أفردت الصحف المصرية والعربية اليوم الخميس، مساحات واسعة فضلا عن تغطية مصورة لأحداث العنف التي شهدها شارع محمد محمود بميدان التحرير منذ السبت الماضي. وفي هذا الإطار قالت صحيفة «المصرى اليوم» إن المجلس الأعلى للقوات المسلحة يجرى مشاورات حالياً مع عدد من القوى السياسية، للتوافق حول تشكيل الحكومة الجديدة التى تخلف حكومة الدكتور عصام شرف، فيما يبحث الثوار فى ميدان التحرير عن زعيم يقود مصر فى المرحلة المقبلة.
وأشار مصدر مطلع للصحيفة إلى أن المجلس العسكرى يبحث عن رئيس وزراء جديد لا ينتمى لتيار سياسى بعينه، يستطيع إدارة العمل السياسى فى الشهور المتبقية من الفترة الانتقالية، بينما يتضمن التشكيل وزراء يمثلون مختلف الأحزاب والتيارات السياسية. مشيرة إلى أن الأسماء المرشحة، يتصدرها الدكتور محمد البرادعى، المرشح المحتمل للرئاسة، والدكتور حسام عيسى، أستاذ العلوم السياسية، وعبدالجليل مصطفى، المنسق العام للجمعية الوطنية للتغيير.
فيما نفي الدكتور حسام عيسي أستاذ القانون بكلية الحقوق جامعة عين شمس والناشط السياسي المعروف، في تصريحات لصحيفة الأخبار، تلقيه اية اتصالات بشأن ترشيحه لتشكيل حكومة انقاذ وطني في الفترة المقبلة خلفا لحكومة د. عصام شرف المستقيلة. . وقال عيسي ل"الأخبار" انه لا توجد اية اتصالات تتعلق بترشيحه لتشكيل الحكومة ، مؤكدا ضرورة ان تضم الحكومة المقبلة كل التيارات الرئيسية المصرية الفاعلة علي الساحة.
من جانبه قال الكاتب أحمد رجب في صحيفة الأخبار: أتمني أن يرأس الوزارة القادمة د. فاروق العقدة، فهو القادر علي إنقاذ ما يمكن إنقاذه من اقتصادنا، ومعالجة الجنيه المصري.
وتحت عنوان " لا تكسروا روح التحرير" كتب الدكتور عمرو الشوبكي بصحيفة المصري اليوم قائلا: سيظل ميدان التحرير رمزاً ليس فقط لثورة كبرى صنعها الشعب المصرى، إنما أيضا لقيم بديلة تحاول أن تحل مكان أخرى رسخها النظام السابق على مدار عقود، وفيها من السلبية والفهلوة والانغماس فى الحلول الفردية الكثير.
وأضاف: إن تصور البعض أن هناك حلولاً نقية أو ثورية سابقة التجهيز ستحل كل مشكلات مصر فى يوم وليلة، وأهم بصورة كبيرة.. مؤكدا أن مصر بحاجة لروح «التحرير» ومشروع سياسى للإصلاح يتكاملان معاً، ودون هذا التكامل سنظل واقفين فى مكاننا ولن نتقدم خطوة للأمام.
واستطرد أن تركة «مبارك» هى تقريباً تركة دولة فاشلة Stat Failure وبالتالى يصبح النضال المشروع لشباب الثورة من أجل تفكيك آلة القمع والاستبداد التى نمت وترعرعت طوال العهد السابق غير مكتمل ما لم يعوا أن هناك مهمة أخرى أكثر أهمية وصعوبة تتعلق بإعادة بناء هذه المؤسسات.
وفي حوار مع صحيفة الأخبار أشار الشيخ يوسف القرضاوي إلى أن أداء المجلس العسكري في أول الأمر كان موقفه طيِّبا ومرضيا، وفي آخر الأمر، لا أدري ما الذي جري له، فقد تغير واستدار، وأصبح الكثير من آرائه محل القيل والقال. وقال: أرجو أن يعود المجلس كما كان، ويَدَع الأمور لمَن تنتخبهم الأمة، ولا يجوز أن يلزمهم بأي شيء، إلا بما تأتي به الانتخابات، فهذه هي الديمقراطية الحقيقية.
وتابع: أمتنا ترفض الدكتاتور وتكرهه وتعاديه، سواء كان يلبس عمامة الشيخ، أو طربوش الأفندي، أو برنيطة الخواجة، أو طاقية الفلاح، أو خوذة الجندي، أو لا يلبس شيئا فوق رأسه.
