كابول: أعلنت الشرطة الأفغانية اليوم الخميس مقتل 8 مدنيين جراء سقوط قذيفة أطلقتها قوات حلف شمال الأطلسي(الناتو) على منزل بولاية هلمند (جنوبأفغانستان) ، فيما تتواصل التظاهرات المنددة بمقتل مدنيين في غارات للقوات الدولية. ونقلت قناة "الجزيرة" الإخبارية عن حاكم ولاية هلمند قوله:" قوات الناتو شنت هجمات ردًا على استهداف قاعدة عسكرية أمريكية في ولاية خوست ، فاطلقت قذيفة سقطت على منزل فيه نساء وأطفال". وأضاف الحاكم:" القذيفة قتلت 8 من عائلة واحدة وأصابت شخص جميعهم فلاحين ولا ينتمون لحركة طالبان". في ذات السياق ، تتواصل المظاهرات في هلمند وولاية لاغمان وولاية كونار احتجاجا على الغارة التي كانت القوات الدولية العاملة في البلاد قد شنتها يوم الأحد الماضي على قرية غازي خان في إقليم كونار وأسفرت عن مقتل 10 مدنيين، بينهم 8 أطفال. وكانت الغارة المذكورة، والتي استهدفت القرية الواقعة في منطقة نائية شرقي البلاد، قد زادت من حدَّة التوتر بين الحكومة الأفغانية والقوات الغربية العاملة في إطار حلف شمال الأطلسي "الناتو" بأفغانستان. ففي الوقت الذي اعتبر الناتو الغارة "معركة سقط فيها تسعة مسلحين"، أدان الرئيس الأفغاني حامد كرزاي الغارة وأكَّد "أن مقتل المدنيين حصل خلال عمليات عسكرية شرقي كونار." وذكر بيان صادر عن مكتب كرزاي أن التقارير الأولية تشير إلى أن المدنيين قُتلوا في "سلسلة من العمليات التي شنَّتها القوات الدولية". وأضاف البيان قائلا: "إن الرئيس يدين بقوة العملية التي أسفرت عن مقتل المدنيين، وقد قام بتعيين لجنة للتحقيق بالحادث". ومن جانبه ، دعت قوات الناتو أمس الأربعاء إلى تشكيل لجنة تحقيق مشتركة مع السلطات الأفغانية للتحقيق بمزاعم سقوط مدنيين في الغارة. وجاء في بيان صادر عن الناتو أن قوة مشتركة من الحلفاء والجيش الأفغاني دخلت القرية المذكورة في منطقة نارانج بغرض البحث عن مجموعة من المسلحين. وأضاف البيان قائلا: "في الوقت الذي دخلت فيه القوة المهاجمة المشتركة القرية، أُطلقت عليها النيران من عدة مبانٍ، فكان أن ردَّت على مصادر النيران وقتلت تسعة أشخاص." يُشار إلى أن العلاقة بين كرزاي والغرب شابها التوتر مؤخرا، لا سيما في أعقاب الانتخابات الرئاسية التي شهدتها البلاد في شهر أغسطس/آب الماضي، والتي اتُّهمت فيها إدارة كرزاي بالتزوير. كما يتعرض كرزاي أيضا لضغوط شديدة لإجراء إصلاحات واسعة النطاق ومحاربة الفساد في البلاد.