دمشق : اعلن المرصد السوري لحقوق الانسان مقتل 27 جنديا في اشتباكات مع منشقين في درعا جنوب البلاد فجر اليوم الخميس ، في الوقت الذي دعا فيه بان كي مون الأمين العام للأمم المتحدة، المجمتع الدولي الي التحرك بشأن سوريا . واضاف الأمين العام أمام الصحفيين في نيويورك "ان أكثر من 5000 شخص لقو حتفهم في سوريا، وهو أمر لا يمكن أن يستمر".
وقال "باسم الانسانية، فقد حان الوقت للمجتمع الدولي لفعل شىء".
قتل المدنيين
وعلي الصعيد الميداني ، اعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان مقتل 27 جنديا في اشتباكات مع منشقين في درعا جنوب البلاد فجر اليوم .
واضافت الجماعة ومقرها بريطانيا ان المنشقين قاتلوا قوات مؤيدة للرئيس بشار الاسد في موقعين بمدينة درعا نفسها وايضا عند نقطة تفتيش عند مفترق طرق خارج المدينة.
ودعت منظمة "هيومن رايتس ووتس" الحقوقية للتحقيق مع وزير الدفاع ورئيس الأركان وقادة الاستخبارات السوريين بتهمة التورط في قتل مدنيين.
ونشرت المنظمة الحقوقية الأمريكية أسماء 74 مسئولا سوريا وتتهمهم بقتل وتعذيب المدنيين وطالبة بإحالتهم الى الجنائية الدولية.
ويأتي ذلك في الوقت الذي اعلنت فيه الهيئة العامة للثورة السورية إن عدد القتلى المدنيين الذين سقطوا الأربعاء برصاص قوات الأمن بلغ 35 بينهم عشرة في محافظة حماة التي تتعرض لحملة اقتحامات واسعة من جانب القوات الحكومية في محاولة للسيطرة على احدى بؤر المظاهرات المطالبة برحيل نظام الرئيس بشار الأسد. وكان المرصد السوري لحقوق الإنسان قد أكد في وقت سابق الأربعاء سقوط خمسة قتلى على الأقل في حماة برصاص القوات الحكومية، بينما قُتل ثمانية جنود حكوميين في هجوم شنه منشقون عن الجيش، كما قتل شخص في درعا وأصيب ثلاثة من الجنود المنشقين عن الجيش في اشتباكات وقعت في قرية اللجات.
وكانت مفوضية حقوق الانسان في الأممالمتحدة حضت مجلس الامن على احالة ملف القمع في سوريا الى المحكمة الجنائية الدولية.
وقالت نافي بيلاي مفوضة حقوق الانسان في الأممالمتحدة ان اكثر من 5 آلاف شخص قتلوا و14 الفا اعتقلوا و12 الفا قد فروا إلى الدول المجاورة منذ بدء الانتفاضة السورية في مارس/ آذار الماضي.
تدخل عسكري
وعلى الصعيد الدبلوماسي ، أعلن وزير الخارجية التركي أحمد داوود أوغلو إن تركيا لم تتلق إشارات إلى أن وجود خطط للتدخل عسكريا في سوريا، مضيفا أن الحكومة السورية لم تتخل عن السياسات العنيفة ضد شعبها ولم تطلق عملية إصلاح.
وأعرب داوود أوغلو عن القلق من استخدام النظام السوري العقاب الجماعي وقوة السلاح ضد مطالب الشعب بالديمقراطية والحرية وحقوق الإنسان، لافتا إلى أنه كان من الضروري اتخاذ إجراءات ضد النظام السوري تمثلت بالعقوبات التي أعلنت عنها تركيا الشهر الماضي.
وأكد داوود أوغلو على حرص بلاده على الوحدة الوطنية السورية ووحدة الأراضي وإرساء الأمن والاستقرار.
وقد سبق لوزير الخارجية التركية أن أعلن أن تركيا لا تريد التدخل في شؤون سوريا الداخلية، لكنها لا تستطيع أن تقف مكتوفة الأيدي إذا تعرض الأمن الإقليمي للخطر. فيما عبر الرئيس التركي عبد الله غول عن أسفه لما يجري في سوريا، مشيراً إلى أن بلاده ليست لديها أي أجندة خفية فيما يتعلق بالشأن السوري، وكل ما تريده أن تصبح سوريا بلداً هادئاً ومستقراً.
وقد وصفت الولاياتالمتحدة الأربعاء حكومة الرئيس السوري بشار الأسد بأنها تلفظ أنفاسها الأخيرة، ودعت كلا من روسيا والصين والهند إلى وضع السياسة جانبا والوقوف مع الغرب لاتخاذ تحرك ضد النظام السوري.
وقال المنسق الخاص لشؤون الشرق الأوسط في وزارة الخارجية الأمريكية فريدريك هوف في جلسة استماع في مجلس النواب حول السياسة الأمريكية بشأن دمشق إن من الواضح أن نظام الأسد، الذي تقوم قواته الأمنية بحملة قمع ضد المتظاهرين منذ أشهر، لن يبقى. وأضاف أنه "من الصعب توقع المدة التي لا تزال أمام" النظام السوري.
الحدود السورية اللبنانية
هذا وقد أصيب 10 أشخاص، ثمانية سوريون ولبنانيان بينهم طفل في التاسعة، برصاص الجيش السوري الأربعاء في مناطق حدودية بين سوريا ولبنان في حادثين منفصلين، ونقلوا إلى مستشفيات لبنانية، بحسب ما أفاد مسؤول محلي ومصدر طبي لبناني.
وقال عضو بلدية عرسال ذات الغالبية السنية في البقاع بكر الحجيري شرق لوكالة الصحافة الفرنسية إن "دورية سورية كانت داخل الأراضي اللبنانية، أطلقت النار في محيط منطقة خربة داود في خراج بلدة عرسال فجرا، وأصابت شابين شقيقين". وأوضح الحجيري أن الشابين نقلا إلى مستشفى بلدة شتورة حيث أجريت لهما عمليات جراحية وأن "وضعهما مستقر الآن".
كما أفاد مصدر طبي لوكالة الصحافة الفرنسية أن ثمانية سوريين من مدينة القصير الحدودية، بينهم طفل في التاسعة وفتاة في ال 16، أصيبوا برصاص الجيش السوري وجرى نقلهم إلى لبنان. وأوضح المصدر أن الجرحى الخمسة نقلوا عبر الحدود إلى بلدة عرسال، ومنها الى مستشفيات في عكار شمال لبنان. ووقعت خلال الأشهر الماضية عدة عمليات توغل للجيش السوري في اراض لبنانية من جهتي الشمال والشرق تخللها إطلاق نار أسفر عن مقتل عدد من الأشخاص احدهم سوري متزوج من لبنانية ومقيم في بلدة عرسال. وأثارت هذه العمليات انتقادات من المعارضة اللبنانية المناهضة لدمشق ومن دول غربية والأممالمتحدة. كما اقدم الجيش السوري في الأسابيع الماضية على زرع ألغام في مناطق حدودية مع وادي خالد شمال والبقاع. وتمتد الحدود اللبنانية السورية على طول 330 كيلومترا وهي غير مضبوطة تماما، كما أن فيها نقاطا عديدة لم يتم ترسيمها منذ استقلال لبنان في العام 1943.
وينقسم اللبنانيون اجمالا بين مؤيدين للنظام السوري ومعظمهم من قوى الثامن من آذار وابرز أركانها حزب الله، ومؤيدين للمحتجين السوريين ومعظمهم من قوى 14 آذار المناهضة لدمشق وابرز اركانها رئيس الحكومة السابق سعد الحريري.