حرص وزير الخارجية السيد محمد عمرو، على القيام بزيارة للعيادة الطبية المصرية في جوبا أحد الصروح الشامخة المعبرة عن التضامن بين البلدين والشعبين والتي تم إقامتها بالتنسيق والتعاون بين العديد من الوزارات في مقدمتها وزارة الصحة والصندوق المصري للتعاون الفني مع إفريقيا التابع لوزارة الخارجية . وقد تفقد وزير الخارجية قبيل إقلاع طائرته من جوبا متجهة إلى الخرطوم العيادة الطبية التي يعمل بها العديد من الأطباء المصريين من مختلف التخصصات الطبية بما في ذلك الأطفال والنساء والعيون والرمد بالإضافة إلى معمل التحاليل الطبية الموجود في العيادة .
وتستقبل العيادة الطبية المصرية يوميا ما بين مائتين وخمسين إلى ثلاثمائة مريض من أبناء شعب جنوب السودان كما يتم تقديم الأدوية إلى المرضى المترددين على المستشفى بالمجان .
وبينما كان وزير الخارجية يقوم بجولته في العيادة الطبية مع الوفد المصري المرافق له وبعض المسئولين من جنوب السودان فوجئ بهتافات العاملين في العيادة من الأطباء وأطقم التمريض تدوي " تحيا مصر " وسط حالة من التأثر البالغ بين المصريين بزيارة وزير الخارجية المصري لجنوب السودان وإدراكهم لأهمية جولته غير المسبوقة في دول حوض النيل شريان الحياة لمصر من جانب آخر.
ويشير موفد وكالة أنباء الشرق الأوسط إلى دول حوض النيل إلى أن هتافات المصريين المقيمين في جنوب السودان والتي جاءت تلقائية للغاية مع وصول وزير الخارجية ومرافقيه عكست حالة من التأثر البالغ لتأتى معبرة بصدق عن مشاعر مواطنين مصريين يقيمون بعيدا عن الوطن في مهمة وطنية إنسانية تجاه أبناء شعب شقيق لكنهم في الوقت نفسه يعيشون داخله بقلوبهم وانتمائهم الأصيل .
هذا الموقف التلقائي لم يكن الوحيد الذي يعكس مدى وعى المواطنين المصريين في الخارج وفى الدول الإفريقية خاصة بقضايا وطنهم حيث يشير موفد الوكالة إلى أنه رغم قلة أعداد الجاليات المصرية في بقية دول حوض النيل التي شملتها الجولة والتي لا تتعدى المئات إلا أنهم كلما كانوا يلتقون أحد أعضاء الوفد يسارعون بالتساؤل بجدية ووعى كبيرين عن نتائج زيارة كل دولة في محطات الجولة.
وقد حرص وزير الخارجية وسط هذه الأجواء الوطنية الحماسية في قلب مدينة جوبا على مصافحة الأطباء والعاملين المصريين في العيادة الطبية بجوبا فردا فردا مثنيا على جهودهم ودورهم الكبير في دعم العلاقات بين الشعبين والبلدين الصديقين.