تحيي باكستان اليوم ذكرى مرور أربعة أعوام على اغتيال رئيسة الوزراء المنتخبة ديمقراطيا مرتين رئيسة حزب الشعب الباكستاني الراحلة بي نظير بوتو، والتي ستمر على الأرجح هذا العام كالعادة تاركة العديد من الأسئلة دون إجابة بين الناس والبسطاء من أنصار حزب الشعب حول لغز اغتيالها . كشف الغموض
ورغم المحاكمة الطويلة التي تعقد في محكمة لمكافحة الإرهاب في راولبندي، فإن الناس في سائر أنحاء البلاد مازالوا يتوقون إلى كشف الغموض الذي يكتنف عملية الاغتيال ومازال يحدوهم الأمل في وجود الحكومة التي يقودها حزب الشعب الباكستاني في السلطة للكشف عن الجناة.
ويعرب الكثيرون ومنهم قيادات شديدة الولاء لحزب الشعب الباكستاني والقاعدة الشعبية العريضة للحزب عن استيائهم إزاء اللامبالاة التي تبديها الحكومة وقادة حزب الشعب الباكستاني نحو كشف ذلك اللغز على الرغم من إعلان الحكومة على الملأ في عدة مناسبات أنها توصلت للقتلة الحقيقيين، وسوف تفضحهم في وقت مناسب. وبدأ الاحتفال بالذكرى اليوم بترديد دعاء خاص في المساجد مع صلاة الفجر في سائر أنحاء باكستان ترحما على روح الزعيمة الكارزمية وأول امرأة في العالم الإسلامي شغلت منصب رئيس الوزراء مع الدعاء بالتقدم والازدهار لباكستان.
عطلة عامة فى السند
كما حفلت جميع الصحف ووسائل الإعلام المحلية بالمقالات والبرامج التي تنعي الفقيدة وتعدد مآثرها، وأعلنت حكومة إقليم السند اليوم عطلة عامة على مستوى الإقليم لتمكين الناس من زيارة قبر الزعيمة الراحلة والدعاء لها. وينظم حزب الشعب الباكستاني مؤتمرا شعبيا كبيرا في قرية "جارهي خودا باخش" التي توجد بها مقبرة عائلة بوتو لتأبين زعيمته بينظير بوتو التى لم يتوقف كفاحها طوال حياتها من أجل استعادة الديمقراطية في باكستان. وتم اتخاذ إجراءات أمنية مشددة في القرية لضمان سلاسة تنفيذ البرامج المعدة لإحياء الذكرى السنوية الرابعة لبينظير بوتو، حيث تتوافد عليها قوافل من جميع انحاء باكستان للمشاركة في هذه المناسبة . وتم بهذه المناسبة نشر أكثر من 7 آلاف من رجال الشرطة وميليشيات الرينجرز، والشرطيات ، والغيت الاجازات في جميع اجهزة الامن على مستوى الاقليم .
ويتواجد الرئيس آصف زرداري ورئيس الوزراء يوسف رضا جيلاني ورئيس حزب الشعب الباكستاني بلاوال بوتو زرداري في "جارهي خودا باخش" مع آلاف من قادة ونشطاء حزب الشعب الباكستاني لإستعراض عضلات الحزب والدعم الشعبي في وقت تواجه فيه الحكومة التي يقودها الحزب أوقاتا صعبة بسبب فضيحة "ميموجيت" وغيرها من القضايا التي تنظرها المحاكم.
وصرحت مصادر في حزب الشعب الباكستاني بأن الرئيس زرداري سوف يدلي ببيان سياسى مهم في هذا اللقاء الشعبي الحاشد، يوجه به رسالة قاطعة بأن الحزب لن يستسلم أمام القوى المناهضة للديمقراطية وسوف يواجه كل تحد بقوة الشعب. وقد توافدت مجموعات من القاعدة العريضة لحزب الشعب الباكستاني من جميع أنحاء البلاد إلى "جارهى خودا باخش" وهناك رتب المنظمون مقاعد تكفي حوالي مائة ألف شخص أمام ضريح عائلة بوتو وتم إعلان المنطقة المحيطة بالضريح منطقة حمراء تخضع لأعلى درجة استنفار الأمني.
وقام الرئيس الباكستاني آصف علي زرداري -أرمل بينظير بوتو- الليلة الماضية بزيارة قبر الزعيمة الراحلة ووضع اكليلا من الزهور كما قرأ الفاتحة على روحها، وتلا آيات من القرآن الكريم في مقبرة عائلة بوتو بهذه المناسبة.
كما وضعت صور كبيرة لبينظير بوتو عند المحاور الرئيسية في مختلف أنحاء مدينة ناوديرو -مسقط رأس عائلة بوتو-، كما تم تزيين الطرق المؤدية الى القرية، وفي راولبندي، قامت القيادة المحلية من جميع أجنحة حزب الشعب الباكستاني، وعدد كبير من نشطاء الحزب بزيارة موقع النصب التذكاري في لياقت باغ للترحم وقراءة الفاتحة على روح زعيمتهم التي اغتيلت في هذا المكان يوم 27 ديسمبر 2007.
وبهذه المناسبة وجه الرئيس آصف على زرداري أمس رسالة الى الامة اكد فيها مجددا أن الحكومة عازمة على فضح ومعاقبة المتآمرين ومدبري اغتيال بينظير بوتو، وأضاف أن أفضل طريقة لتكريم بينظير بوتو زعيم حزب الشعب الباكستاني ورئيسة الوزراء الباكستانية السابقة هو الدفاع عن الديمقراطية ومؤسساتها في البلاد، داعيا الشعب إلى تجديد العزم والإصرار على مواصلة بذل الجهود والمساعي لتعزيز الديمقراطية والمؤسسات الديمقراطية في البلاد.
إحباط المؤامرات ضد الديمقراطية
وحث زرداري كافة القوى الديمقراطية على إحباط المؤامرات ضد الديمقراطية والمؤسسات الديمقراطية في البلاد، وأشار إلى أن بينظير بوتو انتخبت أول وأصغر رئيسة وزراء لدولة إسلامية في العصر الحديث. كما وجه رئيس الوزراء الباكستاني يوسف رضا جيلاني رسالة بمناسبة إحياء الذكرى الرابعة لاستشهاد بينظير بوتو قال فيها إن زعيمة حزب الشعب الباكستاني ورئيسة الوزراء الباكستانية السابقة كانت تجسيدا حيا للشجاعة والتصميم وقد واصلت نضالها ضد الاضطهاد والظلم إلى أن قضت نحبها. وأضاف جيلاني أن بينظير بوتو كانت ثابتة في عزمها ولديها الإيمان الكامل بالشعب الباكستاني، وأن بينظير سارت على خطى والدها ذوالفقار علي بوتو مؤسس حزب الشعب الباكستاني ورئيس الوزراء الباكستاني الأسبق وواصلت مساعيها ونضالها لإعادة الديمقراطية وتعزيزها في البلاد. وقال جيلاني إن بينظير بوتو كانت امرأة شجاعة وقفت دائما إلى جانب الشعب وحماية حقوقه بالرغم من التهديدات على حياتها. تجدر الاشارة الى أن رئيسة الوزراء الباكستانية السابقة والزعيمة المعارضة بينظير بوتو اغتيلت في السابع والعشرين من ديسمبر 2007 بعد فترة قصيرة من عودتها من منفاها الاختياري في هجوم انتحاري اسفر عن مقتل 20 شخصا آخرين على الاقل في ختام تجمع انتخابي في راولبندي القريبة من اسلام اباد، وذلك قبل اسبوعين من انتخابات تشريعية مقررة.