حث وزير الخارجية الفرنسي جون مارك إيرو، رئيس حكومة الوفاق الليبية فايز السراج، على إيجاد تسوية مع البرلمان المنعقد في طبرق، شرقي البلاد، والجنرال خليفة حفتر، من أجل القضاء على تنظيم داعش "الإرهابي". وقال إيرو خلال خطاب ألقاه مساء الجمعة، أمام عدد من السفراء الفرنسيين، بمقر وزارته: "إن الخطر الإرهابي في ليبيا وانتشار السلاح، يمثلان تحدياً عاجلاً لبلادنا، وإنه رغم الشكوك فقد نجح السراج في تشكيل حكومة وفاق وطني". وأفاد الوزير الفرنسي بأن القضاء على "داعش"، يقتضي كذلك من حكومة الوفاق، السيطرة على كل المؤسسات البلاد وكامل التراب الليبي. وأكد إيرو أن بلاده مستعدة لدعم جهود السراج وحكومته، لا سيما بالتعاون مع القوى الإقليمية الكبرى، وفي مقدمتها مصر. جدير بالذكر أن العلاقات بين فرنسا وحكومة فايز السراج شهدت توتراً خلال الفترة الأخيرة، إثر اعتراف فرنسا بتواجد قوات عسكرية لها في بنغازي تقاتل إلى جانب القوات الموالية لحفتر "قائد القوات الموالية لمجلس نواب طبرق". واحتجت حكومة الوفاق، على الدعم العسكري الذي تقدمه فرنسا لحفتر، الرافض لها، وللحوار السياسي، ولاتفاق الصخيرات، كما أكدت "الوفاق" أن التدخل العسكري الفرنسي تم دون علمها ودون التنسيق معها، واعتبرته "عدواناً" على الأراضي الليبية. وفي 20 يوليو/تموز الماضي، أعلن الرئيس فرنسوا أولاند، مقتل 3 جنود فرنسيين كانوا يقومون بعمليات استخباراتية في تحطّم مروحيتهم في بنغازي شرقي ليبيا، فيما اعتبر إعلان الرئيس الفرنسي بوجود قوات فرنسية في ليبيا، أول تصريح رسمي لباريس، بوجود قوات لها هناك، وهو الأمر الذي أكده في اليوم ذاته، المتحدث الرسمي باسم الحكومة الفرنسية، بشأن وجود قوات خاصة لبلاده في ليبيا. وسبق أن نشرت صحيفة "لوموند" في 24 فبراير/شباط الماضي، تقريراً يفيد بوجود قوات خاصة فرنسية في الشرق الليبي، تقوم بعمليات سرية، مما استدعى قيام وزارة الدفاع الفرنسية بفتح تحقيق على خلفية "شبهة إفشاء أسرار عسكرية".