ناجي محمد البطة محلل سياسي وخبير في الشؤون الإسرائيلية، وأحد قيادات حركة المقاومة الفلسطينية "حماس "، شارك في توثيق الجرائم الإسرائيلية وقام بالإعداد لثلاث مجلدات وثقت للحرب على غزة – بإسم معركة الفرقان وحصل على شهادة شكر وتقدير من رئيس الوزراء الفلسطيني إسماعيل هنيه . قال في حواره مع محيط في الذكري الثالثة لحرب غزة ، ان هناك سيناريو جاهز دائما لاجتياح غزة ، لكن أقول أن قطاع غزة لا يوجد لديه شيء يخسره ، وسوف يقاتل كما قاتل سابقاً ، حتى أخر رجل دفاعا عن كرامة الأمة العربية وحق فلسطين في الوجود . وبعمق المحلل وبرؤية المشارك في الحدث ، تحدت عن حرب غزة 2008، وكان هذا اللقاء : بداية ماذا تقول في الذكري الثالثة لحرب غزة ؟ تأتي الذكري الثالثة علي العدوان علي غزة وسط الحملة التحريضية العالمية علي الشعب الفلسطيني، وقطاع غزة بشكل خاص، ومحاولة العدو الصهيوني الاستفراد بشعبنا المناضل، وخاصة في توقيت ما يعرف بأجواء الربع العربي في كل من تونس ومصر وليبيا. كما أننا نعاني حتى اللحظة من جراء العدوان على غزة ، حيث تم تدمير أكثر من أربعة آلاف منزل ما بين تحطيم كامل وتحطيم جزئي واستشهاد أكثر من أربعة آلاف مواطن غزاوي . الحصار مازال مفروض علينا ويتم منع دخول مواد البناء والأغذية ، حيث الزيادة الطبيعية التي يتبجح بها العدو الصهيوني انه يعطيها لنا (المساعدات ، وإعادة الأعمار ) ، فحلال عليهم ان يقدموا مواد بناء في اللاشرعية الاستيطانية ، وحرام علينا حتي الحد الأدنى من مواد البناء اللازمة لعملية الأعمار ، مثل الأسمنت والحديد و"الحصمة" الممنوعة علينا في قطاع غزة . كما ان الشعب الفلسطيني مصمم علي نيل إرادته وأخذ حقه المسلوب ، وان يستمر في طريق الكفاح والنضال ، حتي تحرير فلسطين لانه حق علينا ، حق أجدادنا وأطفالنا ودماء من سبقونا علي أرض هذه البقعة المباركة . وهل الجميع متفقين علي ذلك ؟ لا نزاع بين الجميع في فلسطين علي ذلك ،غزة قدمت غزة ضحت غزة صمدت ، وسوف تظل القضية الفلسطينية حاضرة في وعي الجماهير العربية بفعل الربيع العربي ، ولن يفت في عضدنا كل ما قام به ذلك العدو الغاشم من حرب برية وجوية ، استمرت لثلاثة أعوام ، في أكثر من عشرون يوماً تم قصف أكثر من مليون كيلو جرام من أحدث أنواع المتفجرات في العالم نصفها تقريبا عندما ألقي علي برلين في زمن هتلر سقطت تماماً اثناء الحرب العالمية الثانية ، اما قطاع غزة لم يستسلم ولم يسقط ، لأنه علي يقين بأنه علي موعد مع النصر . كيف نوثق لحرب غزة ؟ التوثيق لحرب غزة هو حق الأجيال القادمة علينا كعرب ومسلمين، نكتب يوميات الحرب ،نكتب مسلسل الأحداث التي تمت ابتدءا من الساعة الحادية عشر والنصف وسبع دقائق يوم السبت السابع والعشرون من ديسمبر كانون الأول من عام 2008 حتي انتهاء الحرب بعد ما يقرب من ثلاث وعشرون يوماً . ويمكن التوثيق ايضا من خلال مقابلة العائلات الفلسطينية في غزة وخاصة عائلة "السموني " في منطقة الزيتون الشرقية ، فهذا حق الأجيال العربية والإسلامية القادمة ، فالضعيف لا يبقي ضعيفا والقوي لا يبقي قوياً . وأقول لصهاينة سوف نثأر لدماء هؤلاء الشهداء وليرحموا أنفسهم وأطفالهم فلن نقبل ان يبقي الشعب الفلسطيني يبكي وتسيل دمائه ،ونقول ان أمريكا لن تدوم والكيان الصهيوني لن يستمر والأمة العربية لن تبقي ضعيفة إلي الأبد . هناك أنباء تقول ان إسرائيل تهدد بحرب جديدة علي قطاع غزة ما هي حقيقة ذلك ؟ قبل حضوري إلي مصر الحبيبة صرح " بني جانتس" رئيس هيئة الأركان العامة في إسرائيل بإن سيناريوهات الحرب علي غزة قادمة ، وموجودة . وتحاول إسرائيل منذ فترة القيام بعملية اجتياح بسيط او محدود كما يقال ، أو سوف تحاول اجتياح كامل او قصف جوي، ولكن أقول أن قطاع غزة لا يوجد لديه شيء يخسره ، وسوف يقاتل كما قاتل سابقاً ، حتى أخر رجل دفاعا عن كرامة الأمة العربية وحق فلسطين في الوجود .