أنقرة : يصل رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوجان العاصمة الفرنسية باريس اليوم الثلاثاء في زيارة رسمية تستمر يومين يبحث خلالها العقوبات على إيران والسلام في الشرق الاوسط، فضلا عن مسألة إنضمام تركيا إلى الاتحاد الأوروبي . ويرافق اردوجان في زيارته وفد رسمي كبير يتضمن وزراء وشخصيات عدة بينهم وزيري الخارجية احمد داود اوجلو والداخلية بشير اتالاي ، حيث سيلتقي رئيس مجلس الشيوخ الفرنسي جيرار لارشيه قبل ان ينتقل الى قصر الاليزيه للقاء الرئيس الفرنسي، ثم يجتمع برئيس مجلس النواب برنار اكويه وعدد من ممثلي الشركات الفرنسية الكبرى قبل ان يختتم سلسلة لقاءاته مع نظيره الفرنسي فرنسوا فيون. واستبق أردوجان زيارته إلى فرنسا ، بالتأكيد أن المسألة النووية الإيرانية يجب أن تحل عبر الطرق الدبلوماسية، وذلك في مقابلة مع صحيفة "لوفيجارو" الفرنسية ، قائلا" لا اعتقد أن العقوبات التي يتم الحديث عنها ممكن أن تؤدي إلى نتائج "، مذكرا بأن عقوبات تقررت مرتين. وأكد أردوجان أن الذين اتخذوا القرار لتطبيق هذه العقوبات كانوا أول من انتهكها ، قائلا" هناك الفرنسيون والالمان والانجليز والأمريكيون والصينيون. كلهم كانوا ضالعين وتوصلوا أيضا عبر طرق غير مباشرة إلى ادخال سلعهم إلى إيران لا يمكن أن نهمل هذه الحقيقة". وأضاف" من جهة اخرى، هناك بلد في المنطقة يمتلك السلاح النووي. لا أرى لماذا لا يركز أي شخص على هذه الحالة. هذه المقاربة ليست متوازنة في اشارة ضمنية إلى إسرائيل". وبالنسبة إلى موضوع انضمام تركيا إلى الاتحاد الاوروبي، جدد أردوجان التأكيد على أن تركيا في الاتحاد الاوروبي لن تكون عبئا على أوروبا ولكنها ستساهم في اراحتها. ويتوقع ان يناقش الطرفان سبل التعاون واطلاق مشاريع مشتركة جديدة لا سيما في قطاعات الطاقة والنقل والبنى التحتية. ومن المعروف أن الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي يعارض انضمام تركيا للاتحاد الأوروبي الأمر الذي دفع أردوجان إلى انتقاده بالقول "ساركوزي يقول أحياناً أشياء لا يمكن ان يقبلها العقل. لكننا سنواصل مهما فعل، طالما لم يقلْ جميع أعضاء الاتحاد الأوروبي انهم لا يريدون انضمام تركيا" ، مضيفاً ان دخول أوروبا "حلم بلادنا منذ نصف قرن، واتحاداً أوروبياً لا يشمل تركيا لن يكون متكاملاً، سيفتقر الى شيء ما". وتعتبر فرنسا أن تركيا شريك وحليف مهم في حلف شمال الاطلسي "ناتو" وفي مجموعة الدول العشرين ومجلس الامن الدولي التابع للأمم المتحدة، ولكنها رغم ذلك تمانع بشدة انضمامها الى الاتحاد الاوروبي مؤكدة ان بإمكان الاتراك ان يكونوا شريكا فعالا اكثر خارج الباقة الاوروبية. وكانت الزيارة الاخيرة التي قام بها اردوجان الى باريس تعود الى 13 يوليو/تموز 2008 عندما لبى دعوة من ساركوزي للمشاركة في القمة التي خصصت لإطلاق "الاتحاد من اجل المتوسط". وتجدر الاشارة إلى ان فرنسا أحد أكثر البلدان حضورا لدى الاتراك على الصعيد الاقتصادي فهي تحتل المرتبة الثانية في ترتيب البلدان الاجنبية المستثمرة في تركيا ويوجد اكثر من 300 شركة فرنسية يعمل فيها نحو 100 الف موظف.