اسلام أباد: طمرت انزلاقات التربة الناجمة عن الفيضانات قريتين شمالي باكستان واسفرت عن مقتل 32 شخصا على الأقل ، فيما لاتزال أعمال إغاثة المنكوبين تواجه صعوبات كبيرة بسبب رداءة الأحوال الجوية وانقطاع الطرق وسط تحذيرات من قبل هيئة الأرصاد الجوية الباكستانية من أن القادم أسوأ. وقال مسئولون باكستانيون "الانزلاقات الارضية ضربت قريتين في مقاطعة جيلجيت- بالتيستان "، مشيرين الى انه "تم انتشال 32 جثة بينما ما زال اكثر من 25 شخصا اخرين في عداد المفقودين بعد الانزلاقات الارضية". ووقع معظم الوفيات في مناطق شمال باكستان، ولكن مع تواصل سقوط الامطار دخلت مناطق الجنوب ايضا في منطقة الانذار القصوى "الحمراء". فيما انهار احد السدود في اقليم السند الجنوبي، وحذر المهندسون من ان السدين الضخمين تاربيلا ومانغلا في الشمال قد وصلا الى طاقتهما الاستيعابية القصوى. وقال مراسل قناة "الجزيرة" الاخبارية ان هطول الامطار يتواصل بغزارة شديدة على مناطق شاسعة في إقليم السند جنوبي باكستان لليوم الثاني على التوالي، كما تواصل تدفق السيول بقوة في الأنهار الرئيسية الواصلة إلى السند من إقليمي خيبر والبنجاب. واضاف "السيول تسببت في انقطاع تام للطرق البرية الرئيسية التي تربط بين السند ومناطق باكستان الأخرى، مما زاد من صعوبة الوضع". من جهتها حذرت دائرة الارصاد الباكستانية من انه من المتوقع تواصل سقوط الامطار ليومين آخرين في اقليم السند، حيث اعلنت السلطات ان خطر الفيضان في اقصاه ويتطلب اجراءات عاجلة وملحة. وقال الناطق باسم برنامج الاممالمتحدة للغذاء امجد جمال "ان الاوضاع باتت اسوأ وان الامطار تعرقل جهود الاغاثة". واضاف "ان اربعة ملايين شخص سيكونون بحاجة الى مساعدات غذائية خلال الاشهر الثلاثة القادمة". من جانبه قال جان موريس ريبير المبعوث الاممي للكارثة في باكستان "ان الحاجة المساعدة الخارجية تتصاعد باطراد مع بدء جهود اعادة البناء في المناطق التي دمرها الفيضان". واضاف: "ستتطلب حالة الطوارئ ملايين الدولارات وستحتاج حالة التعافي واعادة البناء مليارات الدولارات". وقتل 1600 شخصا على الاقل في اسوأ فيضان ضرب البلاد منذ 80 عاما، وتضرر حوالي 14 مليون نسمة فيه. وذكرت وسائل اعلام محلية ان 14 شخصا قد قتلوا في حادثة اخرى متعلقة بالفيضان ، عندما جرفت شاحنة كانت تقلهم وسقطت أحد الانهار في مقاطعة دير السفلى. وكانت الفيضانات التي تسببت فيها الامطار والرياح الموسمية في الشمال الغربي، بيد انها غمرت الان مسافة اكثر من الف كيلومتر على امتداد باكستان على امتداد نهر اندوس وروافده. وجدد رئيس الوزراء الباكستاني يوسف جيلاني نداءه لتقديم مساعدات دولية عاجلة لباكستان. وقال اثناء زيارته لاقليم السند "ان الحكومة قد فعلت كل ما في وسعها، بيد ان الامور فوق طاقتنا، نحن نواجه حالة بالغة الصعوبة". وقد حولت الولاياتالمتحدة طائرات هيلكوبتر وقوات للمساهمة في نقل المساعدات، بينما قال الناتو إنه سينسق جهود تقديم المساعدات من الدول الاعضاء فيه والشركاء. وقد وصلت أول طائرة مساعدات بريطانية إلى راوالبندي في وقت متأخر يوم السبت ناقلة 500 خيمة تضاف الى 2000 خيمة تم توزيعها.