كابول: يصل المبعوث الأمريكي ريتشارد هولبروك إلى كابول اليوم الثلاثاء لمتابعة العملية العسكرية التي تشنها القوات الدولية بمساعدة القوات الأفغانية في بلدة مرجة جنوبأفغانستان، فيما أعلنت قوات مشاة البحرية الأمريكية أنها تواجه مقاومة شرسة في محاولة الوصول إلى مسلحي طالبان. وكان هولبروك قد استبق زيارته إلى كابول بالتأكيد على أن "التطلع الى اليوم الذي سنغادر فيه افغانستان يتطلب وجود حكومة لها قوة شرطة وقوات أمن قادرة على التصدي لطالبان. تدريب الجيش هو أهم ركن من أركان سياستنا الطويلة الاجل هناك" . وقال امام منتدى امريكا والعالم الاسلامي في العاصمة القطرية الدوحة في وقت تقاتل فيه قوات حلف شمال الاطلسي طالبان للسيطرة على بلدة في اقليم هلمند "ينبغي أن يكون الامن هو المعيار الاول ونحن نساعد الافغان على اعادة بناء بلدهم." وأضاف "لا يمكننا ارتكاب خطأ عام 1989 الفادح. ينبغي للمجتمع الدولي ان يبقى في افغانستان ليساعدها" مشيرا الى غياب المشاركة الدولية بعد انسحاب القوات السوفيتية من افغانستان. في ذات السياق ، قال مسئولون أمريكيون إن قوات مشاة البحرية التي تقود واحدة من أكبر الهجمات التي يشنها حلف شمال الأطلسي ضد حركة طالبان في الحرب المستمرة منذ ثماني سنوات تواجه مقاومة شرسة من إطلاق النار المكثف ورصاص القناصة والقنابل المزروعة على الطرق. وحسبما ذكرت جريدة "القدس العربي" اللندنية حاولت وحدات من مشاة البحرية مرتين منذ الأحد الوصول إلى منطقة أسواق في مرجه آخر معقل للمقاتلين في هلمند أشد اقاليم البلاد عنفا لكنها تراجعت. ولدى تعرض هذه الوحدات لنيران شديدة وهجمات القناصة حيث استمرت احدى الهجمات لأكثر من ساعة اضطرت لإستدعاء طائرات هارير وطائرات هليكوبتر مهاجمة مزودة بصواريخ هيلفاير للمساعدة. وجاءت محاولة مشاة البحرية الاقتراب إلى نطاق مرمى نيران القناصة في سوق مرجه بعد يوم من تعرض القوات الأمريكية في قلب البلدة للهجوم عدة مرات، مما يبين أن نشاط طالبان ليس مقتصرا على منطقة واحدة بعينها. ويتوقف جانب كبير من نجاح العملية في هلمند على ما اذا كانت الإدارة ستكسب ثقة السكان كما يجب أن تكون القوات الأفغانية قادرة على منع طالبان من العودة. وذكر مسؤولون أفغان الأحد إن ما يصل إلى 35 متشددا قتلوا في أول يومين من العملية. وأكد المتحدث باسم طالبان قاري محمد يوسف في بيان على موقع الحركة على الانترنت نقلا عن تقارير واردة من هلمند أن المقاتلين نجحوا في صد هجمات قوات حلف شمال الأطلسي الاثنين. وتسببت صواريخ الحلف في مقتل 12 مدنيا أفغانيا الأحد في ثاني يوم من هجوم يهدف إلى فرض سلطة الحكومة الأفغانية في مرجه التي تعد أرضا خصبة للمسلحين وزراعة الخشخاش المربحة التي تقول الدول الغربية إنها تمول التمرد. وقال حلف الأطلسي ان ثلاثة مدنيين أفغان قتلوا بطريق الخطأ في حوادث منفصلة أثناء الهجمات. وأضاف انه في حالتين تجاهل المدنيون تحذيرات للتوقف وعدم الاقتراب من مواقع لقوات الحلف.