الكويت أ ش أ: أكد مدير إدارة آسيا بوزارة الخارجية الكويتية السفير محمد مجرن الرومي الخميس أن أي عمل منفرد من قبل إيران في حقل "الدرة" سيعتبر خرقا. ولفت الرومي إلي تأكيد وكيل وزارة الخارجية خالد الجارالله علي ضرورة إيجاد مباحثات ثنائية وأخرى ثلاثية تشترك فيها المملكة العربية السعودية في هذا الموضوع ، معربا عن أمله في أن تتجاوب إيران مع المساعي الكويتية وألا تقوم باستخراج النفط واكتشافه في المنطقة المتنازع عليها حرصا على العلاقات بين البلدين. وفي تصريح على هامش مشاركته في العيد الوطني لجمهورية ميانمار الاتحادية، أضاف الرومي أن الكويت مستعدة للمفاوضات، لافتا إلي طرح هذا الموضوع وتم الاتفاق على أن تكون هناك اجتماعات بين الطرفين، غير أن الخروقات الإيرانية مستمرة وهذا لا يخدم العلاقات بين البلدين. وكشف عن تبليغ الإيرانيين بأن هذا الأمر "غير قانوني" كما قدم وكيل وزارة الخارجية مذكرة احتجاج للقائم بالأعمال الإيراني حول هذا التصرف، مؤكدا علي أن الدولتين جارتين لذا يجب أن تقوم العلاقة بينهما على الاحترام المتبادل واحترام سيادة الآخر. وعن رد الفعل الكويتي في حال استمرار ما أسماه بالانتهاكات الإيرانية، قال "نحن دولة تحترم القانون ونطلب من الآخرين احترام القوانين وألا يتعدوا على حقوق الآخرين ، ونحن دولة حضارية نلجأ الى القانون ولا نلجأ الى أمور أخرى ونتمنى من إيران ان تتوقف عن البحث في هذه المنطقة". وأرجعت مصادر مطلعة أسباب التصعيد الإيراني الأخير ضد الكويت ودول خليجية أخرى إلى "الاحتقان الداخلي" الذي تشهده الساحة الإيرانية. وصرحت لصحيفة "القبس" الكويتية أن جهات فاعلة داخل إيران تبرمج الأحداث والاتهامات لتحقيق أهداف وغايات سياسية معينة، مشيرة إلى أن الأسابيع المقبلة ستشهد مواقف إيرانية أكثر تصعيداً لا سيما أن طهران تقترب شيئاً فشيئاً من فقدان حليفها الاستراتيجي في المنطقة وهو النظام السوري. وأكدت المصادر أن الكويت كانت تطالب بحسم ملف الجرف القاري، إلا ان إيران تسعى لإحداث انشقاق في الموقف الخليجي وتحديدا الكويتي السعودي لإبعاد الرياض عن المحادثات المتعلقة بترسيم الحدود. وكان القائم بأعمال السفير الإيراني السيد محمد شهابي قد أشار فى بيان اصدرته السفارة الإيرانية فى الكويت إلى موقف بلاده ، مؤكدا أن إيران قدمت مقترحات وصفها بالايجابية للكويت لبدء عملية التفاوض حول الجرف القاري، خلال زيارة وزير الخارجية الايراني الكويت في شهر أكتوبر/ تشرين الأول الماضي في منتدى الحوار الآسيوي. يذكر أن حصة الكويت من حقل الدرة يصل إلى 10 اضعاف حجم حصة ايران من الحقل، وهو الأمر الذي يشير إلى مدى أهمية الحقل بالنسبة إلى الكويت مقارنة بأهميته لطهران، حيث إن المخزون النفطي في حقل الدرة البحري يبلغ حوالي 11 تريليون قدم مكعب من الغاز الطبيعي ، وفقا لدراسات ومسوحات تمت في هذه المنطقة ، وأن الجزء الواقع بالقرب من الحدود الإيرانية لا يتخطى ال 5 \% من إجمالي الاحتياطي من الغاز في الحقل المكون من عدد من الآبار المنفصلة عن بعضها البعض .