأمن شكوى بشأن هجوم شنته جنوب السودان، وبرزت إسرائيل طرفاً يدعم عسكرياً الجنوب في حربه الحدودية مع الشمال. وفي حين طالبت الصين البلدين بحل خلافاتهما بصورة صحيحة وسريعة واتخاذ تدابير ملموسة لضمان سلامة مواطنيها ومؤسساتها، دعت السودان الصين إلى الاستثمار في مجالي التعدين والزراعة .
وأعلنت الخرطوم حسبما ورد بجريدة "الخليج" الإماراتية أن السفير كودجو مينان مندوب توجو الدائم لدى الأممالمتحدة الرئيس الحالي لمجلس الأمن، تسلم شكوى بشأن الهجوم الذي نفذته قوات "الحركة الشعبية-قطاع الشمال" بدعم ومساندة حكومة جنوب السودان واشتركت فيه عناصر عسكرية من حركات دارفور المتمردة تحت ما يعرف ب "تحالف الجبهة الثورية السودانية".
وطالب السفير دفع الله الحاج، الذي سلم الشكوى لرئيس مجلس الأمن، أن يرسل المجلس رسالة قوية وواضحة وسريعة لحكومة جنوب السودان للكف عن دعم حركات التمرد التي تعمل تحت مظلة "الجبهة الثورية السودانية".
وأضاف الحاج أن مجلس الأمن تأخر كثيراً في إرسال مثل هذه الرسائل، وأنه إذا استمر الأمر على هذا المنوال فإن حكومة السودان تحتفظ بحقها في الرد على تلك الحركات التي تعمل على تقويض الأمن والاستقرار والسلام في البلاد، لكن وزير خارجية جنوب السودان نيال دينق نيال نفى الاتهامات التي وجهها السودان لبلاده بدعم الحركات المسلحة.
وقال السفير في تصريحات بمدينة جوبا: "إن جنوب السودان ليس له علاقة بما يدور في السودان"، مضيفاً أن الجنوب بعد أن نال استقلاله يرغب في التعايش السلمي مع دول الجوار.
في غضون ذلك، أعلنت الجبهة الثورية، أنها قتلت 150 من عناصر الجيش السوداني في هجوم على منطقة بحيرة الأبيض الحدودية.
وأكدت مصادر عسكرية سودانية وقوع اشتباكات في المنطقة نافية صحة المعلومات عن حصيلة القتلى في صفوف الجيش . وأكدت مقتل "عدد كبير" من المتمردين خلال هذه المعارك.
وكشف مصدر أمنى سوداني أن القوات المعتدية نفذت اعتداءاتها مدعومة بدبابات "إسرائيلية" تعمل بكاتم صوت ومناظير للرؤية الليلية، وتتجه كتلة نواب جنوب كردفان، لاستدعاء وزير الدفاع الفريق أول عبد الرحيم محمد حسين لاستفساره عن الهجوم الأخير.
من جهته، استبعد عضو المكتب السياسي لحزب المؤتمر الوطني الحاكم في السودان قطبي المهدي، إمكانية تطور المناوشات بين دولتي السودان والجنوب إلى حرب شاملة.
واتهم المهدي الحركة الشعبية باستنزاف السودان في معارك جانبية خدمة لأجندات غربية عامة وأمريكية- “إسرائيلية” على وجه الدقة والتحديد.
من جانبه، قال وزير الخارجية السوداني علي كرتي: "إن السودان سيلتزم بالنهج السلمي لحل الخلافات مع الجنوب عبر المفاوضات، وإن بلاده ستتخذ كافة التدابير الضرورية لحماية سلامة المواطنين الصينيين".
وأضاف كرتي أن التعاون السوداني - الصيني ليس محصوراً على مجال النفط فحسب، "بل هناك مجالات أخرى مثل التعدين والزراعة أيضاً"، وأن بلاده تتطلع إلى تعاون أكثر مع الصين في المجالين إضافة إلى النفط في المستقبل .
وقال كرتى خلال مؤتمر صحفي بمقر السفارة السودانية في بكين: "إن أولويات التعاون بين الصين والسودان في المستقبل طرحناها قبل انفصال جنوب السودان".
وأوضح أن 75 في المائة من البترول المستخرج في الوقت الراهن يوجد في جنوب السودان بينما يوجد نحو 25 في المائة فقط في السودان، وهذا يقتضي المزيد من الاستثمارات.
ونفى كرتي مصادرة النفط قائلاً: "إن الجنوب استخدم منشآت السودان ومعداته وموانئه من دون أن يدفع شيئاً".