إسلام أباد : نفت الحكومة الباكستانية اليوم الاثنين ما تردد بشأن اعلان الرئيس آصف زرداري وجود صفقة سرية مع الرئيس السابق برويز مشرف ، للحد من نشوب جدل سياسي جديد في باكستان. ونقلت جريدة "الشروق" القطرية عن المتحدث باسم الرئيس الباكستاني نفيه ما ورد في الصحافة الباكستانية حول اعتراف الرئيس زرداري بوجود صفقة سرية تدخلت فيها أطراف داخلية وخارجية تمنع محاكمة الرئيس السابق الجنرال المتقاعد برويز مشرف والتي مكنته من مغادرة باكستان بعد تنازله عن منصب رئاسة الجمهورية. وكانت تصريحان نسبت إلى الرئيس زرداري تكشف أن الرئيس السابق برويز مشرف استقال من منصبه بموجب صفقة أبرمت معه ضمنتها قوى دولية ومحلية. وقال إنه كان جزءا منها وشارك في إبرام الصفقة ، والتي تمنع من محاكمة مشرف بتهمة الخيانة العظمى بموجب الصفقة الموقعة معه. ويصر زعيم المعارضة نواز شريف رئيس حزب الرابطة الاسلامية الباكستانية على ضرورة محاكمة برويز مشرف لخرقه بنود الدستور وفرضه حالة الطوارئ في 3 نوفمبر/تشرين الثاني سنة 2007. وهدد شريف بتنظيم مسيرة كبرى من لاهور إلى إسلام أباد لإجبار الحكومة على محاكمة مشرف. يذكر انه فى 31 يوليو/تموز، قضت المحكمة الباكستانية العليا بأن قرار مشرف فرض قانون الطوارئ، وفصل العشرات من كبار القضاة عام 2007 هو امر غير دستورى. وكان مشرف قد اعلن استقالته في 18 اغسطس/اب عام 2008 خلال خطاب متلفز وذلك بعد أن هدد الائتلاف الديمقراطي الحاكم في باكستان بإقالته. وفي بلاد عرفت ماضيا طويلا من الأنظمة الديكتاتورية العسكرية، تسلّم برويز مشرف مقاليد الحكم عقب انقلاب عسكري دموي في العام 1999 أطاح رئيس الوزراء آنذاك نواز شريف. وردد مشرف عدة مرات خلال خطابه أنه كان يفكر على الدوام "في مصلحة باكستان أولا". وكانت شعبية برويز مشرف هبطت بشكل حاد عام 2007 بعد محاولته إقالة القضاة الذين حاولوا معارضة حكمه. ولعل أبرز ما سيحفظه التاريخ من سيرة برويز مشرف تعزيز التعاون مع الولاياتالمتحدة وموافقته على المطالب الأمريكية بالسماح باستخدام الأراضي الباكستانية في العدوان علي أفغانستان التي رفضت تسليم الشيخ أسامة بن لادن بعد اتهام أمريكا له بتفجيرات نيويورك وواشنطن في الحادي عشر من سبتمبر2001.