أكد رئيس مجلس الشيوخ الفرنسى جيرار لارشيه، أهمية التعاون المصرى الفرنسى لمواجهة الأزمة المالية العالمية الحالية، مشيرا إلى أن بلاده ترغب فى أن تكون الأزمة فرصة لإعادة تأسيس قواعد الرأسمالية الدولية لمواجهتها. وقال لارشيه فى تصريحات ل«المصرى اليوم» خلال زيارته الحالية للقاهرة التى تتواكب مع زيارة الرئيس مبارك الأخيرة لباريس، إن الرئيس الفرنسى نيكولا ساركوزى عندما تحدث عن أهمية توسيع مجموعة الدول الثمانى الصناعية الكبرى لم يتحدث فقط عن دولة أو دولتين، ولكنه أكد أن فرنسا تساند بقوة انضمام مصر لهذه المجموعة. وأضاف أن البرلمان الفرنسى يسعى فى الوقت الحالى إلى إرساء القواعد الجديدة فيما يتعلق بالتجارة العالمية. وأكد أن مصر هى الدولة القادرة، عن أى جهة أخرى، على تحقيق المصالحة والتوافق بين الفصائل الفلسطينية، مشدداً على ضرورة التوصل إلى وفاق وطنى بين الفلسطينيين. مشيراً إلى تطابق وجهات النظر بين مجلس الشعب المصرى ومجلس الشيوخ والجمعية الفرنسية تجاه جميع القضايا ذات الاهتمام المشترك، خاصة فيما يتعلق بالوضع فى غزة، وضرورة تثبيت وقف إطلاق النار والتوصل إلى هدنة طويلة الأمد وفتح المعابر ودفع عملية السلام، فضلا عن المصالحة الفلسطينية الفلسطينية. وأوضح رئيس مجلس الشيوخ الفرنسى أن أحداث غزة التى شهدتها خلال شهرى ديسمبر ويناير الماضيين، أثرت على أجندة مبادرة الاتحاد من أجل المتوسط. واستطرد: لكن هذا ليس معناه إهمال هذا الملف، حيث إن هناك العديد من الاجتماعات التقنية التى يتم التحضير لها، ومما لا شك فيه أن هناك تأخيراً أكثر من أى وقت مضى. وحول المجازر التى ارتكبتها اسرائيل فى قطاع غزة، ومدى اعتبارها جريمة من جرائم الحرب الدولية، قال: «فرنسا دائما تنادى بالاحترام التام للقانون الدولى الإنسانى فى الصراعات كافة أينما كانت، دون أى تفرقة فى هذا الصدد بين طرف وآخر». مؤكداً أن بلاده، كأى دولة تحترم القانون، ينبغى عليها أن تنتظر البت فى هذه المسألة من قبل المحكمة الجنائية الدولية، لافتاً الى أن باريس دعمت المدنيين الفلسطينيين خلال العدوان الإسرائيلى، وبذلت جهودا كبيرة جداً من أجل إمدادهم بالمساعدات، وخصصت 4 ملايين يورو لصالح سكان القطاع، إلى جانب إيفاد 16طبيبا فرنسيا للمستشفى الأوروبى بخان يونس. وبالنسبة للرؤية الفرنسية من مؤتمر إعادة إعمار غزة المقرر عقده فى الثانى من مارس المقبل بالقاهرة، قال لارشيه: «وزير الخارجية الفرنسى برنار كوشنير أكد الشهر الماضى ضرورة عقد هذا المؤتمر وتحديد احتياجات الفلسطينيين» مشيراً إلى ضرورة تلبية احتياجات الشعب الفلسطينى وضمان ظروف معيشة جيدة له. وأضاف: «لا نريد أن يتم هدم ما سيتم إعادة إعماره بعد فترة قليلة، فنحن لا نركز فقط على إعادة إعمار غزة، بل إحلال السلام»، معتبراً أن عملية إعادة الإعمار لا تقتصر فقط على الناحية المادية بل يجب أن تشمل «إعادة إعمار للقلوب والعقول»، مؤكداً أن البرلمان الفرنسى حريص على المشاركة فى هذا المؤتمر.