يرى مراقبون سياسيون أن العلاقات المصرية الأمريكية على مشارف مرحلة جديدة، تستند إلى رغبة الإدارة الامريكية الجديدة برئاسة الرئيس دونالد ترامب في تعزيز التعاون والعلاقات الثنائية مع مصر، باعتبارها الدولة الأهم والأكبر سكانا في المنطقة، ورغبة الجانبين في حسم عدد من الملفات بين القاهرةوواشنطن، أهمها مسار العلاقات الثنائية بين البلدين، بالإضافة إلى موقف الإدارة الأمريكية من القضية الفلسطينية والملف السوري. زيارة مرتقبة للرئيس عبد الفتاح السيسي للولايات المتحدةالامريكية مازالت في طي الإعداد يناقش ملامحها وزير الخارجية سامح شكري خلال زيارته الحالية للولايات المتحدةالامريكية والتي تستمر على مدى يومين، إلى جانب مباحثات ثنائية هامة يجريها مع العديد من كبار المسئولين الامريكيين في العاصمة واشنطن، من بينهم وزير الخارجية ريكس تليرسون، ومستشار الأمن القومي الأمريكي هيربرت ريموند ماكماستر، وعدد من المسئولين بإدارة الرئيس ترامب، ونواب بالكونجرس الأمريكي، بالإضافة للقاءات أخرى. تطور إيجابي منتظر في العلاقات المصرية الامريكية التي شابها الفتور خلال تولى ادارة الرئيس باراك اوباما الحكم، وهذا التطور في العلاقات لا يعني بالضرورة الاتفاق المطلق بين وجهتي النظر المصرية والأمريكية بشأن القضايا الدولية والإقليمية، وإنما يعني التفاهم خاصة في ظل تعهد القيادتين بمحاربة الإرهاب والتطرف والقضاء عليهما". وترجع العلاقات المصرية الأمريكية لفترات طويلة من الزمن وإن كانت قد تأرجحت بين تقارب وتباعد ، فقد شهدت تطورا كبيرا خلال العقود الثلاث الأخيرة من القرن العشرين من خلال التعاون في كافة المجالات السياسية والاقتصادية والعسكرية، حيث عملت دبلوماسية الدولتين على إيجاد إطار مؤسسي يتسم بصفة الاستمرارية وهو ما أطلق عليه الحوار الاستراتيجي، لتحقيق التفاهم بين البلدين بمعزل عن التفاصيل اليومية لإدارة العلاقات بين القاهرةوواشنطن ،لكنها مرت بفترة من الفتور في السنوات الثماني الأخيرة. وتعد زيارة شكري لواشنطن فرصة لتبادل وجهات النظر حول قضايا السلام ومكافحة الإرهاب، وفتح قنوات اتصال مباشرة مع الإدارة الامريكية الجديدة، وهي الزيارة الثانية التي يقوم بها وزير الخارجية المصري لأمريكا بعد الانتخابات الرئاسية هناك في 20 نوفمبر الماضي، حيث قام بزيارتها في شهر ديسمبر الماضي وكانت في المرحلة الانتقالية للإدارة الامريكية قبل تولي الرئيس ترامب زمام السلطة. وتتيح هذه الزيارة الفرصة لتبادل الآراء ووجهات النظر حول العديد من الملفات التي تهم الجانبين، والتي تطرح مصر فيها رؤيتها لشكل العلاقة مع الإدارة الامريكية الجديدة، وشكل العلاقات الثنائية بكافة جوانبها، وكذا رؤية الجانبين للأوضاع الاقليمية وقضايا المنطقة، و تحركات السياسة الخارجية المصرية ومحاورها خلال الفترة الراهنة، ورؤيتها لقضايا المنطقة في إطار سعى وحرص مصر على تحقيق السلام والتعامل مع الأوضاع والتحديات المختلفة. وكان وزير الخارجية، قد أشار خلال كلمته أمام لجنة العلاقات الخارجية بالبرلمان، أن العلاقات المصرية الأمريكية على مشارف مرحلة جديدة في ظل إدارة الرئيس ترامب، والتي تعد فرصة لتحسين الأوضاع التي كانت قد شهدت تذبذبا في الفترة الماضية، مؤكدًا أن علاقة مصر بالولايات المتحدة علاقة استراتيجية تحكمها المصالح والمنافع المتبادلة من منطلق حرية القرار المصري، خاصة بعد ثورة 30 يونيو التي عبر فيها الشعب المصري عن إرادته وتقرير مصيره بنفسه، وأن التشاور بين البلدين يأتي ترجمة للعلاقات الاستراتيجية و تعزيزا لسبل التعاون المثمر بينهما.