واشنطن: بعد نفى الرئيس السوري بشار الأسد إصدار أوامر لقواته بقتل المتظاهرين السلميين ، وصف الناطق باسم الخارجية الامريكية مارك تونر الرئيس الأسد بانه اما منفصل عن الواقع او مجنون. وجاء موقف الخارجية الامريكية ردا على مقابلة اجرتها محطة "اي بي سي" الامريكية مع الاسد قال فيها بانه غير مسؤول عن قتل المئات من السوريين منذ اندلاع الاحتجاجات والمظاهرات المطالبة بتنحيه عن الحكم.
واضاف تونر ان الولاياتالمتحدة ترى ان الاسد فقد شرعيته وعليه التنحي دون نقاش .
كما فند البيت الابيض قول الرئيس الاسد بانه غير مسؤول عن اعمال القتل، حيث قال الناطق باسم البيت الابيض جاي كارني ان انكار الرئيس السوري بشار الاسد بانه لم يصدر اوامر بقتل الاف المتظاهرين "يفتقر الى المصداقية".
واضاف ان "الولاياتالمتحدة وعددا من الدول الاخرى في العالم التي اجمعت على ادانة العنف الفظيع في سوريا الذي ارتكبه نظام الاسد، تعرف بالضبط ما الذي يحدث ومن المسئول عنه".
وكان الاسد قد قال في مقابلة نادرة له مع محطة تلفزيون امريكية منذ اندلاع الاحتجاجات في سوريا "إنه لم يصدر أوامر باستخدام العنف الدموي ضد المتظاهرين ضد نظام حكمه ولا يشعر بالذنب من جراء ما حصل".
وأكد إن الجيش وقوى الأمن تتبع الحكومة وأنه عمل ما بوسعه لحماية شعبه.
وقال لمراسلة القناة إن "أي عمل وحشي ارتكب كان فعلا فرديا لا مؤسساتيا، هناك فرق بين وجود سياسة قمع وبين ارتكاب بعض المسؤولين اخطاء، والفرق شاسع بين الحالتين".
وأضاف ان معظم الذين قتلوا في الأحداث هم من المؤيدين له ومن قوات الجيش، وشكك في التقارير التي تتحدث عن القمع الوحشي للتظاهرات وأن قوات الأمن تجري عمليات اعتقال من منزل الى منزل تشمل حتى الأطفال.
وأصر الأسد على أن "عناصر إرهابية ومتطرفة دينيا" اندست بين المتظاهرين.
اعترف الأسد أن عناصر من الجيش "ذهبوا بعيدا" في سلوكهم، ولكنه قال انهم عوقبوا بسبب ذلك.
ونقلت "ايه بي سي" عن الاسد قوله "نحن لا نقتل شعبنا، ليس من حكومة في العالم تقتل شعبها، الا اذا كانت تحت قيادة شخص مجنون".
كما شكك الأسد بمصداقية تقارير الأممالمتحدة التي تقول ان الحكومة السورية "ارتكبت جرائم ضد الإنسانية"، ووصف عضوية سوريا في المنظمة الدولية بأنها "لعبة نلعبها".
وكانت الأممالمتحدة قد قدرت عدد القتلى الذين سقطوا جراء أحداث العنف في سوريا بأنه تجاوز الأربعة آلاف.
وشكك الأسد أيضا في هذه التقديرات تحدث عن مقتل 1100 جندي وشرطي سوري.
وقال الرئيس السوري إن حكومته تمضى قدما في اصلاحات ولكنه قال صراحة "لم نقل ابدا اننا بلد ديمقراطي".
اعطاء فرصة
من ناحية أخرى، يقول نشطاء سوريون إن نحو الربع فقط مما يزيد على 4500 قتيل سجلوهم خلال الاحتجاجات المستمرة منذ تسعة أشهر ينتمون إلى قوات الأمن.
وحظرت سوريا دخول معظم وسائل الإعلام الأجنبية إلى أراضيها مما يجعل التحقق من الأحداث من مصادر مستقلة أمرا صعبا، حسب ما ذكرت وكالة أنباء رويترز.