فيما أشارت صحيفة الأهرام إلى أن الخدمات الأمنية المشتركة من الشرطة والقوات المسلحة والمعنية بتأمين مقر ديوان وزارة الداخلية, ضبطت مجموعة من الأشخاص يرتدي بعضهم أقنعة سوداء اللون، وقاموا بالتسلل لمدرسة الفلكي الإعدادية الكائنة بتقاطعي شارع الفلكي مع محمد محمود دائرة قسم شرطة عابدين, والصعود أعلي مبني المدرسة وإلقاء الحجارة وزجاجات المولوتوف وإطلاق الأعيرة النارية علي القوات والمتظاهرين في آن واحد.
وقالت صحيفة الأهرام في افتتاحيتها: ما معني أن يقول عنوان بإحدي الصحف إن الأمن المركزي عاد للانتقام؟... أليس في ذلك تحريض للجماهير المعبأة والمتشككة أصلا علي التأهب للعنف والاعتداء علي قوات الأمن بمجرد رؤيتها حتي ولو كانت لاتنوي التصدي لهم؟
وتساءلت الصحيفة : أليس بعض ممن يندس من المتظاهرين يصرون علي الاحتكاك برجال الأمن واستفزازهم وضرب بعضهم لكي يضطروا للدفاع عن أنفسهم بالتصدي لهم ثم يتهموهم أمام كاميرات وسائل الإعلام بأنهم يعتدون عليهم؟
وعبر الدكتور يحيى الجمل عن حيرته مما يحدث في مصر، وقال: وما يجري هذه الأيام في مصر لا يسر حبيبا ويرضي كل الشامتين والأعداء. وما يجري في مصر يؤثر على سائر أرجاء العالم العربي - خاصة المشرق العربي - تأثيرا كبيرا سواء بالسلب أو الإيجاب.. الذي يجري في مصر حاليا، ما هو التوصيف الأقرب للصواب لما نشاهده في الحياة في مصر من كل جوانبها الأمنية والاقتصادية وفي الجملة من الناحية السياسية باعتبارها تجمع الجوانب الأخرى.
فيما أكد الكاتب محمد بركات رئيس مجلس إدارة أخبار اليوم أن مصر هي الخاسرة، وهي الضحية، والمجني عليها، نتيجة هذا الذي يحدث الآن في ميدان التحرير، وبقية الميادين والشوارع، فهي التي تدفع الثمن غاليا من دم أبنائها وأرواح شبابها، وتعطل دولاب العمل بها، وتوقف الانتاج في مؤسساتها وشركاتها، وتراجع اقتصادها وغير ذلك كثير وكثير.
وقال الكاتب "هذه هي الحقيقة المؤكدة وسط دائرة العنف وموجات الغضب ، وكرات اللهب المشتعلة في كل مكان، ووسط حالة القلق والتوتر والاحتقان التي تسيطر علي الجميع، وحالة الشك، وعدم اليقين، التي تنتاب البعض من أبناء الوطن تجاه مواقف وتوجهات وأفعال البعض الآخر، وحالة الضبابية، وعدم الوضوح التي أصبحت تحجب الرؤية الصحيحة لما يجري، وماهو قادم".
فيما أشارت صحيفة الشرق الأوسط إلى أن علم المملكة المصرية ارتفع في ميدان التحرير للمرة الأولى منذ 53 عاما، في الوقت الذي دعا فيه المتظاهرون إلى رحيل المجلس الأعلى للقوات المسلحة عن الحكم وتسليمه إلى سلطة مدنية.
لكن الدكتور بشير موسى نافع في صحيفة القدس العربي يرى أن ما شهدته مصر منذ انتصار الثورة كان محاولة مستمرة لإجهاض مشروع إصلاح الدولة حتى قبل أن يبدأ. عودة الشعب إلى ميادين المدن المصرية هو انعكاس للصراع الدائر على روح مصر، الصراع الذي غادر المصريون ساحات مدنهم في فبراير الماضي بدون أن يحسموه، وبات من الضروري أن يحسم.
أما صحيفة الجمهورية فقد قالت في افتتاحيتها: إن ما يجري في ميدان التحرير وميادين أخري علي امتداد مصر ليس ثورة لاسقاط نظام أو رغبة في عزل اشخاص ولكنه ارادة شعبية تتمسك باستمرار الثورة مندفعة في طريقها دون عوائق أو تلكؤ تسمح للقوي المعادية بالتقاط انفاسها المريضة والتصدي للثورة لاستعادة النظام الفاسد كهدف أسمى لهم، لا يهمهم فيه مبارك أو غيره ولكن ما يهمهم هو اقتناص مصر ثانية لإذلال شعبها ونهب ثرواتها.
وأضافت أن الشعب المصري من هم في الميادين والشوارع وغيرهم يريد مستقبلا أفضل وحياة كريمة ووطنا سيدا ذا مكانة ويتقدم شبابه النبيل لتنفيذ ارادته مهما كانت التضحيات ومهما طال الزمن لأن إرادة الشعب أقوى من أشباح الماضي.
