أنقرة : أعلنت تركيا إلغاء مناورات "صقر الاناضول" الجوية التي كان مقررا ان تشارك فيها إسرائيل، بالإضافة إلى طائرات الولاياتالمتحدة وايطاليا وطائرات أواكس التابعة لحلف شمال الأطلسي "الناتو". وقالت وسائل الاعلام التركية إن المناورات الجوية كان من المقرر ان تجري في القاعدة الجوية بمدينة قونيا وسط تركيا ما بين 12 و24 من الشهر الجاري، دون ذكر تفاصيل عن سبب الإلغاء . ونقلت جريدة "الخليج" الإماراتية عن مراقبين بأنه يتماشى مع سياسة تركيا الجديدة حيال الشرق الأوسط وأنها رسالة ضمنية جديدة لإسرائيل بعد الغارات الوحشية التي قامت بها على قطاع غزة والمشادة الكلامية التي دارت بين رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوجان والرئيس الاسرائيلي شيمون بيريز في منتدى دافوس، لتغيير موقفها من قضية فلسطين . ونقل موقع "أخبار العالم" التركي عن مراقبين سياسيين أن دافع أنقرة الرئيسي وراء إلغاء المناورات هو الحيلولة دون تطبيق الاتفاق العسكري القائم بين تركيا وإسرائيل، والذي يسمح للطائرات الإسرائيلية بالقيام بطلعات تدريبية في الأجواء التركية في إطار مناورات نسر الأناضول الدولية، وبمعنى آخر فإن قرار إلغاء المشاركة الدولية برمتها في المناورات يعد "مناورة تركية لإلغاء المشاركة الإسرائيلية دون إثارة أزمة مع تل أبيب". وحاول الناطق باسم السفارة الإسرائيلية لدى أنقرة عميد زاروك التخفيف من وطأة دلالة القرار بقوله إنه: "لا يشمل إسرائيل فقط، بل أيضا بقية دول حلف الناتو"، مشيرا إلى أنه "من غير المعروف في الوقت الحاضر إذا ما كان قرار الإلغاء سيكون ساريا في الأعوام القادمة أيضا أم لا". ورأى مراقبون للشأن التركي أن قرار إلغاء مناورات "نسر الأناضول" يعد "رسالة احتجاج" من أنقرة على ممارسات تل أبيب العدوانية في الأراضي الفلسطينية، وبخاصة في القدس والمسجد الأقصى المبارك. يذكر أن مناورات "نسر الأناضول" التي بدأت عام 2001 في عهد الائتلاف الحكومي العلماني بزعامة بولنت أجاويد بعد شهور قليلة من اندلاع الانتفاضة الفلسطينية الثانية أثارت سخطا في صفوف الشعب التركي، وكان من بين المحتجين بشأنها حزب العدالة والتنمية ذو الجذور الإسلامية (الحاكم حاليا) والذي كان وقتها في صفوف المعارضة.