وقد هددت الجامعة العربية بفرض عقوبات على سوريا إذا لم تنسحب القوات بشكل يمكن التحقق منه من المدن والبلدات وتبدأ الحكومة حوارا سياسيا مع المعارضة .
وتدعو القوى الغربية الكبرى وتركيا والأردن المجاورتين الأسد إلى التنحي. ودعت كل من روسيا والجزائر إلى منح خطة السلام التي اقترحتها الجامعة العربية ما يكفي من الوقت. وأشار وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف إلى أن المبادرة التي أعلنتها الجامعة العربية لحل الأزمة في سوريا تحتاج بعض الوقت لتؤتى ثمارها كما حدث للمبادرة الخليجية باليمن التي استغرقت أشهرا للتوصل إلى اتفاق بشأنها. وقال للصحفيين بعد حضور اجتماع في ليتوانيا لمنظمة الأمن والتعاون في أوروبا "هناك حاجة لممارسة نفس القدر من الصبر ونفس القدر من المسؤولية فيما يتعلق بخطة الجامعة العربية في سوريا". وقال وزير الخارجية الجزائري مراد مدلسي لأعضاء في البرلمان الفرنسي في باريس إن سوريا "تجد نفسها اليوم في أجواء تشبه ما يحدث قبل الحرب الأهلية".
وقال: "نحن اليوم في وضع نمارس فيه ضغوطا على الحكومة السورية ومن ناحية أخرى نتحدث مع المعارضة لتهيئة الظروف للحوار." وأضاف "خارج هذا الحوار لن يحدث الانتقال. علينا أن نعطي الفرصة كاملة لهذه المبادرة العربية."
سقوط قتلى ميدانيا ، قالت الهيئة العامة للثورة السورية إن أربعة أشخاص قتلوا في حمص جراء تعرضهم للتعذيب كما قالت لجان التنسيق المحلية إن 15 مدنيا قتلوا برصاص قوات الأمن السورية في حمص وأن مدينة سراقب بمحافظة ادلب محاصرة وتعرضت لقصف من مدرعات الأمن وتم قطع التيار الكهربائي عن المدينة كما تقوم قوات الأمن بحملة مداهمات واعتقالات في مدينة التل بريف دمشق.
كما اقتحم الجيش بلدات كفر تخاريم وكفر نبل وخان شيخون بمحافظة ادلب وجرح عدد من الأشخاص أثناء اقتحام الجيش بلدتي كفر زيتا ومورات وقد وقعت اشتباكات في خان شيخون بمحافظة ادلب بين قوات الجيش ومنشقين.
وفي مقابلة مع راديو "سوا" الأمريكي، قالت خولة يوسف، الناشطة السياسية السورية تعليقاً على تصريحات الأسد الأخيرة.
" الجيش السوري ليس مؤسسة مستقلة ولا النظام الأمني في سوريا هو مؤسسة مستقلة. لا شيء في سوريا يخضع لقواعد المؤسسات المستقلة كما نعرف هذا في العالم الحر. لذلك لا يستطيع بشار الأسد الآن أن يقول أنه غير مسؤول. نحن نعرف أيضا أنه أعطى أوامر مباشرة بالنسبة لمدينة حمص أن تهدم وأنه غير مهتم أن تهدم عن بكرة أبيها ولأنه سيعيد بناءها بعد ذلك ".
وأشارت الناشطة خولة يوسف إلى أن عودة السفيرين الأمريكي والفرنسي إلى دمشق تأكيد على دعم حكومتيهما للثورة السورية، وقالت: "وجود السفير الأمريكي ووجود السفير الفرنسي أو وجود حتى سفراء عرب أو سفراء أجانب آخرين في سوريا هو ضغط على النظام .
وأنا أتمنى أن تنقل كل البعثات الديبلوماسية في سوريا مقراتها أو على الأقل تضع مندوبين عنها في المدن مثل مدينة حمص أو المدن التي نحن نعرف أن هناك استعداد للهجوم عليها وإبادتها".