كابول : حذرت حركة طالبان حكومة كوريا الجنوبية من مغبة إرسال قوات إلى أفغانستان بعد ساعات من إعلان سول عن خطة حكومية تتضمن إرسال 350 جندياً لتعزيز أفراد بعثتها العاملة ضمن عمليات إعادة الإعمار هناك . ونقلت شبكة "سي ان ان" الإخبارية الأمريكية عن طالبان القول في بيان لها إن الحكومة الكورية بهذا القرار تكون قد "نقضت العهد" الذي قطعته سول بموجب "صفقة" مع طالبان قبل عامين لإطلاق سراح مجموعة من الرهائن الكوريين. وأضاف البيان " على حكومة كوريا الجنوبية احترام تعهد قطعته على نفسها قبل عامين، أو الاستعداد لمواجهة عواقب سيئة"، مشيراً إلى أن سول اتخذت هذه الخطوة لإرضاء الولاياتالمتحدة . وتابع البيان : "تعد إمارة أفغانستان الإسلامية هذا الإجراء من جانب سول منافياً للسيادة الوطنية لأفغانستان وتعتبره خطوة معادية للأفغان ومن جهة أخرى تعده محاولة مشينة بخلاف تلك المعاهدة التي أبرمتها كوريا عام 2007 لخلاص ونجاة 19 شخصاً من أتباعها الذين أسرتهم قوات الإمارة الإسلامية في ولاية غزني". وأشار البيان إلى تعهد حكومة كوريا الجنوبية آنذاك تعهداً قاطعاً بأن تخرج جنودها من أفغانستان ولا تسعى لإرسال الجنود إليها مستقبلاً. وأضاف " الآن حين تنقض جمهورية كوريا الجنوبية عهدها مع إمارة أفغانستان الإسلامية وتجعل استقلال الأفغان تحت أقدامها ومن أجل إرضاء أمريكا تعادي الأفغانيين ، نعتقد بأنه قرار غير صائب لمسئولي هذا البلد، وعمل غير أخلاقي ومشين ونقض كبير للعهد على مستوى الحكومة". واختتمت طالبان البيان قائلة :" توضح إمارة أفغانستان الإسلامية لمسئولي جمهورية كوريا الجنوبية أنهم بإرسال الجنود إلى أفغانستان ونقض عهدهم فليستعدوا للعواقب السيئة لهذا العمل حيث لابد أن يواجهوها وأن الإمارة الإسلامية لن تتعامل بالليونة مستقبلاً". جاء هذا التحذير بعد قليل من إعلان الحكومة الكورية الجنوبية في وقت سابق الأربعاء عن خطة لإرسال 350 جندياً بالإضافة إلى طائرات عمودية وطائرات بدون طيار لمساعدة الجهود التي تقودها الولاياتالمتحدة لمحاربة طالبان وإعادة إعمار أفغانستان في الفترة من منتصف عام 2010 حتى نهاية عام 2012. ونقلت وكالة "يونهاب" الكورية الجنوبية للأنباء عن مسئولين بوزارة الدفاع إن المروحيات ستكون مزودة بأجهزة مضادة للصواريخ كما أن الطائرات بدون طيار ستستخدم لأغراض الاستطلاع عندما تبدأ القوات مهمتها في مقاطعة "بروان" شمالي العاصمة الأفغانية كابول في الأول من يوليو/ تموز من العام المقبل. كما نقل موقع "راديو كوريا الدولي" أن هؤلاء الجنود ستكون مهمتهم الأساسية توفير الحماية للبعثة الكورية المتواجدة في أفغانستان حالياً، والتي تضم 140 فرداً، حيث تتولى البعثة المؤلفة من 100 مدني و40 ضابط شرطة المشاركة في عمليات إعادة الإعمار في نفس المقاطعة الأفغانية. وأضاف الراديو الكوري أن ذلك القرار جاء في سياق الاستجابة لمتطلبات داخلية بالإضافة إلى الدعوات الدولية المتزايدة لكوريا كي تلعب دوراً أكبر على الساحة العالمية يتناسب مع وضعها وقدراتها ، معتبراً أن القرارسيعمل على ترسيخ مكانة كوريا على الساحة الدولية. إلا أنه أشار إلى أن تصديق البرلمان الكوري الجنوبي على الخطة الحكومية قد يتعرض ل"صعوبات جمة" نظراً لأن العديد من أحزاب المعارضة كانت قد أعربت عن رفضها لإرسال قوات إلى أفغانستان. واضطرت سول إلى سحب بعثتها السابقة من أفغانستان والتي كانت تضم نحو 200 شخصاً بينهم عسكريون وأطباء ومهندسون بعد قيام مسلحي طالبان باختطاف حافلة كانت تقل 21 كورياً لقي اثنان منهم مصرعهما ، بينما أطلقت طالبان سراح الباقين بموجب اتفاق مع الحكومة الكورية.