وفي مقاله بصحيفة الشروق أكد الكاتب فهمي هويدي أن ما يحدث في مصر حاليا غير قابل للتصديق، وقال: "أزعم أنه أقرب إلى اللامعقول منه إلى المبرر أو المعقول.. ففي أي بلد محترم، أو يزعم أ نه كذلك، لا يتصور أن يخرج الناس للتظاهر أو الاعتصام السلمي فيقتل منهم نحو ثلاثين شخصا ويشوه أو يصاب عدة مئات".
وقال الكاتب "لقد غضبت جماهير الشعب المصري حين أدركت أن شبابها يقتلون على أيدي رجال الأمن، فوزعت شرارات الغضب على كافة أنحاء مصر بعد الذي جرى يوم السبت الماضي، حين انقضت قوات الأمن المركزي على عشرات المعتصمين في ميدان التحرير من أهالي الشهداء وغيرهم من المصابين في مظاهرات إسقاط نظام مبارك".
وجاءت عناوين الصحف كالتالي:
جاء في صحيفة الأهرام "تجدد نزيف الدم.. عودة الاشتباكات بعد مصالحة لمدة ساعة بين المتظاهرين والأمن.. غدا مليونية الفرصة الأخيرة.. 20 بلطجيا يعترفون بإطلاق النار على المتظاهرين والشرطة.. ارتفاع الضحايا إلى 35 شهيدا و6 آلاف مصاب.. فتح باب الترشح للرئاسة 16 أبريل وحلف اليمين 30 يونيو.
أما صحيفة الأخبار فجاء في صدر صفحتها: غليان في الميدان.. شيخ الأزهر يصرخ لقادة الشرطة: أوقفوا توجيه السلاح لصدور إخوانكم... العلامة يوسف القرضاوي في حوار الساعة: نرفض الدكتاتور.. سواء لبس عمامة الشيخ أو خوذة الجندي أو برنيطة الخواجة.. المتظاهرون يطالبون بتسليم السلطة فورا.. والشارع المصري منقسم.. هدنة وقف الاشتباكات بشارع محمد محمود انهارت بعد ساعتين.
وفي صحيفة الجمهورية: صرخة الأزهر: أوقفوا الرصاص ضد المتظاهرين.. سياج بشري من المشايخ والمواطنين .. لمنع الاشتباكات.. مدرعات الجيش في شارع محمد محمود .. و الاشتباكات تتجدد بشارع منصور.. حكومة الإنقاذ تحت التشكيل .. إحالة المتهمين في أحداث التحرير للتحقيق.
روزاليوسف: الإدارة الأمريكية توقف تعاقدات وشحنات أسلحة فض المظاهرات للداخلية.. التحرير يطالب بإقالة المجلس العسكري.. غليان ضد المجلس العسكري.
وفي صحيفة المصري اليوم: قوى سياسية تدعو إلى مليونية «تنحى العسكرى» الجمعة.. «عنان» ل «البدوى» فى اتصال تليفونى: مستعد للحوار مع شباب التحرير.. وزير الصحة يعترف باستخدام الرصاص الحى.. وينفى وجود «غاز الأعصاب».
فيما أبرزت صحيفة الشروق: إخلاء مبنى وزارة الداخلية وتأمينه بقوات خاصة.. مصر تحبس أنفاسها في انتظار هدنة التحرير.. عنان : الإفراج عن جميع المعتقلين وتعويض الشهداء ومحاكمة فورية للمتورطين.
أما صحيفة الوفد فقد أبرزت : محاولة فاشلة لتهريب مبارك ورجاله في طرة.. عيسوي: شرف طلب مني فض الاعتصامات بالقوة ورفضت.. التحرير يصر على إسقاط المشير.. طنطاوي وعنان والعيسوي برأوا مبارك وتورطوا في جريمته.
أما صحيفة الشرق الأوسط فقد أبرزت في عناوينها : إسرائيل: الوضع في مصر يدل على ضعف واضح للجيش.. علم المملكة المصرية يرتفع في ميدان التحرير للمرة الأولى منذ 53 عاما.. تعامل أمني في اليوم الخامس لاشتباكات «محمد محمود» مع انهيار الهدنة.. استمرار المواجهات الدامية في المحافظات المصرية وسقوط عشرات الضحايا.
وفي صحيفة القدس العربي: وزير الداخلية يستعين بالجيش لحماية وزارته ومديريات الأمن.. والاشتباكات تتسع في الاسكندرية.. مصر: عشرات الضحايا بحرب شوارع بين المتظاهرين والشرطة.